الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٣٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


السياسي حينما يأكل الفستق..!





من منطلق الصراحة، ولخبرتي الشخصية في التعامل مع كم من السياسيين من مختلف الأطياف، لا يوجد عمل سياسي حقيقي في البحرين، بل توجد حركة مصالح ووصولية. خلف الأبواب المغلقة، يذهب بعض السياسيين حاملين في أيديهم رسائل بها مطالب وطلبات، يريدون تلبيتها، إما لهم وإما لمن هم محسوبون عليهم، والمقابل هو التنازل عن القضايا التي يحملها السياسيون علناً أمام الناس، أو تمييع هذه القضايا وخنقها بطريقة أو بأخرى. بمعنى آخر، السياسيون يخونون مؤيديهم بسهولة، ولا يحدث ذلك علناً بل خلف الغرف المغلقة. لدي معلومات وحقائق، لو نشرناها لقامت القيامة علينا. من يتصدرون العمل السياسي هذه الأيام، لا يهمهم سوى تحقيق مآربهم الشخصية، وإن تطلب ذلك الانقلاب ١٨٠ درجة على مبادئهم الرخوة التي تصدح حناجرهم بها في خطاباتهم. كل ذلك يحدث، لكن ليس أمام الناس، بل كما قلت، خلف الأبواب المغلقة، وفي الاجتماعات السرية. وحينما ينكشف أمر هذه المساومات فإن التنصل منها يكون أسهل من تناول الفستق المحمص..!

لا تقف المسألة عند هذا الحد، بل تعمل هذه النوعية من السياسيين على تهميش ومحاربة أي بادرة لتكوين عمل سياسي حقيقي، وخصوصاً حينما يستشعر هؤلاء أن ثمة جدية وإخلاص في القيام بعمل يخدم الوطن ويقدم مطالب حقيقية تلامس وجدان المواطنين واحتياجاتهم الفعلية. لماذا؟ لأن مثل هذا الحراك الحقيقي المخلص، النابع من حب الوطن ومن الإرادة الحقيقية من شأنه أن يعري ويفضح كل المتسلقين والمتلاعبين من أصحاب الأحذية النطاطة الذين يدركون أن قيمتهم وأوزانهم في المجتمع لا تتجاوز قشور الفستق، ومن شأنه أيضاً أن يعرض تجارتهم الرابحة للخطر، غير أنهم يستغلون غياب قيادات وطنية فعلية، لا تقدم مصالحها على مصالح الوطن، ولا تستغل عواطف الناس لتتسلق على أكتافهم من خلف الأبواب..!

باختصار، لن يتطور العمل السياسي في البحرين إلا إذا باتت ممارسة فضح السياسيين المزيفين عملاً سهلاً، ويحدث بشكل يومي دون الاكتراث لردود أفعالهم التي ستأتي في الغالب متشنجة (لكنها مصطنعة) لأنهم أول من يعرفون أنفسهم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة