الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٨ - الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


ألا قاتل الله التشبيح وأهله..





كنّا نظنّ أنّ شبيحة الأسد الذين يمارسون القتل والاغتصاب على أرض سوريا، موجودون فقط هناك، لنفاجأ بهم يظهرون على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس!!

هم مجموعة كبيرة من زبانية نظام الأسد الدموي، يلبسون لباس رجل الدين والمثقّف، تغلبهم «هرمونات التشبيح»، ليخرجوا من طورهم «التشبيحي» في إرسال السبّ والشتم إلى طور «تشبيحي» آخر، يستخدم المناطحة والملاكمة والضرب؟!

في برنامج الاتجاه المعاكس أمس الأوّل، تحوّل الشبيح إلى ملاكم، وتلك حجّة الضعيف الذي لا يستطيع أن يقارع الحجّة بالحجّة، حيث يتجه إلى العنف ظنّاً منه أنها أسهل طريقة للانتصار وتركيع الخصم وإذلاله!

«التشبيح» فنٌّ أصبح يمارسه الخطاب الرسمي العربي أيضا، وما خطاب نبيل العربي المخزي وخطاب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة سوى نموذجين للتشبيح الغبيّ الذي يريد استغباء عقول البشر، وكأنّهما لا يشاهدان أعداد القتلى التي تتزايد يوماً إثر يوم تحت آلة القتل والدمار الأسدية!

أمريكا هي أكثر من مارس «التشبيح» عبر التاريخ، فهي لم تأل جهداً في الابتعاد عمّا يحدث من مجازر لأهل الشام، ولكن ما ان شعرت بقرب سقوط نظام الأسد، حتى قفزت وزيرة الخارجية الأمريكية ورئيس أركانها لقطف الثمار!

شبيحة الأسد، لم يكونوا سوى «منتج جديد» من الفصيلة نفسها، لا يعترفون بأي حدود للانتهاك والاعتداء والاغتصاب.

ذلك المنتج يشتهر به الجنود الأمريكان، حيث مارسوه عبر تاريخهم القديم والحديث، وشاهدنا من الصهاينة في فلسطين من يحترفه ويتميّز به، وها نحن نشاهده في سوريا من عصابات الأسد والعصابات الإيرانية المرسلة من العراق ولبنان.

التشبيح بات عنواناً للمرحلة، وتفسيراً لانتهاك حرمة العقول والأبدان والأعراض والحريات الآدمية.

التفتوا يميناً وشمالا، وستجدون الكثير من تطبيقاته حولكم، كفانا الله وإيّاكم شرّ كل «شبّيح مشبوح مشبّح»!!

برودكاست: من الجميل الاهتمام بثقافة المواقع التراثية، لكن الأهم هو الاهتمام بما يغذّيها من ثقافة تحترم عقول المواطن، وتملأها بما يحترم ثقافتنا وهويتنا



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة