الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٧ - الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


العمالة السائبة تستوطن حوطة أبل بحثا عن الرزق





منذ ان كنا صغارا، نسمع مقولة «تعددت الأسباب.. والموت واحد»، ويقصد بها الموت الجسدي للإنسان، حقيقة هذا القول ينطبق على العمالة الآسيوية السائبة (من دون عمل) التي احضرها أصحاب العمل ووكلائهم من بلدانهم، وجعلوا هذه العمالة تتغرب عن أهلها ووطنها مقابل فرصة عمل ذهبية، تتجمع صباح كل يوم عند (حوطة أبل) للترزق وطلب المعيشة لكن بتغيير بسيط في المقولة لتصبح «تعددت مشاكل العمالة السائبة، والسبب واحد»، ألا وهو «الموت الوظيفي».

الموت الوظيفي هو السبب الرئيسي لهذا الوجود الكبير، تعبيرا عن حق (حق العمل) وعدوا به حين ملأوا الفورمات في بلدانهم، والآن الوكيل يغدر بهم على المكشوف، ولا محاسب ولا متابع لقضيتهم.

مشهد كثافة عدد العمالة الآسيوية عند حوطة أبل قد لايصدقه البعض، لذا لو تطوع بزيارة المكان صباح كل يوم ماعدا (الجمعة) حيث يقل العدد، أما باقي أيام الأسبوع، فسيراهم واقفين متراصين، وجوههم بائسة، لا تلمح لمسة للسعادة عليها.

وبمجرد ان تطأ قدما الزائر لهم حوطة أبل كمتابعة، يقتربون منه رويدا رويدا، سائلين برمشة عين، ويهزون رؤوسهم «نعم.. شنهو عامل يبي أنت.. قول..»، تعبيرا عن صعوبة التفاهم بين الطرفين فيما تجد في أوساطهم من يجيد التحدث باللهجة البحرينية وليس اللغة العربية، والبعض يأخذ دور المترجم بالإنجليزية رغم ان معظمهم لايجيدونها، من هذا المشهد يتوقعون لعل وعسى ان يكون القادم صاحب عمل أو منزل أو مؤسسة إنشائية، فيفوزون بفرصة عمل بين ٥ إلى ١٠ أيام في الشهر، أما الأيام الباقية (٢٠ يوما) وحسبما ذكروه في اللقاء الذي أجرته صباح أمس «أخبار الخليج»، فيقضونها في النوم و«العطالة والبطالة».

ومن خلال اللقاء بهم الساعة السابعة والربع صباح أمس، ذكر بعض العمالة السائبة التي تبحث عن رزقها أن أهم مشاكلها تتلخص في عدم وجود راتب مدفوع (٣ إلى ٤ شهور)، فيضطر العامل الآسيوي إلى ترك العمل السابق، أو ما فيه إقامة، والإقامة مرتبطة بالحصول على عمل، لذا يحضر إلى هنا لعله يحصل على فرصة عمل، أو ما فيه تأمين صحي أو تقاعد، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق حين يصل العامل إلى البحرين.

فيما كشف البعض عن أسباب أخرى لوجدوه هنا، منها ان الكفيل يطلب منه ٨٠٠ دينار في السنة، وهذا مبلغ كبير جدا، فإذا احضرها يجدد له الإقامة، وإذا لم يحضرها، واصل الوكيل إفلات العامل الأجنبي في الشارع، ونادرا يسلمه أو يخبر الشرطة عن هروبه أو عن محل وجوده.

وفي ختام اللقاء بالعمالة المتجمعة عند حوطة ابل صباح أمس، أعربوا عن صعوبة المعيشة في البحرين في ظروف لا يتوافر فيها ديمومة عمل، وتساءلوا» كيف نصرف على أنفسنا هنا؟ ومن أين نرسل إلى عوائلنا؟ فيما أشاد البعض بمملكة البحرين حكومة وشعبا، وجو الأمان الذي هم فيه مستدركين من جهة أخرى ان قانون العمل في البحرين هضمهم حقهم بحسب تعبيرهم.

وأشاروا إلى أنهم يتطلعون إلى ممثلي الدولة في العمل على دراسة أوضاعهم، ومساعدتهم في حل مشاكلهم المتمثلة رئيسيا في الحصول على عمل، وقالوا «لا يصح ان نُجلب من بلداننا (الهند وباكستان وبنغلاديش) على أساس عمال، ويفهموننا بان العمل مضمون، وعند وصولنا الى هنا نُرمى في الشوارع».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة