الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٧ - الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


Picnic to Polytechnic..!









ادخلوا على محرك بحث «غوغل» واكتبوا «بوليتكنك البحرين»، ستجدون أول رابط يقودكم إلى موقع «الكلية»..! في صدر الموقع، ستجدون عبارة كبيرة باللون الأحمر، تقول «كن متميزاً».. ولست أدري عن أي تميز تتحدث «بوليتكنك البحرين» في موقعها؟ هل هو نفسه التميز الذي أدى إلى «نشر غسيل» الكلية في التقرير الصادر عن «إرنست أند يونج»، والذي بيّن كمّ الفساد والمحسوبية والتلاعب المالي والإداري والفوضى في التوظيف والإنفاق؟ أكثر من عشرين مخالفة مالية وإدارية وثّقها التقرير بحق ممارسات «بوليتكنك البحرين»، ما بين فساد في التوظيف، حيث التعيين من دون خبرات ومؤهلات، وتعيين موظفين في وظائف غير مهمة، وعدم إعلان الوظائف بالصورة الصحيحة، وشبهات في التواقيع على عقود التوظيف، وشبهات في الشراء والتعاقد، وصرف علاوات بنسب تخالف التخويل الممنوح للرئيس التنفيذي، وحدوث سرقات للموجودات الثابتة بسبب ضعف الرقابة (الموظفون يسرقون..!)، والفضائح الكبرى المتمثلة في استخدام بطاقة الائتمان البنكية لشراء أغراض شخصية، وشراء تذاكر سفر ذات طابع شخصي، يعني لا علاقة لتذاكر السفر بأي مهمات رسمية تخص الكلية. باختصار تحولت «بوليتكنك» إلى Picnic لبعض المسئولين، يعني «رحلة استجمام»، يتبضعون لأنفسهم ببطاقات الائتمان الرسمية، ويحجزون تذاكر السفر الشخصية، ربما للسياحة..! مشروع «بوليتكنك البحرين» لم يكن ناجحاً منذ البداية، ولم يكن يفترض أن يحدث أصلاً، ليس لما فيه الآن من فساد يتكشف، وهدر لمال الدولة، بل لأنه لا مكان له من الإعراب أصلاً. نحن في البحرين لدينا جامعة وطنية محترمة وذات سمعة، هي جامعة البحرين، رئيسها الأعلى هو جلالة الملك، وتحظى منه بكل العناية، وفيها من التخصصات العلمية والأدبية والتقنية والإنسانية الكثير، ومن الكفاءات الأكاديمية الكثير، وكان يفترض دعم جامعة البحرين وتوسيع برامجها وصرف المزيد من المال والموازنات عليها، ودفعها باتجاه المزيد من الريادة، بما يحقق أي أهداف تنشدها الدولة، بدلاً من أن يتم أخذ أرض جامعة البحرين في مدينة عيسى عنوة بموقعها الاستراتيجي العريق، وتوضع فيها كلية لا محل لها من الإعراب، ويطلق عليها اسم «بوليتكنك»، لتكون منافساً لجامعة البحرين، ثم يتم تركها لجوقة من المسئولين يتلاعبون بها مالياٌّ وإدارياٌّ.



كان الأجدى والأنفع والأصلح عدم إنشاء هذه الكلية، وعدم استقدام من تم استقدامه إليها، والتركيز في المقابل على جامعة البحرين، وتدعيمها بالمزيد من التخصصات، وإنشاء مراكز الأبحاث، ودراسة حاجة السوق البحرينية من الوظائف والمهارات وربط كل ذلك بجامعة البحرين. ها هي «بوليتكنك»، قد بدت وكأن السوس ينخر فيها وهي لم تكمل بعد عدة سنوات، ولم تسهم أصلاً في إنجاز مهمتها التي أنشئت من أجلها، لأنها ببساطة، وبحسب ما جاء في التقرير، تعاني قصوراً في تطبيق مواد المرسوم الملكي القاضي بإنشائها، بمعنى أنها منذ إنشائها لم تعمل بالشكل الذي كان يراد لها أن تعمل، وبالتالي فإنه من دون شك، ستكون النتائج معوجة وغير مستقيمة.



بارود



ورد من بين المخالفات التي وردت في التقرير حول «بوليتكنك»، تعيين موظفين في وظائف غير مهمة، ومنها على سبيل المثال تعيين شخص لمتابعة صيانة الدراجات الهوائية (يعني متابعة صيانة السياكل)، هل تذكركم هذه الوظيفة بـ«شباش» في «فريج الصنقل»؟.. «شباش تيكنك».







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة