الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٩ - الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


الجزر الإماراتية.. «فلسطين الخليج العربي»





في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ١٩٧١م نزلت القوات الايرانية في جزيرة ابوموسى وجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، واحتلت هذه الجزر الثلاث.. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الجزر الإماراتية بمثابة «فلسطين الخليج العربي» لدى الحكام والشعوب، ويجب ألا ننسى أو نتوقف عن المطالبة بالجزر.. ولعل زيارة الرئيس الإيراني «نجاد» للجزر الإماراتية المحتلة تأتي بالتزامن مع التدخل الإيراني في إثارة المشكلات في دول الخليج العربي.

لن أضيف أي موقف عربي وخليجي جديد في رفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، ولكن أرى من المفيد أن نتعرف على بعض المعلومات والحقائق والوثائق التي سمحت بنشرها بريطانيا عن عروبة وتبعية الجزر لدولة الإمارات، وهذه الوثائق موجودة على الموقع الالكتروني لجريدة الخليج الإماراتية، وسيجد كل من يقرأ الوثائق أن احتلال الجزر الإماراتية جاء وفق مصالح إيرانية بريطانية وحتى أمريكية وإسرائيلية آنذاك، وكان استقلال البحرين حاضرا فيها.

ونقلا عن إحدى الدراسات والمقالات التي صدرت في ذلك التاريخ فإن لهذه الجزر اهميتها الاستراتيجية فجزيرة ابوموسى - وهي اكبر الجزر - تبعد عن الشارقة حوالي ٤٣ كيلومترا، وإلى الشمال الغربي من ابوموسى بحوالي ٢٤ ميلا تقع جزيرة طنب الكبرى، وعلى بعد ٢٨ كيلومترا من هذه الجزيرة تقع جزيرة طنب الصغرى، وتكمن اهمية هذه الجزر في موقعها الجغرافي المطل على مضيق هرمز، لأن القوة التي تسيطر على هذا المضيق تتمكن من التحكم في الطريق التجاري للخليج العربي.

وفي عام ١٩١٩م انفصلت رأس الخيمة عن الشارقة واقتسمت الإمارتان ملكية الجزر العربية فصارت جزيرتا طنب الكبرى وطنب الصغرى تتبعان رأس الخيمة، وبقيت جزيرة ابوموسى تتبع الشارقة. وبعد الاطاحة بحكم الدكتور مصدق وسيادة المصالح الامريكية في إيران وممارسة نظام الشاه دور الشرطي في الخليج العربي حاولت إيران فرض سيطرتها على الجزر سنة ١٩٦٨ حينما اعلنت الحكومة البريطانية انها ستنسحب من الخليج العربي نهاية سنة .١٩٧١

وبدأت إيران تتحرك فعليا للحلول مكان بريطانيا بعد انسحابها تنفيذا للمخططات الامريكية في المنطقة التي اوكلت إلى إيران، وكانت الموافقة الايرانية السريعة على اسقاط الادعاءات حول البحرين تعني التخطيط للاستيلاء على اراض عربية اخرى في الخليج، وقد حصل ذلك في ٣٠ نوفمبر ١٩٧١م، وبعد ان احتلت الجزر هلّلت الصحف الاسرائيلية لذلك وقالت «ان مضيق الخليج قد اصبح في أيد امينة، ونستطيع الآن ان نمر في الخليج مطمئنين».

ربما يجدر بنا في هذا المقام الإشارة إلى ما جاء في الوثائق البريطانية السرية لعام ١٩٦٩ بعنوان «تقرير بريطاني شامل عن المنطقة»، جاء فيه: يعتبر جزء كبير من شعب البحرين متعلماً، ولا يستطيع ان يجد الوظيفة السهلة والمجزية التي يعتبر نفسه اهلاً لها. وسيكون وقع التأثير الاقتصادي لانسحابنا، اقوى في البحرين منه في اي مكان آخر في الخليج. وعلى الرغم من ان الخسارة الاقتصادية ستكون اكبر نسبياً في الشارقة، فاننا لا نتوقع ان يكون لها هناك الآثار الاجتماعية السالبة ذاتها، كما في البحرين التي تمتاز بأوضاع اكثر تقدماً. ومن المتوقع لموارد البحرين النفطية ــ المتواضعة بحسب المقاييس الحديثة ــ ان تنخفض على نحو اكبر، وزيادة على ذلك، وبعيدا عن الأقلية الايرانية الصغيرة، التي تعاني من وضع صعب على الدوام بسبب ادعاء إيران ملكية البحرين.

تلك هي بعض الحقائق عن الجزر الإماراتية العربية المحتلة، التي ستظل حاضرة على الدوام في كل المواقف الخليجية والعربية، ومطالبنا بإرجاعها واستقلالها دائمة ومستمرة مهما حاولت إيران أن تمارس الاستعمار الجديد وفق العمل العسكري والقوة النووية أو من خلال تحريك خلاياها الموالية لها في دول الخليج العربي.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة