الكلاب أهم!
 تاريخ النشر : السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
جريمة تلو الجريمة يتم ارتكابها يوميا في حق شعوبنا العربية والإسلامية، يروح ضحيتها أفراد أو أسر بكاملها ولا يتحرك أحد لوقف تيار القتل المتفشي في كل مكان، وكأن الضحايا جرذان لا تستحق الحياة، بل حتى الجرذان تجد جمعيات ومنظمات غربية تدافع عن حقها في الوجود وتلاحق من يعذبها أو يقتلها بطريقة بشعة، ولا تهدأ إلا بعد أن تقدمه إلى القضاء لينال عقابا يتناسب مع (جريمته) النكراء، بينما بشر كثيرون يتعرضون لشتى أنواع التعذيب والقهر والاغتصاب والقتل الجماعي فلا تتحرك مشاعر معظم شعوب الأرض، وخصوصا التي تدعي أنها متحضرة ومتقدمة ومتطورة، ووصلت إلى درجة الكمال البشري في كل شيء، وخصوصا في مشاعرها الإنسانية!
جرائم قتل جماعي واغتصاب في العراق وفي سوريا بأيدي عصابات إجرامية يجندها النظام الحاكم للتصفية الطائفية، وجرائم قتل واغتصاب مماثلة ينفذها الجنود الأمريكان في أفغانستان، ولا تخلو وسائل الإعلام العالمية من صور بشعة لتلك المجازر والاعتداءات لكنها لا تؤثر في الشعوب المتقدمة ولا في حكوماتها التي مازالت تصر على حماية تلك الأنظمة المجرمة وأولئك الجنود المجرمين، بينما نفس الشعوب والحكومات تنتفض لحماية الحيوانات وللمطالبة بالقصاص ممن يعتدي عليها حتى لو كان.. كلبا!
نعم، هذا ما حدث في العاصمة السويدية (ستوكهولم) مؤخرا إذ ((اتهمت امرأة سويدية كلب الجيران المدعو (كوفو) باغتصاب كلبتها (تريسا) ما أدى إلى (حمل) الكلبة منه، وقامت هذه المرأة برفع دعوى في المحكمة ضد الجيران لإجبارهم على دفع غرامة مالية من أجل إخضاع الكلبة لـ (الكورتاج) أي الإجهاض، ولعقاب الجيران على عدم تربيتهم الكلب!.. بدورهم رفض الجيران هذا الاتهام رفضا قاطعا، لأن (كوفو) من أكثر الكلاب أدبا وليس من شيمه فعل ذلك، وسور الفيلا عال ومن غير الممكن اجتيازه، ولحل المشكلة قامت مجموعة من رجال الشرطة بمعاينة الفيلا التي يقطن فيها السيد (كوفو) فوجدوا أنه من المستحيل خروجه من الفيلا، لكنهم بعد بحث طويل وجدوا سردابا طويلا قد حفره (كوفو) يصل بينه وبين (تريسا) ليفعل فعلته، وعلى إثر ذلك حكمت المحكمة على أصحاب الكلب بدفع غرامة مالية قدرها (٧ آلاف كرون) لإجهاض الكلبة لأن أصحابها لا يشرفهم أن تحبل كلبتهم من غير نوعها))!
نعم، من حق الأوروبيين أن يحافظوا على شرف (كلباتهم) وأن يستميتوا في الدفاع عنهن وفي جرجرة كل (كلب) يتجرأ على الاعتداء عليهن إلى المحاكم لينال هو وأصحابه العقاب الرادع، فكله يهون إلا شرف الكلاب!
ألا ليت شعوب أوروبا تنظر إلى نساء العرب والمسلمين وأطفالهم نظرتها للكلاب، إذاً لما تجرأ أي مجرم داخل ديارهم أو خارجها على التعرض لهم بسوء، ولأعاد التفكير مليون مرة قبل الإقدام على ذلك، لكن مادمنا أعجز من أن نحمي أعراض نسائنا وحياة أطفالنا، وماداموا لا ينالون حتى منزلة الكلاب من حيث اهتمام الشعوب المتحضرة بهم، فليس لنا إلا أن ندعو الله أن يقيّض لهذه الأمة (معتصما) ينصر مظلوميها ويستنهض في نفوس رجالها نخوة الرجولة التي ضاعت منذ زمن بعيد.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- ارحموهم يا مؤمنون - (23 مارس 2012)
- احذروا السلع المقلدة - (21 مارس 2012)
- ولماذا الإبقاء عليها؟! - (17 مارس 2012)
- انتبهوا.. أنتم مراقبون! - (16 مارس 2012)
- لعبة العميل المزدوج - (13 مارس 2012)
- المخطط واضح جدا - (11 مارس 2012)
- آية من آيات الله - (9 مارس 2012)
- هكذا يفعلون بخصومهم! - (8 مارس 2012)
- ترقيم التعليم - (4 مارس 2012)