الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

المهارة السلاوية التي افتقدتها الملاعب البحرينية (٢)









بين كل جيل سلاوي وجيل آخر هناك جانب من المهارات المفقودة سواء على مستوى الاداء الفني الفردي أو الخططي الجماعي أو الذهني والسيكولوجي والملاحظ إن لعبة كرة السلة هي اللعبة التي تثير شهوة الجماهير بالحضور لأنها اليوم أشهى الألعاب الرياضية الجماعية وفاقت شعبية كرة القدم والسبب الإثارة وامتلاك اللاعبين المهارات.

لكن ما هي المهارة السلاوية التي افتقدتها الملاعب المحلية مع كل الأجيال؟

الملحق الرياضي بأخبار الخليج يحاور أربعة من المدربين ومن أجيال مختلفة.

السؤال عن اللاعبين السابقين

قال محمد جبارة لاعب نادي الحد والمحرق والمنتخب الوطني السابق في كرة السلة: إن التاريخ السلاوي البحريني يشهد على أن معظم اللاعبين السابقين كانوا على درجة عالية من المهارات السلاوية التي تفوق مهارات لاعبي الأجيال الحالية ومن كان يتابع مباريات الأمس يجدها أفضل من مباريات اليوم رغم وجود شبه احتراف يتم به التعامل لتقوية وسد الفراغ في الصفوف.

وأضاف: ان سهولة الحصول على اللاعبين الأجانب لم يرتق باللعبة أو اللاعبين فقط بل أسهم في تأجيج الإثارة بين الفرق ليس على المستوى الفني إنما الحماسي إذ تغلب الحماسة على الأداء ومتابعة الجماهير.

وقال: لو افترضنا جدلا إن المهارات في أجيالنا كانت سائدة لكن الشيء الذي افتقدناه اليوم إن اللاعب السابق (انتهى) في نظر مجالس الإدارات التي تعاقبت على اتحاد كرة السلة ولم يعد الناس يعرفوه لأنه في نظرهم انتهى من الملاعب وعليه أن ينتهي من الوجود.

وتساءل محمد جبارة: كنت إداريا في اتحاد كرة السلة ولاعبا سابقا ورافقت وفد البحرين السلاوي عام ١٩٧٨ مديرا للمنتخب في دورة (وليم جونز) وأحتفظ بالمذكرات والصور وتمضي الأيام والسنين والمناسبات ولا يتذكر الاتحاد الحالي أو الذي سبقه أن هناك أجيالا ساهموا في صناعته حتى إنهم يتجاهلون دعوتهم في المناسبات الرسمية أو غيرها.

وقال: تلك أهم المهارات التي نفتقدها اليوم وأعتقد إنها من الأخطاء التكتيكية للمدربين وليس المسئول عنها مجالس الإدارات المتعاقبة فمتى نزيل الغشاوة عن القلوب والعيون؟

وشكر الكابتن محمد جبارة الملحق الرياضي في أخبار الخليج على الاتصال به والسؤال عنه.

الولاء لكل الألوان التي نرتديها

وقال لاعب العاصفة والنسور والمنتخب الوطني والمدرب السابق لكرة السلة أحمد الدرازي: في اعتقادي إن اللاعبين السابقين واللاحقين لم يفتقدوا أي مهارات فنية في اللعبة بل إن اللاعب الصغير الذي لا يتجاوز (١٢) سنة يجيد كل المهارات والخطط الفردية والجماعية لكن المهارة الأساسية التي نفتقدها وافتقدناها بالفعل هي عدم الولاء لكل الألوان أو القمصان التي نرتديها. وأضاف: هذه المهارة من أهم وأخطر المهارات التي افتقدناها لأنها جامعة للكل واللاعب الذي يفتقدها يكون لاعبا فقط لكنه فاقد للروح والحماسة. وقال: اللاعب يرتدي أي لون ويقول لك: أنا أدافع عن هذا اللون وفي الحقيقة هو يدافع عن المال والراتب الذي يرتديه.

وأشار إلى أن افتقاد الولاء كافتقاد الروح والإنسان الذي يسير على قدمين لا يشعر بالمشي لأن رجلاه تفتقدان لحرارة الحياة وهكذا اللاعبين الفاقدين لحرارة العطاء المتهافتين على حرارة المادة والمتصارعين عليها.

وأكد أحمد الدرازي إن التطورات الحاصلة في كرة السلة ساهمت في افتقاد عامل الولاء لأن جشع الكثير من اللاعبين تأقلم مع التطورات والإغراءات وقال: لا يمكن أن يلعب اللاعب اليوم وهو لايفكر في المادة ولولاها ما لعب أصلا. وقال: في الماضي كنا لو نحقق الفوز بنصف نقطة نشعر بالحزن والأسى فما بالنا لو كنا نخسر المباراة؟

وتمنى أحمد الدرازي أن يعود الولاء وحب القميص إلى النفوس.

مهارة التعامل بالعملة الصعبة

وأكد الكابتن نجاح ميلاد صانع العاب النسور والأهلي والمنتخب السابق في كرة السلة والمدرب الحالي إن مهارة التعامل بالعملة الصعبة هي من أهم المهارات التي ركلت الولاء وأخرجته من النفوس وانتصرت على كل المهارات اليوم.

وقال: لاعبي الأجيال ساهموا وأكملوا بعضهم البعض لكن هؤلاء هم المخلصون لأنديتهم وللعبة أما الذين يتعاملون مع اللعبة على أساس إنها تمنحهم المال فلا نقصدهم لأن المهارات في كرة السلة من الممكن أن نصنعها في اللاعبين لكن مهارة الولاء لا تصنع لأنها موهبة وتعكس الحب والإخلاص ومن الصعب أن تزرعها في أرض بور. وقال أيضا: إننا في العصر المادي وتنتظرنا أيام أشد ما لم نبدأ بالتقنين والتوزيع ورسم السياسات الصحيحة فاللاعب أشبه بالجائع يلتهم كل شيء على حساب كل شيء حتى لو أعطيته ميزانية النادي كلها لن يشبع وفي زماننا لا توجد ميزانيات وكانت المهارات أعلى أفرادا وجماعات.

وضرب الكابتن نجاح عيسى مثلا باللاعبين الذين يرددون كلمة الانتماء وقال: هم يرددون الكلمة وتخرج من أفواههم كالسحر لكن لو توقف الراتب فترة لتذمروا وثاروا فالمادة سيطرت على الروح وهي من حق اللاعبين لكن إن تغلبت على عامل الولاء أفقدت الإنسان قيمته السيكولوجية وحب الناس إليه.

افتقدنا مهارة الطول

ونحى الكابتن أحمد سلمان مدرب كرة السلة منحى آخر وقال: إن المهارة المفقودة اليوم هي عنصر الطول لأن الطول يخدم المهارات الأخرى المطلوبة سواء على الناحيتين الفنية أو البدنية فالطول أمر أساسي في كرة السلة.

وأضاف: كل المهارات متوفرة في اللاعبين وهذا يعتمد على نوعية التدريب والخطط المتوافرة للاعبين والبرامج المرسومة على كل مستويات الفئات.

وقال: على الرغم من توافر شيء من الإمكانات، لكن هناك المهارات التي لا تظهر إلاّ في الأوقات غير المطلوبة ومنها على سبيل المثل مهارة السيطرة المطلقة على مباراة، الطرف الآخر فيها سهلا فاللاعب في الفريق الأقوى يتفنن ويبدع لكن أحيانا في المباريات القوية المتكافئة تريده أن يكون هو من يحقق الفارق فلا يحقق والسبب كما هو معروف الارتياح الذهني وسهولة أو ضعف المنافس.

وقال أحمد سلمان: مهارة الطول تتعلق بمهارات كثيرة إذا لا يمكن أن تُدرب لاعبا قصير القامة على مهارات اللاعبين طوال القامة وتطلب منه أن ينفذ مهارة لا تخدم طول قامته لأنه سيكون خارج التدريب.

وطالب الكابتن أحمد سلمان اللاعبين بضرورة التركيز على التدريبات التي تساعدهم على البروز وفقا لطول قامتهم فهناك الكثير من المهارات التي يجب السؤال عنها دائما وتنفيذها على مراحل زمنية.











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة