الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٢ - الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وطنٌ في مهبّ الريح





من الواضح جداً أن الأوضاع في البلد تسير نحو مزيد من التأزّم، والسبب واضح جدا، حيث سلوك الوفاق السياسي وبناتها يسير بخطىً ثابتة نحو مزيد من الاحتقان والتصادم، يبيع حديث «السلمية» على العالم الخارجي، بينما هو يمارس أبشع درجات الإسفاف في خطابه السياسي داخليا، ويستمتع بخطاب العنف الذي أصبح علامة بارزة في حركة البحرين الطائفية.

الدولة باتت تمارس السياسة منفردة، لا أحد يعلم إلى أين تسير؟! استرخصت حياة رجال الأمن، وهاهي تلقيهم في التهلكة يوميا، حتى انتقل التعدّي إلى نشاط عصابات مسلّحة باتت تهدد الأمن الاجتماعي لجميع المواطنين والمقيمين.

الدولة تتحدّث عن حوار جديد كما جاء في «تويتر» على لسان مستشار عاهل البلاد الإعلامي، بينما الناس مازالوا لا يأمنون على أنفسهم من أن يُلقى عليهم «مولوتوف» وهم يسيرون بسيارتهم في الشارع؟!

الدولة تتحدث عن حوار جديد، والمشكلة هي المشكلة، حيث الطرف الآخر ما زال يقود خطاباً عنصرياً تحريضياً بغيضا، بعيدا كل البعد عن أجواء حوارات قبول الآخر، التي بإمكانها أن تنقل البلد إلى حالة من السلم والتعايش الأهلي.

الدولة تتحدّث عن حوار جديد، ومازالت الشوارع تغلق، ومازالت الإطارات تحرق، وما زال الناس يبحثون عن الأمن المفقود!

البعض ربط بين فكرة الحوار الجديد، وبين حرص الدولة على نجاح سباق «الفورمولا»، وهنا يحق لنا أن نتساءل: هل أصبح تقديم التنازلات السياسية تلو التنازلات هو الطريق لبسط الأمن على ربوع البلاد؟! وهل أصبحت تلك «الوناسة» الآنيّة أهم من استقرار الوطن والحفاظ على أمن ساكنيه؟!

الدولة وللأسف الشديد، وبسبب الهشاشة التي تعيشها باتت مضطرة الى جلب السيد بسيوني بين الفينة والأخرى، ليعطيها الشرعية وأنّها تقوم بالصواب، وذلك لتبرئتها أمام العالم!

الدولة الصلبة دائماً تمتلك القدرة على المضي قدّماً في الإصلاح والتغيير وفرض الأمن والنظام من دون الحاجة الى الحصول على مباركة من أحد!

سنة كاملة، ووضع إعلامنا الداخلي مقيّد، بينما إعلامنا الخارجي وسياستنا الخارجية في التعاطي مع ما يحدث في الوطن يسير من سيئ إلى أسوأ؟!

أيّ منصف يمكنه أن يشاهد عبر الفيديوهات المصوّرة، من يفتعل العنف ويفتعل المواجهة على الأرض، ولكن هناك رؤية تراها الدولة لا يراها أحد من العالمين!

الشعب انتظر تجمّع الفاتح ليأخذ حقه، ويصدح باسمه، ولكن يبدو أنّه لم يضع ثقته في المكان الصحيح. جميع الجمعيات المنضوية تحت لواء ائتلاف الفاتح باتت تغرّد خارج السّرب.

تحركاتهم أبطأ بكثير من تحركات الآخرين، لذلك فدائماً نتائجها تأتي متأخّرة بخطوات. والخوف الواضح من قادم الأيام أنّ هناك نتائج ستُفرض على الجميع، والسبب هو صمت ائتلاف وثق به الجميع ولكنّه لم يقم بما يفترض أن يقوم به للدفاع عن حقوق طائفة بأكملها في الوطن، باتت تعامل وكأنّها زوائد دودية ينبغي التخلّص منها؟!

برودكاست: بمناسبة يوم قوة الدفاع الرابع والأربعين، نرفع نداءنا الى وزير الدفاع المحترم والمقدّر، بعلاج مشكلة الاخوة الضبّاط الذين تعثّرت ترقياتهم -بعضهم مدة خمس سنوات-، والسبب عدم وجود الشاغر؟!

إني على يقين من أن المشير الركن خليفة بن أحمد لن يُعدم أفكارا لعلاج هذه المشكلة، مكافأة لأولئك المخلصين من أبناء الوطن، وحفاظاً على حقوقهم الوظيفية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة