الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٩ - الثلاثاء ٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


خطورة الوضع الحالي!





المتأمّل للأحداث اليومية التي اعتادها المواطن البحريني، من حرق وتخريب وسدّ للطرقات وتعطيل للمصالح، ناهيك عن حرق الإطارات ورمي المولوتوفات واستنشاق مسيلات الدموع، التي باتت تنتقل من منطقة إلى أخرى مع تحرّك الرياح!

أوضاع أصبحت تتكرّر يوميا، وبدأ أثرها يظهر جلياً على اقتصادنا المحلي، الذي تضرّر كثيراً مع استمرار تلك الأحداث وعدم قطع دابرها.

الوضع الحالي نقل الكثير من المواطنين من حالة الهدوء والتوازن إلى حالة التطرّف في رفض الطرف الآخر.

الوفاق ومرجعيتها الدينية والسياسية خسرت الشارع السنيّ عن بكرة أبيه، والسبب أنّها أصبحت تستفزّه بصمتها وتواطئها وتحريضها وتبريرها لتلك الجرائم التي تحدث يوميا، ناهيك عن مشاركتها في صُنعه، معرّضة حياة الناس للخطر.

الوضع الحالي تتحمّله الدولة بوزارتها المعنيّة، والسبب هو فشلها في تطبيق القانون كما ينبغي على من يعتدي ويسيء ويرهب الناس في الشوارع!

قبل أيام وفي مقابلة في برنامح «الهارد توك» المشهور على قناة الـ«بي بي سي» الإنجليزية، استضاف مذيعها «مسيلمة الكذاب» البحريني، وأعني به (الحقوقي نص كوم)، الذي عجزت وأنا أحصي كذباته طوال الحلقة حتى استسلمت!

بسبب كمية التزوير الهائلة التي مُلئت بها الحلقة، تابع الجميع المذيع الإنجليزي وهو يردّ عليه بحجج مفحمة لم يستطع بكذباته أن يصمد أمامها!

سبب استشهادي بتلك المقابلة هو جرأة البعض في شتم الدولة وإطلاق سيل من الأكاذيب تجاهها عبر القنوات العالمية، بل التجرّؤ بالتهديد بأنّ الاحتجاجات ستتواصل حتى أثناء سباق الفورمولا، وهو ما يعني تهديد الجماهير التي تريد الحضور بأنّهم لن يكونوا في مأمن!

الأمر الغريب العجيب، أن أمثال ذلك الكائن كثيرون، وهم يواصلون تشويههم للوطن، بينما الوطن يقف عاجزاً حتى عن محاسبتهم!

خطورة الوضع الحالي نجدها في التجرّؤ على رجال الأمن وعلى المواطنين في الشوارع، ورميهم بأدوات وموادّ قاتلة، من دون الخوف من أي محاسبة أو عقاب!

الدولة وضعت ثقتها في وزراء سابقين ورّطوا الدولة بتوقيع معاهدات واتفاقيات، واليوم نجني تخاذل الوطن حتى في الدفاع عن نفسه وعن أبنائه بسببها!

الوضع الحالي يدفع نحو تشكيل فئات شعبية متطرفة، بدأت تكفر بغياب القانون في البلد، كما بدأت تشعر بأنّ القانون بات يطبّق عليها وحدها لا غير، وهو أمر خطير، قد يجرّ الوطن إلى ويلات كارثية، لها أوّل وليس لها آخر!

آخر الكلام: على الدولة أن تستعيد توازنها، ولا يعقل أن يعيش الناس في وطن، لا توجد فيه قوانين صارمة وعادلة، تطبّق على من يعتدي ويسيء وينتهك! لأننا بذلك ننتقل إلى مرحلة حياة الغاب!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة