الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٤ - الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نظرية إسقاط حكم «المشيخات الخليجية»..









قبل فترة كنت أستمع لمناقشة مطولة عن الوضع البحريني نظمته مؤسسة Qatar Foundation، ولفت نظري أحد المشاركين وهو شاب انجليزي كان يقف بجوار الحقوقي «نص كوم» نبيل رجب، ويستميت في تشويه صورة ما يحدث في البحرين. ما لفت انتباهي بصورة أكبر هو عندما قام مقدّم الحلقة النقاشية بتعريفه، حيث ذكر أنّ هذا الباحث في جامعة «درم» الإنجليزية، يتبنّى نظرية تقول بسقوط جميع «المشيخات الخليجية».



لن أخوض في تفاصيل تلك الشخصية ومن يغذّيها، لكنّي سأنطلق من نظريته التي تتبنّى إسقاط حكم جميع «المشيخات الخليجية» في المستقبل، وهو الهدف الذي تسعى له إيران في المقام الأوّل، ويبدو أنّه وافق هوىً أمريكيا، لذلك فهي نجحت في زرع الجواسيس والعملاء أشكال «أحمد الجلبي» في دولنا، والذين يظهرون بصور متعدّدة، فمنهم السياسي ومنهم الحقوقي ومنهم المدوّن ومنهم الإعلامي ومنهم النّاشط السياسي.



أمريكا تنفق عليهم بسخاء بإشراف وإدارة من سفرائها وبالأخصّ «سفير الشؤم»، مهندس الطائفية في العراق الحديث.



أمريكا تدافع عن أولئك بالخفاء، وتقدّم إليهم الدّعم اللوجستي، وهو بالضّبط ما كانت تفعله مع العميل «أحمد الجلبي» في العراق، الذي بدأ كعميل أمريكي، وانتقل بعد ذلك إلى العمالة الإيرانية، وهو مستعد لأن يعمل لمن يدفع أكثر، بالضبط كمهمّة أقذر مهنة في التاريخ.



أمريكا لم تكتف بعملاء من أمثال «الجلبي»، وإنّما لها شراكات واتفاقيات مع مؤسسات ومنظمات مشهورة، أتينا على ذكرها سابقا، تقوم بتسويق مفاهيم محددة للديمقراطية، تسوّق لأمثال أولئك «المنحطّين سياسيا»، المستعدين لبيع أوطانهم، لتنفيذ أجندات لا تخفى على ذي لب.



قبل أن أختم ليَ أن أستذكر بعض الحوادث، التي توضّح ما ذكرناه، وهي تحتاج فقط إلى من يربطها ويقرأ ما بين سطورها.



أحداث البحرين كانت كفيلة بشرح كلّ «المستخبّي»، لكننا لن نخوض فيها، ولنتذكّر حوادث أخرى.



لنستذكر «وثائق ويكيليكس»، وكيف عرّت «جمعية الوفاق» التي كانت تنام في غرف السفارة الأمريكية، تنقل إليها أدقّ التفاصيل، وتستأذنها في كلّ شيء حتى قبل دخول «الحمّام» (أجلّكم الله)!



سقطة المذيع «علي الظفيري» على قناة الجزيرة، عندما قال للدكتور عزمي بشارة «بيّضت وجه المؤسسة»، وكان يظنّ أنّه خارج التغطية، وقد كتبنا مقالاً توضيحياً سابقاً حول من هي تلك المؤسسة.



أحداث البحرين كشفت العلاقة السريّة بين «أحمد الجلبي» وبين «نبيل رجب»، التي توثّقها صور اجتماعاتهم مع الكويتي «عبدالحميد دشتي»، وجميع أولئك يشتركون في أمر واحد، وهو أنّهم يعملون وفق مخطّط إيراني بدعم ورعاية من أعضاء في الكونجرس الأمريكي، أولئك الذين دعموا العميل «الجلبي» في العراق، وهم الآن يدعمون أولئك ويوفرّون لهم الدعم والتغطية عند الإدارة الأمريكية، ولعلّكم شاهدتم قيام تجمّع لدعم ما أسموه «ثورة البحرين» بدعم من «الجلبي» وبرئاسة من «دشتي»، حيث قاموا بزيارة للكونجرس الأمريكي، ليمارسوا الضغط والابتزاز، وهي اللعبة التي يتقنها العملاء، حيث نجحت في العراق، ويريدون استنساخها في البحرين، عبر أطراف معروفة، متورّطة حتى النّخاع في جريمة بيع الوطن.



الأسئلة التي تربطنا بالنتيجة، هي من كان يصرف على الوفاق وطوابيرها في سفراتها إلى الخارج، وما حقيقة اللقاءات السريّة التي تحدث هناك؟!



«نبيل رجب» اليوم لم يكتف بالتحريض داخل البحرين، فبالأمس كان يحرّض شعب الكويت على الخروج في تظاهرة ضدّ البحرين، وبعدها ذهب ليحرّض الشعب التونسي، وسؤالنا: من يسنده، ومن يصلب ظهره، إلاّ إذا كانت له حماية أمريكية، كتلك التي دعموا بها العميل «الجلبي» لاحتلال العراق؟!



السؤال الآخر، ما أن يحدث أمر في البحرين، إلاّ ويخرج علي سلمان يطالب مرّة بدخول إيران، ومرّة بطلب حماية أمريكية، ومرّة يطالب بتدخّل الأمم المتحدة.



بالضّبط، هي وسائل العميل «الجلبي»، وجدوا لها اليوم من يسندها عبر سفراء يديرون تلك العملية بدهاء وبخبث، نسأل الله أن يكفينا شرّه. غداً نواصل.







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة