السفارة البحرينية في لندن ليست «هايد بارك»!
 تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢
عبد المنعم ابراهيم
بدون لف أو دوران نعتبر السلطات البريطانية متواطئة مع الإرهابيين اللذين احتلا سطح السفارة البحرينية في لندن، حيث كان بإمكانها أن توقف هذه المهزلة التي تمس السيادة الوطنية للبحرين خلال دقائق معدودة، لأن إمكاناتها الأمنية تتجاوز (جزر فوكلاند) في أقاصي البحار والمحيطات، فكيف الحال بامكاناتها الأمنية على أراضيها البريطانية؟!
لكن يبدو أن السلطات البريطانية تنظر إلى الإرهابيين اللذين احتلا سطح السفارة البحرينية، وطالبا بإطلاق سراح مدانين بالسجن في المحاكم البحرينية، تنظر إليهما لا على أنهما (صاحبا رأي سياسي) وليسا إرهابيين! وهذا المفهوم الذي نختلف فيه حول تفسير (الإرهاب) هو الذي يجعل السلطات البريطانية تعطي الإرهابيين فرصة ووقتا أطول لإظهار (الشو) الإعلامي و(البربغندا) أمام الرأي العام، كما لو كانت سيادة السفارة البحرينية في لندن جزءا من «الهايد بارك» أو «السبيكر كورنر» في حديقة الطرف الأغر!
هذه الازدواجية التي تعاملت بها السلطات البريطانية مع احتلال الإرهابيين للسفارة البحرينية لم تكن موجودة حينما تعاملت السلطات البريطانية ذاتها مع حادث إطلاق النار والأزمة التي حدثت مع السفارة الليبية بلندن في عقد التسعينيات، حيث تعاملت السلطات البريطانية بحزم شديد مع السفارة الليبية أيام عهد (القدافي).. فلماذا لم تتعامل السلطات البريطاينة مع حادث احتلال الإرهابيين لسطح السفارة البحرينية بنفس الحزم؟!
المشكلة تكمن في العقلية التي تتعامل بها السلطات البريطانية مع الأحداث في البحرين، فهم ينظرون إلى الإرهابيين على أنهم (معارضة) وأصحاب رأي! رغم ما يشاهدونه من تدمير وعنف وتفجيرات سلندرات غاز ومولوتوف وقتل يمارسه هؤلاء الإرهابيون في حق الأبرياء، سواء كانوا مواطنين أو أجانب بالبحرين، وبالتالي فإن بريطانيا تعتبر اللذين احتلا سطح السفارة (معارضة) وصاحبي رأي! ونسيت كيف تعاملت السلطات البحرينية وقوات الأمن حينما تعرض مجرد مرآب (كراج للسيارات) للتفجير من قبل نفس الإرهابيين بالقرب من سفارة بريطانيا بالبحرين قبل بضعة أشهر خلت؟!.. ونسوا أيضا كيف تعاملت السلطات الأمنية في البحرين (بحزم وسرعة فائقة) في القبض على المجرمين الذين سرقوا مواطناً بريطانياً وبتروا إصبعه في إحدى قرى البحرين قبل شهر تقريبا!
لكن يبدو أن بريطانيا تنسى عندما تريد أن تنسى! وتتذكر حينما ترغب أن تتذكر!
.
مقالات أخرى...
- «حقوق الإنسان».. انقلب السحر على الساحر! - (17 أبريل 2012)
- العالم بدأ يستمع إلى «الصوت الآخر»! - (16 أبريل 2012)
- مشكلتنا مع المتطرفين في الجهتين! - (12 أبريل 2012)
- حتى لا نكون في مصير السفينة «تايتنك»! - (10 أبريل 2012)
- التجربة الدنماركية! - (9 أبريل 2012)
- رجال الأمن وبركة «الجاكوزي» البارد والساخن! - (8 أبريل 2012)
- حين يكون منطق البعض: (طبعانه.. طبعانه.. دوس على التريج)! - (5 أبريل 2012)
- رغم «رياح السموم» الحكومة تتمسك بسلاح «الاقتصاد»! - (4 أبريل 2012)
- ضوابط مالية.. ليست على الحكومة فقط! - (3 أبريل 2012)