في ختام زيارتها لمصر، تظاهر العشرات ضدّ وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلاري كلينتون»، ولم يكتفوا بالتظاهر تعبيراً عن غضبهم من التدخّل الأمريكي السافر في شئون مصر، ولكنّهم نكأوا جراحها بحادثة خيانة زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» مع «مونيكا لوينسكي»، حيث صرخوا «مونيكا.. مونيكا»!!

الجماهير الغاضبة رموا الموكب بالطماطم والأحذية، وفي ظنّي لو كان البيض رخيصاً لاستخدموه أيضا!

المشهد في حدّ ذاته مكرّر، كردّة فعل تجاه شخصية معيّنة مبغوضة، أو تجاه شخصية تمثّل نظاماً سياسياً معيّناً مرفوضاً ومكروها، وهو بالضّبط ما صدر عن الجماهير المصرية التي عبّرت عن غضبها من السلوك الأمريكي، والتدخّل المستمر في شئون الآخرين.

قبل وصول «هيلاري»، صرّح مسئول في الخارجية الأمريكية بكل «لقافة»، بأنّ وزيرة الخارجية سوف تبحث الخطوات التي ينوي المصريون القيام بها فيما يتعلّق بالدستور والبرلمان وخطوات الانتقال الكامل نحو الحكم المدني الديمقراطي! نفس المصدر تحدث عن قناعة «هيلاري» بحماية حقوق جميع المصريين من نساء وأقباط!!

أمريكا التي لم تستطع مؤخراً حماية المجندات اللاتي يعملن في قواعدها من اغتصابات واعتداءات متكررة طالت أكثر من ٣٠ مجنّدة أمريكية، كأكبر فضيحة جنسية في القواعد العسكرية الأمريكية منذ ١٦ عاما، تريد تسويق حماية حقوق النساء في مصر!!

البعض منّا قد لا يعجبه موقف المتظاهرين المصريين، وقد يعتبره تصرّفاً غير حضاري، ولكن الحقيقة أنّ هذا قدر الإدارة الأمريكية عند الشّعوب العربية والإسلامية، حيث لا تتجاوز ما رُميت به!

عندما يشاهد الجميع ما تقوم به تلك الإدارة مع تغيّر رؤوسها، من عدوان وإيذاء للشعوب المسلمة في أراضي المعمورة كافة، وتدخّل في خيارات الشعوب ومصيرهم، وإمعان في سرقة ثرواتهم، ساعدتهم في ذلك أنظمة حاكمة وعملاء من الداخل، سهّلوا لهم تلك المهمّة وبسطوا لهم السجّاد الأحمر، من يشاهد ذلك؛ لا يملك سوى أن يقول: «خبز خبزتيه يالرّفله إكليه»!!