خسائر الوطن أكبر من ٨٠٠ مليون دولار
 تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
قرأت يوم أمس، التقرير المنشور على صدر «أخبار الخليج»، والذي أعدته اللجنة المشتركة لتنشيط الوضع الاقتصادي.
الأرقام الواردة في التقرير تشير إلى أن الأحداث المؤلمة التي شهِدتها البلاد تسببت في خسائر موجعة للاقتصاد البحريني، تقدّر بـ ٨٠٠ مليون دولار، من بينها ٢٠٠ مليون دولار سجّلت كخسائر فورية. التقرير ذكر أرقاماً أخرى حول خسائر القطاع الفندقي على الصعيد الوظيفي والسياحي، وكلّها تشير إلى فداحة ما أصاب الوطن اقتصاديا.
في حقيقة الأمر؛ تلك الخسائر لا تساوي شيئاً أمام خسائر أخرى أجدها تعلو على تلك الخسائر.
السبب أنّ الخسائر الاقتصادية يمكن تعويضها، لكن الخسائر التي أعنيها جرحها غائر، ولا يمكن مداواتها بسهولة ويسر.
ما أعنيه هنا هو التعايش السلمي بين أبناء المجتمع، الذي انتهكت أصوله وتهتّكت شرايينه وتسمّمت منابعه.
اليوم فئات عريضة من المواطنين يقاطعون مجموعة من التجار الذين ينتمون إلى طائفة معينة، والأسباب لا تعدّ ولا تحصى؟!
اليوم الجار بات لا يثق بجاره بسبب اختلاف المذهب؟! ذلك الجار الذي عاش مع جاره عشرات السنين في وئام وصفاء، حتى فبراير ٢٠١١، حين تغيّرت النفوس، وتسلّل الحقد وتسرّبت الكراهية منها، ما بين اعتداء في مدرسة أو جامعة أو مستشفى أو طريق؟! بات يهدد حياة الآمنين، حتى أحال استقرار الوطن وسلامة النفوس إلى عواصف لن تهدأ أبدا؟!
من أسرَف وأساء وسوّلت له نفسه بيع وطنه ونفسه، تناسى أنّ الوطن يحمل الجميع بسنّتهم وشيعتهم، كما تناسى أن وطنا كالبحرين لا يمكن أن تستأثر به طائفة بمشروعها السياسي أو الديني ضد الطائفة الأخرى.
الخسائر الاقتصادية جرحها مؤلم لأي كيان، لكنّها قد تعوّض، أمّا جرح الوطن الغائر في التعايش بين أبنائه وطوائفه، فكيف له أن يبرأ، ومازالت نفس الأطراف تواصل تمزيقه، وهي مستمتعة ببقائه ينزف دماً لأنّ مصالحها تستدعي ذلك؟
كل خسائر الأحداث الماضية في جهة، والفرز الطائفي البشع الذي حصل في جهة أخرى، من المتسبّب؟ وهل تمت محاسبته؟! لا أظنّ ذلك، لأنّه من الواضح أن الدروس التي استفدنا منها خلال العام المنصرم، قليلة جدا، وغير مؤثّرة!
برودكاست: من المؤلم أن تتعدّى وزارة الثقافة صلاحياتها، لتتحكّم في رفع أصوات الأذان والإقامة في أحد مساجد (فريج الشيوخ) بالمحرق. لا أعلم لماذا يستمرئ البعض استفزاز الناس، ثم (يزعل) إذا انتقدوه؟!
آخر السّطر: عندما ينسى أي قائد أمني نفسه، ويظنّ أنّه «جيفارا» زمانه! حينها فقط، يتجرّأ ليصدر أمراً بالقبض على عالم من علماء الأمّة لأنّه قال كلمة حق. عش رجباً تر عجبا، أو قل: ولله في خلقه شؤون؟!
.
مقالات أخرى...
- حصانة من نوع آخر ! - (5 مارس 2012)
- حكاية الديزل المهرّب.. «هل كيف»؟! - (4 مارس 2012)
- لصوص البحث العلمي من بني الأصفر! - (1 مارس 2012)
- حكاية الهدر من «طأطأ»لـ «السلام عليكم»؟! - (29 فبراير 2012)
- حوار هادئ حول تمديد الدوام المدرسي - (28 فبراير 2012)
- نشرة الأخبار.. ومَن يغسل العار؟! - (27 يناير 2012)
- حوار طائفي وطني! - (26 فبراير 2012)
- رسائل آخر الأسبوع - (23 فبراير 2012)
- بين مبدأي «اللاعنف» و«اسحقوه».. يُعرف الرجال - (22 فبراير 2012)