الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٠ - الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

مأساة عائلة شيعية بالعكر الغربية

الأب ضابط شرطة.. والأبناء الستة يعملون بـ «الداخلية» يتعرضون للهجوم بالمولوتوف كل ليلة





تعيش عائلة شيعية بحرينية ظروفا مأساوية منذ أسابيع عدة، حيث يتعرض بيتها في قرية العكر الغربية كل ليلة لإلقاء الحجارة وعبوات المولوتوف، بل يتم سد الطرقات المؤدية إلى بيتهم كل ليلة، ويقول صاحب البيت، وهو ضابط شرطة بالانتربول خميس عبدالرسول: كل مشكلتنا أنني وستة من أولادي نعمل في وزارة الداخلية، فابنتي ضابطة شرطة واثنان من أولادي مرشحان ضابطين، ولي ابنة موظفة في الداخلية، ولي ابن صف ضابط في النجدة، وآخر رئيس عرفاء بالمرور. ويؤكد النقيب خميس أن علاقاته لسنوات طويلة كانت طيبة بأهالي قريته، الذين تربطه بهم صلات قرابة أو صداقة، وأنه لم يتأخر يوما عن أحد طلب منه خدمة في الداخلية، ولكن الحال تغير كثيرا - بحسب ما يقول - بعد خطبة الشيخ عيسى قاسم التي قال فيها «اسحقوهم».

ويقول: من يومها بدأ الهجوم على بيتنا، وكلما تجمعت مجموعة من المهاجمين، سمعنا أحدهم يقول: اسحقوهم.

(التفاصيل)

تعيش عائلة شيعية بحرينية ظروفا مأساوية منذ عدة أسابيع، حيث يتعرض بيتها في قرية العكر الغربية كل ليلة لإلقاء الحجارة وعبوات المولوتوف، بل ويتم سد الطرقات المؤدية إلى بيتهم كل ليلة، وقد تركت هذه الاعتداءات المتكررة آثارا واضحة على نوافذ وجدران البيت، لكن الإصابات الأكبر هي جراح داخل نفوس أفراد هذه العائلة.

يقول صاحب البيت وهو خميس عبدالرسول ضابط بشرطة الانتربول: كل مشكلتنا أنني وستة من أولادي نعمل في وزارة الداخلية، فابنتي ضابطة شرطة واثنان من أولادي مرشحان ليكونا ضابطين، ولي ابنة موظفة في الداخلية، ولي ابن صف ضابط في النجدة، وآخر رئيس عرفاء بالمرور.

ويؤكد الضابط خميس أن علاقاته كانت طيبة بأهالي قريته لسنوات طويلة، الذين تربطه بهم صفات قرابة أو صداقة، وأنه لم يتأخر يوما عن أحد طلب منه خدمة في الداخلية، ولكن الحال تغير كثيرا ؟ كما يقول ؟ بعد خطبة الشيخ عيسى قاسم التي قال فيها «اسحقوهم».

ويقول: من يومها بدأ الهجوم على بيتنا، وكلما تجمعت مجموعة من المهاجمين، سمعنا أحدهم يقول: اسحقوهم.

كتبوا على جدران بيتنا سحقا للخونة وسحقا للعملاء وسحقا للبلطجية، فهل نحن خونة وبلطجية وعملاء لأننا نخدم بلدنا ونعلن ولاءنا لقيادتنا وحكامنا، إذا كنا نحن مجرمين وبلطجية فماذا تكونون أنتم؟

ويستطرد قائلا: أنا أعيش في هذه القرية أبا عن جد، وأنا شيعي أبا عن جد، وأسرتي أكبر دليل على أن الشيعة غير مستهدفين كطائفة، فأي إنسان يمتلئ قلبه بالولاء لوطنه وتراب بلده، ولقيادته لا ينقصه شيء، إنما الذين يعملون وفقا لأجندات خارجية، ولصالح أطراف خارجية هم الذين يشيعون هذا.

وبصوت يغلب عليه الانفعال يقول: لن يغيروا موقفنا ولا مبدأنا، سنظل أوفياء للبحرين وقيادتها ودماؤنا وأرواحنا فداء لها، لقد قدم جلالة الملك الكثير لهذا البلد، وانجازاته في كل شارع وكل قرية، ولدينا مشروع إصلاحي نفخر به، وهو يعفو عن كل مسيء، حتى أصبح هناك من يقول أننا بلد المليون نخلة والمليون عفو، فهل يكون هذا هو رد الجميل، هل هكذا يكون العرفان.

ويستمر قائلا: من أمن العقوبة أساء الأدب، ولابد أن ينال كل مخطئ جزاءه، حتى لا يتم ترويع الآمنين في بيوتهم، فأنا أعرف أن هناك من أهالي القرية من يغضبهم ما يحدث، ولكنهم صامتون بسبب الخوف، وأنا أتساءل: إلى متى تستمر هذه الجرائم، وهذه الاعتداءات، وهل يكون الاعتداء والإرهاب والتخويف جزاء من يعلنون ولاءهم للبحرين في كل وقت.

يصمت الضابط خميس عبدالرسول ولكن أسئلته ستظل تبحث عن إجابة، ونحن من جانبنا نهدي قصة هذه العائلة البحرينية إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، ليدافعوا عنها إذا كانوا مهتمين بالدفاع عن الضحايا الحقيقيين للعنف والبطش.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

في مواجهة الشر .. لا مجال للصمت

أمس تشرفت بحضور مجلس سمو رئيس الوزراء بعد فترة طويلة من الغياب. وقد وجدت المجلس مكتظا بالمواط... [المزيد]

الأعداد السابقة