.. لأنه المهموم على الدوام بأحوال الشعب
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢
لطفي نصر
يثبت سمو رئيس الوزراء في كل وقت وحين أنه النموذج الفريد لرؤساء الوزارات.. فهو ليس رئيسا عاديا أو روتينيا.. أو انه من النوع الذي يتمسك بالبروتوكولات الرسمية الجامدة في علاقته مع الشعب، عطاؤه نحو المواطنين لا يتوقف في أي لحظة.. ولا في أي مكان.. ومهما كانت نوعية الجمع من الناس الذي يتواجد بينهم.
السبب في ذلك حتما هو أنه المنشغل والمهموم على الدوام بأحوال الناس وأوضاعهم وطموحاتهم.. ذلك لأنه الذي يعتبر دوره في الحكم رسالة آمن بها وأدمنها منذ بداية مشواره في العمل العام بين المواطنين.. وهل الرجل الذي يتحلى بكل هذه الصفات والخصال والأسلوب الفريد في أداء الرسالة يمكن أن يكون غير أنه الزعيم الذي أحب شعبه وآمن به وأحبه هذا الشعب وآمنوا وتمسكوا به؟
ومن هذه المنطلقات وجدنا سموه ينتهز فرصة التقائه جمعا من السادة النواب في أفراح عائلة العسومي ــ وقد جاء هذا اللقاء عبر الصدفة المحضة غير المرتب لها ــ وجدنا سموه يتحدث فيهم ويفتح لهم قلبه كعادته في كل لقاءاته.. ويقول لهم كلاما كبيرا وجدناه يفرض نفسه على صدر الصفحة الأولى للصحف التي تعرف كيف تزن الأمور وتحسن تقييم الأداء الوطني.
وجدنا سموه ينتهز فرصة انفراج أسارير كل من هم من حوله في أجواء من الفرح والسرور ليقول للنواب كلاما كبيرا لم يقله من قبل.. قال لهم:
{ لا تتهاونوا في الدفاع عن مطالب الناس الذين انتخبوكم.. تحدثوا بصوت عالٍ ــ كما يحلو لكم داخل البرلمان..
{ طالبوا الوزراء والمسئولين بالعمل على خدمة الوطن وبالكيفية التي ترونها ولا تخشوا أو تترددوا في ذلك تجنبا لاستياء القيادة.. وتأكدوا أن القيادة تنظر الى نواب الشعب كشريك أصيل في الحكم، ومن حقهم الأصيل اتخاذ القرارات المسيِّرة لشئون الدولة.
{ نحن نرحب بأي انتقاد من قبل المجلس النيابي.. ويهمنا أن يقوم السادة النواب بالكشف عن أي قصور أو مخالفات في أداء الحكومة.. ذلك أن كل هذا سوف يؤدي بالضرورة إلى تلافي التجاوزات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
{ إن الحل لأي مشكلة يواجهها الوطن لا بد أن يأتي على أيدي أبنائه من دون أي تدخل خارجي.. كاشفا سموه عن أن التدخل الخارجي في مثل هذه الأحوال لا بد أن تكون له مصالح خاصة.. وقد لا تصب في مصلحة الوطن.. كما أشار سموه أيضا إلى أن الآباء والأجداد قد عاشوا مئات السنين متآلفين على أرض هذه الجزيرة من دون أي خلاف أو فرقة.. وعلينا جميعا أن نحافظ على هذه الروح الوطنية ونورثها للأجيال المقبلة.
ولم يفت سمو رئيس الوزراء - خلال هذا اللقاء الذي جاء على وقع الأفراح التي نتمنى أن يعيشها شعب البحرين الوفي على الدوام - أن يرد على هؤلاء الذين يقللون من شأن المجلس النيابي، مدعين أن قلوبهم عليه أكثر من غيرهم.. بينما الحقيقة أنهم لا ينشدون غير مصلحتهم الخاصة الخادمة لجهات تضمر السوء والعداء للبحرين وشعبها.. قال سموه: أؤكد لكم دعمي الأكيد لزيادة صلاحيات المجلس النيابي في مجالي الرقابة والتشريع.. وكل ما نريده من النواب هو أن يعينونا في مسئولية الحكم وخدمة الوطن.. معبرا سموه عن اعتزازه بالدور الذي يضطلع به المجلس النيابي، وبمستوى الحريات والمداخلات التي يتمتع بها السادة النواب سواء من تحت قبة البرلمان أو من خارجها.
وهل يمكن أن يقول مثل هذا الكلام العميق في لقاء عابر غير زعيم مهموم بأحوال شعبه، ورئيس حكومة منشغل بكل ما يأخذ هذا الشعب ويدفعه إلى الأمام على الدوام؟
{{{
أعترف انني مقصر كثيرا بشأن ما يصلني من رسائل القراء الأفاضل على الرغم من أن الكثير منها هو من النوع الهادف والمفيد للمسيرة الوطنية لما يشتمل عليه من نقد وآراء قيّمة يجب الوقوف عندها مليا.. وهذه الرسالة للأخ الفاضل أحمد محمد الأنصاري الأفضل أن تحال الى وزارة التنمية الاجتماعية للاجابة عما ورد بها من تساؤلات.. تقول الرسالة:
أخي الكريم وكاتبنا القدير الأستاذ لطفي نصر حفظه الله
بعد مزيد من التحية والاحترام أقول:
عبر موضوعك الهام والذي نشر تحت عنوان: (دعم الأدوية.. وبعث الحركة التعاونية!) وردت جملة قلت فيها: «ونجاح التعاون يحتاج الى فكر رصين وأنظمة تضمن أن يكون هناك عائد مقنع للمواطنين المساهمين؟».. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن والذي أرجو تكرمكم بالإجابة عنه يكمن في: «هل الفكر الرصين والأنظمة التي تضمن أن يكون هناك عائد مقنع للمواطنين المساهمين في الجمعيات التعاونية الاستهلاكية تنسجم مع الأعمال التطوعية ومع احتساب ١٠% من صافي أرباح تلك الجمعيات لمخصصات سنوية لكل عضو من أعضاء مجالس إداراتها؟.. تلك المخصصات التي تتجاوز الـ ٣٠٠٠ دينار لكل عضو منهم؟.. يحدث مثل هذا الاستقطاع الضخم من أرباح الغالبية العظمى من المساهمين الذين لم تنشأ تلك الجمعيات إلا من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية.. ومع هذا هناك من يتبجح بأن الخدمات التي تقدم للجمعيات التعاونية (تطوعية خالصة لوجه الله!!).. غاية ما أتمناه ان تتلطفوا بالتعقيب على هذا الموضوع المجافي للعقل والمنطق.
راجيا لكم عمرا مديدا وحياة مفعمة بكل أسباب السعادة».أحمد الأنصاري
.
مقالات أخرى...
- حاشا لله أن يستهين مجلس النواب بالدستور! - (19 فبراير 2012)
- كيف كان النواب رائعين؟! - (16 فبراير 2012)
- الدكتور غازي الزيرة - (14 فبراير 2012)
- دعم الأدوية... وبعث الحركة التعاونية! - (12 فبراير 2012)
- هل تعتذر الوزيرة؟! - (10 فبراير 2012)
- طرح متخبط.. وآخر مأساوي!! - (9 فبراير 2012)
- ذوو المناصب الجليلة.. هانوا علينا!! - (7 فبراير 2012)
- للأسف.. انتصروا لأصوات حفنة من الناخبين..!! - (5 فبراير 2012)
- نقلة نوعية فـي طرح التشريعات الجديدة! - (3 فبراير 2012)