الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٢ - الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات

حكاية البقر والغنم غير المدلّل واختراق أمننا الغذائي؟!!







ما بين حكاية البقر المدلّل الذي تحدّثنا عنه يوم أمس، وحكاية البقر والغنم غير المدلّل الذي سنتحدّث عنه اليوم، تكمن العجائب في بلاد العجائب!!

الجميع يتحدّث عن الارتفاع المخيف في أعداد مرضى السرطان والقلب والسكّر في البحرين، والجميع يتحدّث عن ازدياد حالات التسمّم الغذائي، ومنها تصريحات المسئولين في وزارة الصحّة، والجميع يتحدّث عن الارتفاع الحادّ في عدد المواطنين المصابين بالسّمنة، لكن لم يبحث أحد عن الأسباب! والجميع يعلم أنّ هناك علاقة مباشرة بين ما يأكله الإنسان وما يصيبه من حالات تسمّم، وأمراض مختلفة لها أوّل وليس لها آخر!

السؤال الأوّل الكارثي، هو كيف تُنشأ وزارة كاملة كالبلديات من دون تعيين جهة مسئولة عن الزراعة فيها؟! ليس إدارة هامشيّة فقط، وإنّما جهة تحمل المسئولية القانونية والأخلاقية داخلياً وخارجيا! وهو الأمر الذي تسبّب في فوضى عارمة، تداخل فيها الفساد وضياع الرقابة، وصولاً إلى موضوع الأبقار المصابة بالسلّ والتي فجّرت القضيّة! وهو ما يتسبّب في مشكلة كبيرة للبحرين في الخارج!

بلد مُحترم ومقدّر كالبحرين، لا يوجد فيه محاجر صحيّة عند المنافذ، وهو ما يعني اختراقاً صحيّاً خطيرا، قد يتسبّب في كوارث مؤلمة!

ما هو موجود حاليا، الفحص الظاهري للشحنات الواردة!! وهو ما يعني أنّ جميع أمراض الدنيا قد تدخل وتنتشر، والسبب تلك الثغرة الخطيرة!

سمعنا عن انتشار أمراض سل البقر والبروسيلا والحمى القلاعية فيما يتناوله النّاس من لحوم، كما سمعنا قبله عن انتشار مرض رعام الخيول، والسبب ما أسلفنا من إهمال، ونقص في الجانب الوقائي، وهو ما دعا موقع منظمة الصحّة الحيوانية إلى اعتبار مرض السل البقري مرضاً مستوطناً في البحرين، ويكفي نظرة واحدة على موقع المنظمة لتشاهد سمعة البحرين السيئة في ذلك المجال!

البحرين، منذ عام ٢٠٠٩، لم تقم بدورها في رفع تقارير ومعلومات عن الحظائر وحالتها، وما تقوم به للسّيطرة على تلك الأمراض في مملكة البحرين، إلى منظمة الصحّة الحيوانية EIO، وهذا يعني إهمالاً يجب أن تسأل وتحاسب عنه الجهات المعنيّة، لأنّه تسبّب في تشويه سمعة البحرين فيما يتعلّق بالثروة الحيوانية!

هل يُعقل أنّ وزارة كبيرة بحجم وزارة الصحّة لا يوجد بها أطبّاء بيطريون يسدّون تلك الثغرة في تأمين أمننا الغذائي؟! هل يُعقل أنّه لا توجد سجّلات رسمية تحت مسمّى «مسلخ»، تأخذ صفة ومسئولية قانونية حول ما تقدّمه للنّاس من لحوم يأكلونها يوميا؟!

في البحرين يمكن أن تدخل الشّحنات من أيّ منفذ مع فحصها ظاهريا، كما يمكن أن يقوم بذبح الأبقار والأغنام أي شخص يمتلك مزرعة مثلا، وحينها لا تسأل عن الفحص ولا عن سلامة تلك الحيوانات!

مرض السلّ ينتشر عبر الاستنشاق، وهو مرض يستوطن في الأخشاب، فلو فرضنا أنّ هناك شحنة دخلت بعد فحص ظاهري من أحد المنافذ، وتمّ نقلها في شاحنات مفتوحة، وهي مصابة بذلك المرض، فلكم أن تتخيّلوا كميّة تلويث الجو، وكميّة نشر الأمراض التي نتساءل من أين تأتينا؟!

إذاً نحن نتحدّث عن سلوك وممارسات تتناول قضيّة خطيرة، تتركّز حول ما نأكله من لحوم، وهل هي آمنة أم لا؟! فوفرتها في السوق لا يعني أنّ الأمور تمام! وشراء النّاس لها لا يعني أنّها صحيّة!

تفاصيل أخرى مؤلمة لتلك الحكاية سنطرحها غدا، وشهود الحوادث موجودون، فانتظرونا!

برودكاست: نسبة انتشار أمراض القلب وغيرها في البحرين ٦٠%، بينما خطر الإصابة بها ١٠٠%!! ما فائدة بناء المستشفيات، بينما نحن نسمح بدخول أمراض الدّنيا إلى النّاس؟!



















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة