في معرض البحرين للحدائق
المرأة قادرة على الزراعة والابداع فيها
 تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
ريبورتاج: خولة القرينيس
بالإضافة إلى جناح تصميم الحدائق، وهو جناح مخصص لعدد من خريجي الهندسة المعمارية ممن اكتسبوا خبرة في هذا المجال، إضافة إلى سوق المزارعين البحرينيين وجناح المزارعات البحرينيات، وقسم المرأة البحرينية التي تخصصت في تجفيف الخضراوات: أسلوب علمي ومبتكر.
بداية كانت لنا وقفة مع نورة عبدالله كيكسو مديرة المشاريع في المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي التي تحدثت عن جائزة الملك قائلة تقوم المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي على أسس توحيد ودعم الجهات المعنية بهذا القطاع لتحقيق أهداف إنمائية اقتصادية واجتماعية وسياسية تلبي أهداف المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى والرؤية الاقتصادية ٢٠٣٠ لضمان استقرار ورخاء المواطن البحريني، فهذه المبادرة ستعمل على تذليل العوائق كافة في مجال تنمية القطاع الزراعي من خلال استخدام التقنيات الحديثة كافة وتدريب وتأهيل العاملين في هذا القطاع ومساعدتهم على العمل به، كما ستقوم المبادرة بالعمل على تمويل المزارعين وتطوير أساليب زراعتهم التقليدية.
تجفيف الخضراوات
بعد ذلك زارت أخبار الخليج أركان المعرض وسلطت الضوء على عدد من الأجنحة التي تميز بها المعرض في هذا العام، وقد قالت سلوى التركي المتخصصة بتجفيف الخضراوات إنها سعيدة بالدعم الذي حصلت عليه من قبل المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي خصوصا أنها الوحيدة في البحرين التي تعمل على هذه التقنية.
وأضافت لقد بدأت بتجفيف الخضراوات منذ سنة ١٩٩٦ بعد دراسة ذاتية طويلة ومتعمقة في هذا المجال، فهي هواية أكثر منها حرفة ولأنها جديدة في البحرين تمكنت من جذب الأنظار إليها وأحبها الناس وأقبلوا على اقتناء هذه المنتجات نظرا لما تحتوي عليه من قيمة غذائية لأن طريقة حفظ الطعام طبيعية وخالية من المواد الحافظة، كما انها تساعد على الحصول على بعض المنتجات في غير موسمها الزراعي، وهناك فئة من الناس تحرص على شرائها لدواعي السفر حتى تضمن أنها قامت بشراء منتجات موثوقة لأنها من البيئة المحلية وعلى الرغم من أنها تستنزف الكثير من الوقت والجهد والمال فإنني أستمتع بممارستها بشكل كبير.
عن العوائق التي تواجهها في هذا العمل أكدت أن نقص الدعم المادي هو العامل الأبرز في الحد من التوسع في هذا النشاط خصوصا انها تطمح في المستقبل إلى أن تقوم بإنشاء مصنعها الخاص لتجميد وتجفيف الخضراوات في حال تحسن أوضاعها وحصولها على الدعم الكافي لتكون بذلك المصنع الأول في البحرين الذي يستخدم هذه التقنية.
المزارعات البحرينيات
الفائزة بجائزة أجمل حديقة منزل ثريا عبدالله المنصوري تحدثت قائلة إن المرأة البحرينية خلال العشر السنوات الماضية وتزامنا مع العهد الإصلاحي لجلالة الملك وإنشاء المجلس الأعلى للمرأة خطت خطوات كبيرة في فترة قياسية فلم تعد غالبية المهن والهوايات مقتصرة على الرجل، وبالتالي فإن هواية الزراعة ليست صعبة كما يتصورها البعض فالمرأة قادرة على الإبداع والتميز فيها، فقد تمكنت بمعية «عضوات» نادي البحرين للحدائق من زرع العديد من النباتات التي لا تزرع في البحرين وذلك بعد دراسة متعمقة ومستوفية لشروط زراعتها.
ونظرا لما يحتويه العصر الحالي من زحام تكنولوجيا فإنه بلا شك يحتاج إلى قسط من الراحة وبالتالي فإن هذه الأمور لن تتحقق إلا من خلال الاستمتاع بالطبيعة، وزرع النباتات المتنوعة والمختلفة، فكم هو ممتع تأمل تلك البذرة التي تنمو شيئا فشيئا! ومن هنا أتوجه بالنصح للمرأة بأن تقوم بتنمية مواهبها من خلال الانخراط في المجال الزراعي وتنسيق الزهور لما من شأنه أن يسهم في التخفيف من الضغوط اليومية التي تواجهها في حياتها.
وعلى الجانب الآخر فإن تنشئة الأطفال على الزراعة تولد بداخلهم نوعا من الارتباط مع الطبيعة بالإضافة إلى تحريك العاطفة لديهم وتعزيز مبدأ الرحمة بالإضافة إلى الحرص والمسؤولية فكلما كان الطفل يمتلك موهبة الزراعة وجب العمل على مساعدته بالطرائق الممكنة كافة حتى يصقلها وينميها فالارتباط بالطبيعة بشكل عام رائع جدا.
وتحدثت عن نفسها مؤكدة انها تمتلك بداخلها قناعة تامة بأن هذه الهواية لا تقتصر على الرجل فقط وانها بدأت ممارستها بشكل رسمي منذ عشر سنوات من بعد انضمامها إلى نادي البحرين للحدائق وقد حصدت الكثير من الجوائز خلال تلك الفترة منها كأس النادي لأفضل حديقة منزل في مدينة عيسى وجائزة منسقة للزهور كما حصلت على المركز الأول في مسابقة الأنوثة ومسابقة الجمال الأبيض وغيرها من الجوائز والمراكز المتقدمة في المجال نفسه.
وتتفق معها في الرأي المزارعة الهاوية ماريا حاتم وتضيف قائلة تعتبر الزراعة أمرا ممتعا جدا خصوصا انني أعشق الإشراف على حديقة منزلي بل أحرص على زراعة الخضراوات المتنوعة التي أقوم من خلالها بإعداد الطعام وهذا الامر مفيد جدا لربة المنزل لأنها ستوفر لأفراد أسرتها الطعام الصحي واللذيذ، وليس هذا فحسب بل إنني أحب أيضا زراعة الورد المحمدي البحريني بالإضافة إلى المشموم والياسمين لما لهما من رائحة زكية يضفيانها على مدخل المنزل بالإضافة إلى روعتهما عندما يتم وضعهما في زهرية داخل البيت.
وأكدت حاتم انها حريصة كل الحرص على متابعة التقنيات الحديثة كافة في المجال الزراعي على الانترنت بالإضافة إلى محاربة الآفات الزراعية ونوعية السماد المناسب لكل نبتة.
تصميم الحدائق
وعن مبادرة تصميم الحدائق التي تم طرحها في هذا المعرض قال المهندس أحمد الجشي إن الاهتمام بمجال تصميم الحدائق لم يكن وليد اللحظة لدي بل كنت أحرص على تطبيقه أثناء فترة دراستي للهندسة المعمارية من خلال المجسمات التي أقوم بتصميمها في ذلك الوقت، فقد كانت هذه اللمسة تسهم في تحقيق جزء من طموحي خصوصا أن حبي للطبيعة كان يدفعني لذلك، ومع إطلاق مبادرة تصميم الحدائق فرحت بالمشاركة فيها لأن هذا التخصص لم يكن موجودا في البحرين وبالتالي فإنه بلا شك سيحقق جزءا من طموحي.
المهندسة المعمارية مروة نبيل قالت إن الهندسة المعمارية بطبيعة الحال تحفز إلى الإبداع والتميز وبالتالي فإن طرح المبادرة الوطنية لتصميم الحدائق ستساعدنا وبشكل كبير على إظهار إبداعاتنا في هذا المجال الذي من شأنه أن يسهم في زيادة المساحة الخضراء، لذلك سنسعى إلى تحقيق هذا الهدف من خلال دراسة التصميمات العالمية للحدائق ومحاولة العمل على تطبيقها في البحرين وذلك بما يتناسب مع طبيعة المجتمع البحريني ونظرته إلى مثل تلك الأماكن عندما يتردد عليها.
.
مقالات أخرى...
- ماذا قالوا عن خطاب الملك؟ الخطاب عكس نقلة نوعية على طريق الإصلاح السياسي - (16 يناير 2012)
- رجال الدين.. كيف يقرأون ما يحدث في الشارع البحريني؟ شيوخ من الطائفتين يؤكدون: المعارضة مدانة شرعا - (8 يناير 2012)
- بعد تعرض ١٨ مدرسة للتخريب استياء شديد في الشارع البحريني بكل طوائفه - (5 يناير 2012)
- تمديد الدوام المدرسي فترة ذهبية .. أم عبء؟ - (3 يناير 2012)
- على عهدة المقاولين: المناقصات تقلصت بنسبة ٨٠%.. ونقبلها بسعر الكلفة - (2 يناير 2012)