«جلوبل» تؤكد في رصدها لأداء الاقتصاد السعودي:
إجمال الأصول النقدية ارتفع بنسبة ١٧% إلى ٣.٢ مليارات ريال
 تاريخ النشر : الأحد ١١ مارس ٢٠١٢
يمكن استخدام السياسة النقدية المرتبطة بشكل وثيق بأسعار الفائدة وعرض النقود، للتأثير على مجموعة متنوعة من المؤشرات الاقتصادية، ومن بينها التضخم، والنمو الاقتصادي، وأسعار الصرف. وعلى الرغم من أن ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي منذ منتصف الثمانينيات (عندما تم تثبيت سعر صرف الريال السعودي مقابل الدولار الأمريكي عند ٣,٧٥ ريالات سعودية لكل دولار واحد)، قد حقق بعض الفوائد الاقتصادية للمملكة، فإنه قد جعل الخيارات النقدية محدودة. لذا، فمن المستبعد أن يدوم هذا الارتباط في المستقبل القريب.
لم تغير المملكة العربية السعودية معدل سعر فائدتها منذ التخفيض الأخير الذي أجرته مؤسسة النقد العربي السعودي في الربع الثاني من عام ٢٠٠٩ من أجل احتواء تأثير الأزمة المالية العالمية على المملكة، كما أبقت على معدل اتفاقيات إعادة الشراء الرسمي، واتفاقيات إعادة الشراء المعاكس عند ٢ في المائة، و٠.٢٥ في المائة على التوالي منذ ذلك الحين.
أسعار الفائدة والإقراض
وبحسب تقديراتنا، بدأت الفجوة بين سعر فائدة الإقراض بين بنوك السعودية، والسعر بين بنوك لندن تضيق، فقد ارتفع سعر الفائدة بين البنوك في لندن (بالدولار الأمريكي) منذ عام ٢٠١٠ بحوالي ٢٨ نقطة أساس في حين انخفض سعر الفائدة بين بنوك السعودية بنسبة ٨ نقاط أساسية خلال الفترة ذاتها، مما أدى إلى انكماش الفجوة بينهما بمعدل ٣٦ نقطة أساس، حتى وصلت إلى معدل ضئيل للغاية بلغ ٧ نقاط أساس في نهاية الربع الرابع من عام ٢٠١١.
من جهة أخرى، سجلت هوامش مقايضات العجز الائتماني للحكومة السعودية مدة خمس سنوات التي بلغت أعلى ارتفاع لها بالغة ٣٣٥ نقطة أساس في فبراير عام ٢٠٠٩، انخفاضا ملحوظا خلال الفترة المتبقية من عام ٢٠٠٩، كما شهدت هوامش مقايضات العجز الائتماني -التي استمرت في الانخفاض ولكن بشكل طفيف خلال عام ٢٠١٠ رغم التقلبات البسيطة التي تعرضت لها- ارتفاعا هائلا خلال عام ٢٠١١، لتتسع بمقدار ٥٦ نقطة أساس.
وبقيت الهوامش متقلبة للغاية خلال عام ٢٠١١، ويمكن أن تعزى هذه التقلبات إلى تأثير ثورات الربيع العربي.
عرض النقود
أدى ارتفاع العملة المتداولة بنسبة ٢٦ في المائة إضافة إلى نمو الودائع تحت الطلب بنسبة ٢١ في المائة إلى نمو عرض النقود العام (M١) بقرابة ٢٢ في المائة في عام ٢٠١١، واستمر عرض النقود (M١) المسجل عند ٧٦١ مليار ريال سعودي في تشكيل الجزء الأكبر من إجمالي عرض النقود (M٣) واستقرت نسبة مساهمته عند ٥١ في المائة. علاوة على ذلك نما عرض النقود (M٢) بمعدلات أبطأ من معدل نمو عرض النقود (M١) المسجل عند نسبة ١٥ في المائة، نظرا لثبات نمو الودائع الآجلة، وودائع التوفير.
وأدى تحسن الأوضاع العامة للسيولة في المملكة العربية إلى نمو عرض النقود ((M٣ بنسبة ٣٨ في المائة ليصل إلى ١.٤٩٣ مليار ريال سعودي في عام ٢٠١١، ويعزى هذا إلى الزيادة الهائلة التي سجلتها الودائع الأخرى شبه النقدية، التي نمت بنسبة بلغت ١٧٣ في المائة.
وعلى الرغم من الزيادة الهائلة التي سجلها عرض النقود، فإنه بقي مستوى إقدام البنوك على المخاطرة محدودا خلال عام ٢٠١١، ونتيجة لذلك سجل الإقراض نموا بلغ ٨ في المائة خلال عام ٢٠١١ كما شهدت مطلوبات البنوك من القطاع الحكومي وقطاع المؤسسات العامة غير المالية انكماشا، في حين سجل إقراض البنوك القطاع الخاص النمو الوحيد مرتفعا بنسبة سنوية بلغت ١١ في المائة.
ويظهر التحليل الدقيق لمكونات عرض النقود أن الودائع شبه النقدية الأخرى قد سجلت أعلى معدل نمو سنوي، وأنها قد ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف لتساهم بنسبة ٦٦ في المائة من التغير في عرض النقود (M٣)، وتلى ذلك، الودائع تحت الطلب التي ساهمت بنسبة ٢٧ في المائة من التغير في عرض النقود خلال عام ٢٠١١.
سجلت الأصول النقدية زيادة بنسبة ١٧ في المائة (بالغة ٣.٢٠٨.٤ مليارات ريال سعودي) خلال عام ٢٠١١. وعلى الرغم من ارتفاع الإنفاق العام للغاية، فقد شهد صافي الأصول الأجنبية زيادة كبيرة، وسجل نموا بلغت نسبته ٢٢ في المائة خلال عام ٢٠١١، في حين سجل صافي أصول الموجودات الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي زيادة بنسبة ٢٢ في المائة (ليبلغ ٢.٠٠٧ مليار ريال سعودي) من جهة ثانية، نما صافي الأصول الأجنبية لدى البنوك التجارية بنسبة ٣٦ في المائة، ولكنه أسهم بشكل طفيف في زيادة الأصول نظرا لحجمها الهائل.
التضخم
سعت السلطات السعودية خلال السنوات الأخيرة، جاهدة إلى السيطرة على ضغوط التضخم، وتمكنت إلى حد ما من تحقيق النتائج المرجوة، ففي السنوات السابقة، كان معدل التضخم في السعودية منخفضا حيث تراوح ما بين ١ إلى ٢ في المائة في الفترة من عام ٢٠٠٠ إلى عام ٢٠٠٥ في حين كانت الفترة التي حققت فيها السعودية أداء اقتصاديا قويا، وارتفاعا في أسعار النفط، هي التي شهدت خلالها ارتفاع معدل التضخم إلى مستوى لامس ٩.٩ في المائة في عام ٢٠٠٨، إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم الشهري بنسبة ١١,١ في المائة في يوليو عام ٢٠٠٨.
وتمكنت الحكومة من خفض معدل التضخم السنوي إلى ما بين ٥ في المائة و٥.٥ في المائة خلال عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٠، وإلى أقل من ٥ في المائة في عام ٢٠١١ (٤.٧ في المائة) ونتوقع أن يظل معدل التضخم يتأرجح ما بين ٤.٣ في المائة و٤.٦ في المائة خلال عام ٢٠١٢.
من جهة أخرى، حقق معدل التضخم الشهري ارتفاعا بنسبة ٥.٣ في المائة في بداية الربع الأخير من عام ٢٠١١ وفي نهايته، في حين شهدت فترة منتصف العام أدنى انخفاضا في معدل التضخم. وبتحليل العناصر السبعة الأساسية المكونة للتضخم العام، نجد أن مجموعة السكن ومستلزماته قد سجلت أكبر زيادة مقارنة بمستواها في عام ٢٠٠٩، كما نمت بنسبة ٢١ في المائة منذ ذلك الحين، وبنسبة ٨ في المائة خلال عام ٢٠١١، وعلى الرغم من تباطؤ معدل النمو السنوي في هذه المجموعة بالمقارنة مع ١٣ في المائة في عام ٢٠١٠، فقد استمرت في تسجيل أعلى معدل نمو من بين جميع العناصر.
ونعتقد أن القيود الفعلية المستمرة على الإمدادات تشكل العوامل الكبرى التي أدت إلى ارتفاع التضخم، وتتولى الحكومة مراقبتها لمعالجتها بشكل أفضل في غضون السنوات المقبلة.
من جهة ثانية، قد تكون أسعار الإيجار الشهري غير مرتفعة بعد، ولكننا نتوقع أن تواصل الانخفاض خلال عام ٢٠١١، لترفع بعض العبء عن معدل التضخم العام غير أنه إذا نشأت أي ضغوط من ارتفاع أسعار السلع الأساسية على المستوى العالمي نتيجة لأي حدث مفاجئ خلال عام ٢٠١٢، فإنها من الممكن أن تؤدي إلى فرض المزيد من الضغوط على معدل التضخم العام.
إضافة إلى ذلك، ساهمت مجموعة أخرى كبرى وهي مجموعة الأطعمة والمشروبات في ارتفاع معدل التضخم العام. ونظرا الى أن الجزء الأكبر من الأراضي في المملكة العربية السعودية، يمثل أراضي غير منتجة زراعيا، فإن واردات البلاد تتكون معظمها من المتطلبات والاحتياجات الغذائية.
وتعمل الحكومة على إيجاد عدة خيارات للسيطرة على تضخم أسعار المواد الغذائية، ومن بينها الزراعة خارج المملكة وبناء احتياطيات غذائية، ومن المتوقع أن تبدأ هذه المبادرات في تحقيق نتائج جيدة في المستقبل القريب.
قراءة في تفاصيل تطورات
الأزمة المالية العالمية
.
مقالات أخرى...
- الوظائف الأمريكية تنمو بقوة في فبراير ونسبة البطالة ٨.٣%
- مبيعات السيارات في الصين ترتفع ٢٦.٥% في فبراير
- العراق يوافق على سداد مستحقات العمالالمصريين منذ الثمانينيات من دون فوائد
- العجز التجاري لأمريكا يقفز إلى مستوى قياسي
- نمو الواردات يحمل الصين أكبر عجز تجاري في عقد
- المجوهرات الماسية المتداولة في دبي تقفز ٣٥% في النصف الأول
- توقع اسما لإحدى العملات القديمةدول الخليج ترفض ١٤ اسماً مقترحاً للعملة الموحدة
- التسوية تمنح الشركة نفطاً بـ٤.٤ مليارات دولار«أناداركو» الأمريكية تحسم نزاعاً ضريبياً مع الجزائر
- رئيس الحكومة الليبية يرحب بعودة روسيا إلى العمل في ليبيا
- وسط دعم كبير من قطاع البتروكيماوياتمؤشر سوق السعودية يغلق مرتفعاً مواصلاً رحلة صعوده
- «المركزي» السوري يرفع قيمة الليرة ٢٠% أمام الدولار
- جهاز أبوظبي للاستثمار يعتزم شراء عقارات في الهند
- قراءة في تفاصيل تطورات الأزمة المالية العالمية
- هيئة الاستئناف بمنظمة التجارة تؤيد حكما بشأن شركة «بوينج»
- «باركليز» يدفع لرئيسه ١٠ ملايين دولار عن ٢٠١١
- لويدز يدفع ٢.٨ مليون استرليني لأعلى المديرين أجرا عن عام ٢٠١١
- من الخطأ الاعتقاد بأن أزمة اليونان انتهت
- اللنجاوي: الإسراع في تطوير منظومة القوانين العقارية أصبح ضرورة
- بنك الإثمار يبتكر نظاماً جديداً لمعاملات السحب النقدي
- البحرين تستضيف مؤتمرا دوليا لتشغيل خطوط الأنابيب ١٩ مارس الجاري