الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٨ - الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


موقف شعبي مطلوب..





خطوة موفّقة وجميلة جداً تلك التي أعلنها مجلس العائلات البحرينية يوم أمس، التي سبقهم بها النائب الفاضل عبدالحكيم الشمّري، وذلك برفض استقبال السفير الأمريكي أو من ينوب عنه، وخاصة خلال ليال شهر رمضان المبارك، حيث ينشط السفير في حملة علاقات عامّة، لتجميل الوجه الأمريكي، الذي ظهر قبحه الشّديد في تعاطيه مع أحداث البحرين الأخيرة.

مبادرة النّائب الكريم والتي تلاها موقف مجلس العائلات البحرينية، يعبّر بحقّ عن رأي غالبية أبناء البحرين، الذين لم يجدوا من ذلك السفير سوى تجاوز جميع الأعراف الدبلوماسية، وتدخّله في شؤوننا الداخلية بكل جرأة وتجاوز، بل وزاد على ذلك بدعمه العلني للإرهاب الحاصل في البلد، والذي تنفّذه جماعات طالما احتضنتها السفارة الأمريكية، وطالما دافعت عنها، وطالما درّبتها وآوتها، ويكفينا ما نُشر من فضائح ويكيليكس لنعرف نوعية تلك العلاقة الآثمة، التي ذاق ويلاتها الشعب والوطن، ويأتي ذلك السّفير ليبرّرها ويدافع عنها!

ذلك الموقف يجب أن يرتفع صوته أكثر من قبل العوائل البحرينية، التي لديها مجالس معروفة ومشهودة، والعبرة في ذلك الموقف، هو التعبير عن حالة الرفض الشعبي للعلاقة الأمريكية الإيرانية، التي تريد استخدام البحرين كورقة مقايضة وضغط، تلعب بها متى شاءت.

الإنسان البحريني يتميّز بأخلاقه العالية وخصوصاً مع الضّيف، فتراه يجوّع أهله وعياله، ليكرم ضيفه.

في أخلاقنا العربية، وكذلك في الأخلاق الغربيّة تتردّد أمثال موجّهة إلى الضيف، وتطلب منه أن يكون أديبا وأن يحترم أهل البيت ولا يتعدّى أو يعتدي عليهم أو يؤذيهم.

في الحالة البحرينية السياسية، ومنذ سنوات بدأ الجميع يكتشف أنّ هناك علاقة خاصّة، تربط بين أصحاب الأجندات الخارجية، سواء كانوا (معارضين) أو (حقوقيين)، وبين سفارة تدعمهم وتحرّضهم وتدافع عنهم.

لم ننتظر كثيراً لتأتي وثائق ويكيليكس، وتكشف مستور تلك العلاقات، وتثبت عدم صحّة وصف أولئك بالمعارضين والحقوقيين، لأنّ مهامهم تختلف كلية، وهي أقرب إلى الجاسوسية والعمالة والخيانة، ويكفي المرء قراءة واحدة لتلك التفاصيل ليفهم الصورة جيّدا.

المطالبة الشعبية ستستمر، وبدورنا نطالب جميع أصحاب المجالس أن يعلنوها صراحة وفي الصّحف، ليفهم ذلك السفير أنّ البحرين ليست لعبة أمريكية، ولن نقبل لأيٍ كان أن يتجرّأ على الوطن أو إرادة أبنائه، ولن نرضى بأن تكون البحرين مطيّة لا للأمريكان ولا لغيرهم.

برودكاست: مقاول نصب على سيّدة أرملة توفّي عنها زوجها قبل عام، حيث سلّمته مبلغاً من المال لترميم البيت الذي يؤويها هي وأبناءها، ولكنّه عندما علِم بضعفها نصب عليها، حيث أخذ منها المال وتهرّب من ترميم البيت.

جزاء من يأكل أموال اليتامى ظلماً عرّفه كتاب ربّنا، ولن يضيع في الآخرة، سؤالنا: هل من جهة رسمية تتبرّع بأخذ الحقّ لتلك الأرملة ولأبنائها اليتامى؟

آخر السّطر: قلوبهم من حجر، وليست كقلوب البشر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة