الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٦ - الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


صراع الانتخابات الكويتية والمشهد البحريني





كلّها ثلاثة أيام تفصلنا عن موعد الانتخابات الكويتية، التي تشهد صراعاً محموما، تمّ توظيف الطائفة فيه بشكل غير مسبوق.

لمن يتذكّر؛ لعلّ أحداث البحرين الأخيرة، رسمت صورة لقرب المشهد البحريني من المشهد الكويتي، وخاصّة فيما يتعلّق بالطوابير الإيرانية الخامسة، التي لا تختلف عن الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، فكلاهما شرّ مطلق؟!

في أحداث البحرين شاهدنا كيف تمت «الفزعة» الطائفية، حيث بدأت بمشاركة الفنانين الكويتيين لمناصرة أبناء مذهبهم في البحرين، وبعضهم ظهرت له مجموعة من الصور وهو في «الدوّار»! البعض الآخر كانت له أدوار أخرى، فمحمود حيدر أو ما يطلق عليه «كوهين» الكويت، وظّف صحفه وقنواته لنصرة طائفته معتمداً على ترويج الأكاذيب والسبّ والشتم لقوات درع الجزيرة، ولدول كبرى شقيقة مثل المملكة العربية السعودية وما يزال!

آخرون مثل النائب السابق صالح عاشور وظّف قناته «الأنوار» كما وظّف لسانه لشتم السعودية وتشويه سمعة البحرين، سانده في ذلك خالد الشطي وعبدالحميد دشتي وغيرهم ممّن انضموا إليهم في «الفزعة الطائفية»!

أولئك جميعاً تشابهت قلوبهم وخطاباتهم، فكما تحدّث الشيخ عيسى قاسم وعلي سلمان عن «يزيد ومعاوية والحسين»، تنادى بذلك صالح عاشور وأشباهه، في اجترار للتاريخ، بغية استحضار الطائفة للتجييش والتحريض!

الاصطفاف الطائفي وصل إلى مداه، حين رفض عدد كبير من الجنود الكويتيين المشاركة مع قوات درع الجزيرة، بسبب أنها تسهم في «ذبح» الشعب البحريني! بل حتى الطاقم الطبي الذي أُرسل «للترقيع» تمّ إرجاعه من الحدود، بسبب اكتشاف تورّط بعض أفراده بتهريب أجهزة وأموال لدعم الانقلابيين في البحرين!

ما يحدث في الكويت اليوم أسوأ من ذلك، حيث نادى بعض زعمائهم، المهري وصاحب الدور الإيراني المشبوه محمود حيدر، طائفتهم بدعم شخصيات بغيضة من شرفاء الكويت، مثل «نبيل فضل» و«محمد الجويهل»، ومن لا يعرف تلك الأسماء فما عليه سوى الدخول على «اليوتيوب» ليعرف من أولئك وما هو تاريخهما المخزي؟! حيدر والمهري لم يدعوا طائفتهما إلى نصرة أولئك حباً لهما ولكن بغضاً واستفزازاً للطائفة الأخرى! بالضّبط نفس الأساليب الرخيصة التي استخدمتها الوفاق في البحرين!

جميع الوجوه التي رفعت صوتها ضدّ البحرين تُدعم طائفياً وبقوّة للفوز بالمقاعد البرلمانية، بعضهم متورّط في فضيحة «القبّيضة»، وآخرون في قضايا نصب واحتيال، وغيرهم في قضايا التعدّي على طائفة بأكملها بالسبّ والشتم!

قبل أشهر أسعدتنا الإمارات برفض دخول علي سلمان أراضيها، وبالأمس نشرت صحيفة الوطن الكويتية أن صالح عاشور بات ممنوعاً من دخول أغلب دول الخليج العربي، بسبب مواقفه التي لا تقل سوءًا وسواداً عن ما عند علي سلمان «حيث الطيور على أشكالها تقع»!

البعض يرى أنّ خطر المشروع الإيراني على الكويت أكثر بكثير من خطره الحاصل في البحرين، والسبب تغلغل الوجود الإيراني هناك واستغلاله لقضيّة «البدون»، إضافة إلى وصول متنفّذين طائفيين إلى مراكز القرار السياسي والعسكري، بسبب تقاطع المصالح الذي سبّب انتفاضة «ساحة الإرادة» الأخيرة.

التحدّي الأصعب الذي يواجه الكويت اليوم، وبالتالي سينعكس على دولنا الخليجية، هو في وصول رؤوس معروفة بالفساد الأخلاقي وأخرى بتوجهاتها الطائفية الفجّة المرتمية في أحضان المشروع الإيراني، والتي باتت تلعب على المكشوف، بعد أن كانت تلعب بالخفاء.

سؤال أخير: هل سينتفض الشرفاء لحماية أوطاننا من أولئك، أم أنّ زمن «الرويبضة» قد طغى على كلّ العقول والأحلام؟!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة