الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

موقف رياضي







عاش سكان الكرة الأرضية الليلة الماضية مع إبهار جديد قدمته مدينة لندن في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية ٢٠١٢ والتي تستمر حتى ما بعد منتصف أغسطس القادم وقد تكلف حفل الافتتاح بناء على تقارير وكالات الأنباء ما يزيد عن (٢٧) مليون دولار وشاهده في الاستاد الأولمبي (٦٠) ألف متفرج وتعد لندن المدينة العالمية التي تستضيف الأولمبياد وللمرة الثالثة في التاريخ وحتى اليوم.

لقد شاهدنا العمل الفني الممتزج بأعمال الثقافة والرياضة والسياسة والاقتصاد والتاريخ والتراث وكل ما يمت إلى الحضارة الانجليزية والأوروبية بصلات قوية وكانت الفقرات الموسيقية تقود الحركة المسرحية في سرعة حتى لا يتسرب الملل إلى النفوس وكل فقرة تدفع الفقرة التي تليها إلى النجاح أي أن كل فقرة تساعد ما بعدها إلى الظهور السلس أمام الناس ومن كان يراقب الفضائيات التي نقلت الحدث الأولمبي الافتتاحي على الهواء مباشرة.

جاء الإخراج الفني مثيرا للغاية وخاصة في عرض الألوان والخدع الإلكترونية من خلال استخدام أحدث أنواع التقنيات المبهرة للنظر والشاغلة للفكر والجاذبة للشعور الوجداني التي تفرض على المشاهد أن يتابع ولا يغمض عينيه.

هكذا تكون أساليب الافتتاح المتطورة والتي أصبحت اليوم تدرس في أكبر الجامعات لأن الجهد الذي بذلته مدينة لندن في بناء فكرة هذا العرض المثير لا يسمى جهدا بالمصطلحات العربية الركيكة بل يفوق الفكر والخيال ويقدم للناس أشهى الثقافات القديمة المحشوة بالبهارات الرائعة للمذاق والنظر.

في الواقع لا يجد من يريد الوصف أن يصل إلى أعلى مراحل البحث عن الكلمات، لأن هناك أعمالا لا يمكن تخليدها بالعبارات بل يمكن أن يخلدها الإحساس الجميل بالرضا وتظهر هذه الأمور حين ينتهي دور لندن ويأتي دور غيرها عند ذاك تبدو المقارنات مفيدة.

إن الدولة القادمة التي تنظم الأولمبياد عام ٢٠١٦ ستقع في ورطة كبيرة للإجابة على السؤال التالي: من يتخطى لندن في كل شيء؟

بإمكان الدولة القادمة أن تعمل خلال السنوات الأربع القادمة من اليوم حتى لا تفقد حرارة التنظيم لأن التجربة الساخنة أفضل وأقوى تأثيرا من التجربة الباردة الجامدة إذ يمكن التعامل مع الجثث الحارة لكن لا يمكن التعامل مع الجثث الهامدة.

على كل حال نشكر الجهات التي أبدعت في تقديم هذا الافتتاح (الإنساني) الذي أبهرنا وجعلنا في ذهول لأكثر من ساعتين نشاهد كل شيء من إبداع العقل البشري بمساعدة التكنولوجيا والفضل كله يعود للرياضة التي تجمع الشعوب على الخير والسلام والمحبة والأخلاق العالية.







.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة