الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٦ - الأحد ١١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في لقاء نظمته كتلة البحرين النيابية

أهم عناصر النجاح للمصالحة هو استمرار الحوار





ابدى خبير الامم المتحدة شيتان كومار اعجابه بمبادرة كتلة البحرين النيابية وكل المبادرات الوطنية التي ترمي إلى المصالحة واصفا تحركهم بانه دور رائع واساسي ومن المؤكد انه سيفضي إلى المصالحة، وقال إن المطلوب هو الاستمرار في هذه التحركات مع ضرورة الانتقال إلى مرحلة تكون فيها المبادرات اكثر تنظيما لتبلغ مرحلة متقدمة تكتمل فيها صفات الوحدة والترابط بعدها بإمكان هذه المبادرات ان تتحول إلى وساطة حقيقية لديها الصلاحية الشعبية لكي تجبر الاطراف الاخرى في الحكومة والمعارضة على التحرك الجدي للمصالحة.

وقال خبير الامم المتحدة خلال لقائه برؤساء واعضاء لجان المصالحة الشعبية في مختلف مناطق البحرين، على انه متابع لكل التحركات والمبادرات الجادة للمصالحة في المنطقة العربية بهدف التوفيق بين الفرقاء في دولهم، الا انني استطيع ان اؤكد ان المبادرات في البحرين التي تحظى بدعم من قبل كتلة البحرين النيابية بإمكانها ان تصنع الامل في بلوغ مرحلة المصالحة، مشيرا إلى ان تركيبة من التقى معهم في منزل النائب احمد الساعاتي رئيس كتلة البحرين النيابية تكتمل فيها ملامح النجاح وبإمكانهم ان يكونوا النواة الاساسية لمرحلة مشرقة من المصالحة في مملكة البحرين.

واكد الخبير كومار ان اهم عناصر النجاح لبلوغ المصالحة هو استمرار الحوار وخصوصا ذلك الحوار المتنوع والذي يشارك فيه كل الاطراف والجهات، وقد واجهت كل محاولات المصالحة في العالم اشكالية تردد بعض اطراف النزاع في الحوار ناهيك عن تردد بعض فعاليات المجتمع حتى التي لم تتورط في النزاع في الدخول في اثراء الحوار وذلك لأسباب موضوعية بالنسبة للمحجمين عن الحوار ويأتي في مقدمتها شكهم في جدوى الحوار وقدرته على ان يكون قيمة مضافة لتحقيق المصالحة.

واوضح خبير الامم المتحدة بان الشك والخوف المشروعين من التورط في هذا الحوار ينبغي ان لا يثنينا عن الاقتناع بحقيقة ان الاشكاليات السياسية او غيرها لا يمكن لها ان تجد طريقها للحل دون بدء حوار جاد نركز فيه على اشعار الاطراف بأهميتهم وقوتهم وتأثيرهم على نجاح المبادرات وان هذا دورهم الوطني الذي يعد قيمة اساسية من قيم المواطنة.

وقال كومار انني مطمئن على البحرين كونها تمتلك كوادر يتمتعون بكافة الموصفات والامكانيات التي تجعلهم وسطاء في ازمة مثل التي تمر بها الدولة، والوسطاء هم اهم حلقة من حلقات نجاح مبادرات الوساطة حيث يقع على عاتقهم الدور الذي تقومون به وهو محاولة تجسير الفجوة بين الفرقاء واقناع كل الاطراف بطاولة المفاوضات واضعين الاجندات المحايدة التي من شأنها تحويل دعوة الحوار إلى دعوة جاذبة بحيث تتبناها الاطراف بذات الحماس والرغبة في الخروج بحل يرضي الجميع.

وحول سؤال عن الالية التي ينبغي على القائمين على الحوار تبنيها توخيا للصورة المحترفة في لعب دور الوسيط في ازمة مثل التي تمر بها البحرين قال الخبير الدولي كومار لا شك بان لكل ازمة ظروفها ولكل دولة خصوصيتها لكن ثمة مرتكزات وثوابت لدور الوسيط فليس امامكم خيار اذا اردتم النجاح من ان تتواصلوا مع جميع الفرقاء من كافة الجهات ومنح الاطراف شعورا بان حقوقهم في هذا الحوار متساوية مع الجميع من حيث المساحة الزمنية وحرية الطرح ناهيك عن الاجتماع مع كل طرف على حدة لتكريس مبدأ الجدية والاهتمام ثم لا ينبغي ان ننسى ضرورة اشعار الاطراف بان وجهة نظرهم تحظى بالأهمية والرعاية وانها غير معرضة للرفض او المصادرة لأي سبب.

واكد خبير الامم المتحدة ان كثيرا من الدول بل اغلب دول العالم لا تتوافر لديهم فيما ينشب من خلافات واحتدامات وسطاء ليقوموا بأدوار التقريب التي تقومون بها ومن ضمن الدول قد تكون حتى الولايات المتحدة الامريكية مما يؤكد اهمية دوركم الذي تلعبونه اليوم ليس على المستوى المحلي بل الدولي ايضا، وهذا يفرض على لاعبي دور الوسيط ان يصمموا قاعدة بيانات لتكون القاعدة الاساسية التي سيستند عليها جميع الاطراف في التعاطي مع الوقائع ومنطلقات النقاش، ناهيك عن اعتبار تلك القاعدة هي وثائق التجربة البحرينية التي قد يستفيد منها العالم لاحقا.

واشار كومار إلى ان الامم المتحدة تنظر بعين الاهتمام لتلك المبادرات التي تقوم بها فعاليات من المجتمع البحريني اضافة إلى التحركات الداعمة من كتلة البحرين النيابية لتأطير نشاط مبادرات المصالحة في البحرين لترقى إلى حالة من حالات الوساطة المحترفة، لذا فان فريق من الامم المتحدة سيبادر بالتنسيق مع الجهات المعنية لعقد لقاءات مع القائمين على مبادرات المصالحة لتبادل الخبرات بما يضمن الاهتداء إلى الطريق الامثل لسير عمل تلك المبادرات وتحويلها إلى النواة الاساسية في مشروع المصالحة.

من جانبه كشف النائب احمد الساعاتي رئيس كتلة البحرين النيابية ان تحركات الكتلة الداعمة للمبادرات الشعبية الرامية إلى المصالحة الشعبية اشتملت على مبادرة عقد لقاءات مستفيضة مع مختلف الاطراف المتورطة في النزاع السياسي وان تلك المبادرة قوبلت بترحاب من كافة الاطراف ما يجعلنا نتيقن ان اجراءات المصالحة تسير بصورة ايجابية وصحيحة، نحن على يقين باننا على موعد قريب مع المصالحة في البحرين وان وطننا سيعود إلى سابق عهده بلحمته الاجتماعية المتميزة وينعم بالسلام والاستقرار الذين هما الشرطان الاساسيان للنهضة الشاملة.

واكد النائب الدكتور جمال صالح المتحدث الرسمي لكتلة البحرين النيابة ان الكتلة مقتنعة تماما بانها عبر عقد الشراكات المحترفة مع منظمة الامم المتحدة واصحاب المبادرات الشعبية للمصالحة تكون قد اكملت عقد الفريق القادر على ان يكون قيمة مضافة على جهود المصالحة المطروحة في المشهد العام للبحرين وان يكون الوسيط الذي ينظر له الفرقاء بوصفه يتمتع بالحياد والكفاءة العلمية القادر على تصميم الارضية المشتركة التي يجتمعون عليها طواعية بدافع حسهم الوطني الذي يطمح إلى بحرين آمنة مستقرة.

وقال النائب جمال صالح اننا ككتلة على استعداد تام لمضاعفة مجهودنا على صعيد دعم جهود المصالحة المبذولة من قبل فعاليات شعبية نحتفظ لها باحترام وتقدير تامين حتى لو تطلب منا هذا الاجتماع يوميا، كما اننا نرحب بالمقترحات التي قدمها خبير الامم المتحدة كومار والتي يأتي في مقدمتها تنسيق جهود المبادرات ووضعها في إطار علمي يجعلها ترقى إلى ان تكون وساطة حقيقية تصبح نقطة فارقة في مجمل النزاع السياسي والاجتماعي في البحرين.

ودعا المتحدث الرسمي لكتلة البحرين الدكتور جمال صالح وسائل الاعلام المختلفة لتلعب دورها في هذه المرحلة الحرجة من عمر الازمة في البحرين والتي وصلت إلى نقطة احتياجها لصوت الحكمة والوسطاء المحايدين وبلا شك فان وسائل الاعلام هي احد اهم الاصوات التي تستطيع ان تجعل صوت العقل وصوت الحكمة مسموعا فينصاع له الجميع.

واشاد الدكتور جمال بمساهمات منظمة الامم المتحدة وخبرائها الذين سيسجل تاريخ المنطقة كل جهودهم التي ستساهم بلا شك في وضع دول المنطقة وهي تواجه منعطفاتها السياسية على الطريق الصحيح فيما يتعلق بالحلول والاجراءات التصحيحية التي تضمن الاستقرار وعودة الهدوء، فمنظمة الامم المتحدة مرجعية دولية رصينة بإمكانها ان تسهم في جعل كل الاطراف ينصتون لصوتها وصوت العقلاء.

تجدر الاشارة إلى ان كتلة البحرين النيابية ابدت تفاعلا كبيرا مع الجهود الاجتماعية لتنشيط اعمال المصالحة الشعبية والتي تكونت لجانها في عدد كبير من مناطق البحرين سعيا من اجل لحمة وطنية واعادة الثقة في الحوار باعتباره الحل الوحيد القادر على معالجة الازمة في البحرين، وعلى اثره دعت إلى عدة اجتماعات تنسيقية لتلك الجهود في منزل رئيسها النائب احمد الساعاتي وكان آخرها الاجتماع الذي التقى خلاله خبير الامم المتحدة كومار مع رؤساء واعضاء لجان المبادرات الشعبية للمصالحة الشعبية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة