الدكتور فيصل الغرير في خطبة الجمعة:
لتعلم أمريكا وإيران أن الانتقام الرباني ليس له حدود
 تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
قال الدكتور فيصل عبدالله الغرير في خطبة الجمعة بجامع صلاح الدين أمس: لا يقع في هذا الكون حادث صغير أو كبير مما يفرح له الناس أو يحزنون أو يتفرقون فيه إلا بقدر سابق، وربما تعلو وترتفع بعض الحضارات الظالمة فترة من الزمن بسبب ضعف المسلمين وبعدهم عن دينهم، ولكن ما إن يتمسكوا بهذا الدين ويرجع الناس إلى دينهم حتى نرى سقوط هذه الدول العظمى المجرمة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»، فترك الجهاد والتعامل بالربا وعمل المنكرات وزيادة عليها نشر الرذيلة والفحشاء والخمور وبعد الناس عن الدين كلها أسباب تعود إلى ضعف شوكة المسلمين، ولكن العلاج واضح وبيّن وهو الرجوع إلى الله عز وجل.
أيها المسلمون: تتلاحق الابتلاءات على أمة الإسلام وتكثر مصائبها وكلما بدا أمل في عافية الأمة أصابها بلاءٌ آخر، والمؤمن لا ييأس من روح الله تعالى وعليه أن يثق بوعده. وأعظم مصيبة أصيب بها المسلمون في هذا العصر بعد تفريطهم في دينهم وكثرة معاصيهم ركونهم إلى أعداء الدين والوثوق بهم.
لقد اتفقت كلمة المسلمين على خبث وعداء ومكر دولة الصفويين الإيرانيين للمسلمين، وإنك مهما تكلمت وتحدثت عنهم فلن تستطيع الكلام عن الحقد الدفين والمواقف التي قامت بها لقتل المسلمين وتعذيبهم فمنطلقات الصفوية نابعة من الحقد الدفين الذي يلف عقول أولئك الضلال.
معاشر المسلمين: إن مشكلتنا ومصيبتنا أننا ركنا إلى أعداء الدين واغتررنا بالشعارات المضللة كالشعارات الإنسانية وتقارب المذاهب والوعود الكاذبة والمحافظة على السلم العالمي، وصار الصفويون الباطنيون يسعون لإعادة أمجاد الدولة الفارسية وامتلاك القنبلة النووية.
والمؤامرة الصفوية الفارسية بدأت منذ غزو التتار لبغداد عندما استدعاهم الوزير ابن العلقمي فاقتحموا بغداد فقتل منهم مليون إنسان، ولم تخمد الفتن عن أمة الإسلام حتى قيام دولة للتركمان -زالت في أوائل القرن العاشر على يد إسماعيل بن حيدر الصفوي نسبة إلى جده صفي الدين الأربيلي الذي عاش واعظاً، وإسماعيل الصفوي كان أول حاكم للدولة الصفوية في عام سبعة وتسعمائة للهجرة واتخذ مدينة تبريز الإيرانية عاصمة له، وقد عانى أهل السنة في إيران من ظلمه معاناة هائلة بعد أن قتل منهم مليون إنسان سني في بضع سنوات، وظل يجتاح بلاد المسلمين حتى انتزع بغداد بعد سبع سنوات من قيام دولته، وكان انتزاعه لها بخيانة من أهلها فقتل أهل السنة هناك ونبش قبور الموتى وأحرق عظامهم ونبش قبر الإمام أبي حنيفة النعمان وقتل كل من ينتسب إلى ذرية خالد بن الوليد في بغداد، حتى جاء السلطان العثماني سليم الأول برجال دولته فالتقى الجيشان فهزمه السلطان هزيمة نكراء، ثم استمر الظلم بعد ذلك فبعد قيام الثورة الإيرانية الخمينية قتل من أهل السنة الكثير في إيران ثم توالت المحن حتى سقطت بغداد سنة ٢٠٠٣م في يد الصليبيين والصفويين الجدد فقتل من أهل السنة كما يقول أحد النواب العراقيين إنه قتل من أهل السنة قرابة ٧٠٠ ألف مسلم سني في العراق. إن تاريخ الدولة الفارسية الصفوية مملوء بالقتل والتنكيل والتعذيب والكذب، والعجيب أن الشيعة في السعودية والكويت ولبنان والعراق والبحرين ينقادون لهم محتمين بالدولة الفارسية، حتى بلغ من تعصب حكامها للفرس حد اشتراط دستورهم أن يكون حاكم جمهورية إيران فارسياً، بل إن كل المرجعيات الاثني عشرية في العالم لا بد أن تخضع لرأس فارسي أو يكون من أصول فارسية، وما أشد حمق من يجندون أنفسهم لهم من غير الفرس وهم يرون عصبيتهم لفارسيتهم، ولعل هذه النوازل والأحداث تكون عبرة لأولي الأمر من المسلمين حتى يعرفوا أعدائهم من أصدقائهم.
أود في الحقيقة أن نتوقف سريعاً مع طموحات إيران إلى تصدير الثورة والسيطرة على العالم وهو أساس من أساسات الدولة الخمينية، وهم يقولون لا ثورة بلا إحساس بالظلم والقهر ودائماً يدّعون المظلومية ويقولون إننا مظلومون.
أيها المسلمون: إن ما يحصل اليوم في العالم الإسلامي عن طريق عملاء وأذناب إيران وخاصة في منطقة الخليج هي مؤامرة إيرانية لزعزعة الأمن وخلق الفوضى والتخريب والاستيلاء على الحكم والملك في الدول المجاورة، وتعميم أسطورة ولي الفقيه على دول المنطقة وقد شاهدنا قبل أيام المظاهرات في طهران المطالبة بإلغاء ولي الفقيه وإسقاط نظام الملالي في إيران وتمزيق صورة مرشد الثورة.
وإننا ندعو الدول الخليجية خاصة والعربية عامة إلى تقويض المؤامرة الإيرانية وإفشال مشروعها الإرهابي عن طريق تحرك الجمعيات والحركات الشعبية في دول الخليج والعالم العربي والإسلامي لإقامة مشاريع تفضح مخططات هذه المؤامرة وتنشر الوعي بين الناس بخطورة المد الصوفي الفارسي، وإننا نقف اليوم مع الشعب الإيراني في مظاهراته التي هي حق للشعب الإيراني والتنديد بقمع المتظاهرين والتنكيل بهم وقتلهم والمطالبة برفع التعتيم الإعلامي عن تلك الحقوق والمطالبات والمظاهرات.
وكذلك من الأمور التي تقوض المؤامرة الإيرانية الضغط على الحكومات العربية لقطع العلاقات مع الجمهورية الإيرانية ومحاسبة الجمعيات السياسية والاجتماعية والحقوقية التي تتعامل مع إيران وغلقها في حال ثبوت تورطها. ونحن نقول لإيران إنك قد تعاملت في السنوات الماضية مع الحكومات العربية، أما الآن فسوف تتعاملين مع الشعوب العربية والإسلامية الواعية التي عرفت حقيقة ومكر وحقد هذه المؤامرة الإرهابية الخبيثة، وهذا ما شاهدناه في المظاهرات المقامة في الدول العربية وتمزيق صور ورموز النظام الإيراني. فالشعوب عرفت حقيقة النظام وكرهت نظام إيران الإجرامي بحق شعوب العالم، وما أحداث سوريا ودخول الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابعين لخامنئي وحزب الشيطان إلى سوريا إلا دليل واضح على حقدهم لأهل السنة خاصة والعرب عامة، ولا ننسى أن أمريكا لها يد في كل ما يحصل للعالم من الاضطرابات. فمن الذي أدخل الصفويين للعراق؟ إنها أمريكا. ومن الذي أشعل الفتنة في مصر بعد الثورة؟ إنها أمريكا عبر منظماتها وأذرعها. ومن الذي يشعل الفتيل في البحرين؟ إنها أمريكا.
نقول لأمريكا وإيران إن أمة الإسلام هي أمة جهاد وتضحية وفداء وإنها مستعدة من هذه اللحظة للتضحية بنفسها من أجل دينها.
ولتعلم أمريكا وإيران أن الانتقام الرباني ليس له حدود (وما يعلم جنود ربك إلا هو). وعلينا أن نثق بموعود الله عز وجل وأن النصر قريب، ولكن بالصبر واليقين والعودة الصادقة إلى الله عز وجل بالصلاة والدعاء. يقول الله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).
.
مقالات أخرى...
- لا تتهاونوا في مطالب الناس
- ترحيل ٤ نشطاء أجانب أدلوا بمعلومات كاذبة
- بدأنا خطة واسعة لدعم الأسر الفقيرة في البلاد
- الشرطة تؤكد: الشاب البقالي مات منتحرا
- عرس من دون ثياب لتوفير النفقات
- حية تقتل رجلا وتقف على قبره
- البحرين تستضيف «ملتقى الإعلاميين الشباب» ٢٨ الجاري
- «حقوق الإنسان» تشارك في دورة مكافحة الحرائق
- قطع المياه عن المحرق بعد غد الإثنين
- الإعلام توزع الجوائز على الفائزين في مسابقة التلفزيون
- «التربية» تنفذ دورات متقدمة في حقوق الإنسان
- رسالة ماجستير تسلمها نائب المجلس الأعلى للقضاء
- «امتياز الأطباء» يستقبل دفعة جديدة
- القيمة القانونية لميثاق العمل الوطني في رسالة ماجستير
- استعرضوا الوضع بالشرق الأوسط وسوريا
- معهد التدريب يحتفل بيوم التهيئة لمستجدي الفصل الثاني
- «العمل» تناقش تحديات مجالس التدريب المهني
- «الشمالية» تطالب برفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية
- «مركز الأميرة الجوهرة» يشارك في معرض المختبر العربي
- لا يوجد تقرير وطني ثان عن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد
- تخفيض تعرفة الكهرباء على الاستهلاك المنزلي يتطلب زيادة الدعم الحكومي
- إدارة «العاصمة» تشارك في ورشة تنمية المهارات الإدارية
- مطالبة «التأمينات الاجتماعية» بتطوير أسواق مدينة عيسى
- «مكاتب الإرشاد» تشارك في «ملتقى الأشبال»
- الاستمرار في الأنشطة المنددة بالدور الإيراني المشبوه
- مواد جديدة صديقة للبيئة لحماية المعادن من التآكل
- جامعتا البحرين ولانكستر تبحثان تبادل الخبرات
- معهد الإدارة يستقبل الدفعة الخــــامسة من المديرين المستجدين
- هذه حقيقة ما جرى بالجامعة يوم الخميس!!
- جامعة الخليج تتعاون مع «الصحة العالمية» في «الطب المبني على البراهين»
- «المحرق الثانوية» تقدم التجربة الناجحة في تحسين اليوم المدرسي إشادة معلمات وطالبات المدرسة بالفوائد من وراء التمديد
- الذين اجتمعوا مع السفير الأمريكي وسفراء آخرين عليهم التوضيح
- رجال الأمن الأبطال أفشلوا كل خطط ذوي النفوس المريضة
- نلفت عناية دعاة الحوار إلى الجرائم البشعة ضد رجال الأمن البواسل
- «المهندسين» تنتخب أربعة إداريين جدد ٢٨ الجاري
- المكاتب الهندسية تلتقي «شئون البلديات»
- نسمع جعجعة ولا نرى طحينا حول الوضع في سوريا
- الشيخ صلاح الجودر: أعمال العنف والتخريب تكشف حجم المؤامرة التي تتعرض لها البحرين
- الشيخ علي مطر: نحتاج إلى عزم وإصرار لمواجهة الحرب النفسية مع الغرب
- نتنياهو: أتمنى الموت لكل العرب
- وزير العمل: الأولوية لمكافحة العمالة السائبة
- تركية تتبرع بكليتها لزوجة عشيقها!
- زرع جهاز تنظيم دقات قلب لطفلة فور ولادتها
- كعكة مرصعة بالألماس ثمنها ٥٥ ألف دولار