الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٢ - الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

ازدحام سياسي في كل مكان





تماما مثلما يحدث كل عام في شهر رمضان، حيث تزدحم القنوات الفضائية ومحطات التلفزة بالعديد من المسلسلات الدرامية والبرامج المنوعة، ولكن ما ينافس الازدحام التلفزيوني حجما، هو «الازدحام السياسي» في الوطن العربي.. ولاتزال «السياسة» هي التي تطغى على أحاديث الناس في «المجالس الرمضانية»، وهذا يعني ان الإدمان على السياسة لايزال الغالب على تفكير الناس ومزاجهم اليومي، ليس في البحرين وحدها ولكن في معظم العواصم العربية.. ففي مصر مثلا لايزال الناس منقسمين بين الاحتفال بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وثورة يناير ٢٠١١، وكل طرف يمسك بعنق الآخر، وهكذا وجدنا أنفسنا أمام انقسام حاد في المجتمع المصري منذ الانتخابات الرئاسية التي انشق المصريون بين «مرسي وشفيق» في الانتخابات، وحاليا ينقسمون بين ثورة يوليو وثورة يناير، ولاتزال مصر من دون حكومة،.. وكان للإخوة في مصر ان يستفيدوا من «الخبرة الكويتية» في تشكيل «الحكومات» الجديدة، حيث يمكن القول: ان الكويت تعتبر من أكثر الدول العربية التي تحل فيها الحكومات والبرلمانات بمعدل مرتين في العام.

ازدحام سياسي في سوريا التي يتواصل فيها حمام الدم، ويتفنن النظام السوري في الابادة الوحشية لشعبه رغم دخول شهر رمضان الفضيل.. والآن يتحدثون عن إمكانية استخدام «الأسلحة الكيماوية» في الحرب هناك، وهكذا سنكون أمام «حلبجة» جديدة في سوريا.. بينما العراق لايزال منقسما بين الأحزاب الطائفية، وتمسك إيران بتشكيل الحكومات العراقية وإدارة دفة «بغداد» السياسية من داخل «طهران»، بينما التفجيرات الإرهابية تحصد أرواح الأبرياء في العراق، ومنذ يومين قتل ١١٠ أشخاص في سلسلة تفجيرات، كما لو كانوا يحتفلون بدخول شهر رمضان على الطريقة العراقية.

ازدحام سياسي في البحرين، التي لم تتوقف فيها أعمال العنف والتخريب، حيث لاحظنا أن المخربين حاولوا منذ يومين اغلاق «شارع عذاري» بإشعال الإطارات والاعتداء بالمولوتوف على مدرعة للداخلية.. والجمعيات السياسية تدخل في مماحكات مع الدولة حول موضوع «الحوار»، الذي أصبح أقرب إلى «حوار الطرشان».

ازدحام سياسي في كل الدول العربية، ويبدو أننا بحاجة إلى «فرقة ناجي عطاالله» للإنقاذ في شهر رمضان حتى لا نصاب بالتخمة السياسية من كثرة الحديث في الولائم السياسية.





















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة