الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٦ - الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


قارب الهداية





من القوارب التي ترسو على الشاطئ، وتنتظر نقل الركاب إلى سفينة الإسلام، وهي سفينة الإنقاذ التي لا سلامة ولا أمان إلا بها، قارب الهداية، ومن يركب هذا القارب ينجو من ضنك العيش في الدنيا، ومن الدخول إلى النار يوم القيامة، ولقد أعلنت الجهة التي تملك هذا القارب، وأعدته لنقل الركاب إلى سفينة الإنقاذ ما يوفره هذا القارب من صفاء في الرؤية، وسلامة في الإبحار، وضمان للوصول إلى سفينة الإنقاذ التي تقف في عرض البحر بين الأمواج المتلاطمة، والريح العاتية، قال تعالى:«قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }١٢٣{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}١٢٤{ قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا}١٢٥{ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }١٢٦{ وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}١٢٧{» طه.

نعم، لقد أوضح مالك السفينة، ومالك الملك سبحانه ما توفره هذه السفينة ووسائل نقلها من أمن وأمان، وسلامة للركاب، إضافة إلى ضمان الوصول إلى الغاية التي سوف تنقلهم هذه الوسائل إليها، من دون إبطاء أو تلكؤ.

وسوف توفر لهم أيضاً وأثناء الرحلة التي قد تطول وقد تقصر كل أسباب الراحة، وتحقق لهم ما يشتهون وما يدعون من متع ومسرات.

وهم يرون على البعد إخواناً لهم في سفينة الإسلام يتضاحكون، ويهللون، ويكبرون، ويسبحون الله تعالى على نعمة النجاة من هذه البحار المظلمة المتلاطمة بشتى المعاصي والآثام، وهم فرحون بنجاتهم، سعداء بأن منّ الله تعالى عليهم بهذه النعمة، وهم أيضاً فرحون بأن هناك المزيد من إخوانهم الذين ركبوا قوارب النجاة على اختلافها، ويمموا وجوههم شطر السفينة العظيمة، سفينة الإسلام، سفينة الإنقاذ التي لا سفينة مثلها، ومن فاته الركوب فيها، والانضمام إلى إخوته الذين سبقوه إليها، فهو في خسران مبين، وفي ضلال قديم، فليبادر الجميع إلى امتطاء صهوة هذه القوارب المباركة التي أعدها الحق تبارك وتعالى لعباده لينقلهم بها من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ظلمات المعاصي إلى أنوار الطاعة.

هذه القوارب، قوارب مباركة مَن يركبها ويستوِ على ظهورها فسوف يشعر بالفرح والسعادة التي افتقدها، والتي كان يتطلع إليها، ويرنو إليها من بعيد على وجوه مَن فازوا بالرضوان، وتوافرت لهم تذاكر السفر على هذه السفينة الجليلة العظيمة، والتي من ركابها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون، ومن سار على نهجهم، وترسم خطاهم، وقائد هؤلاء جميعاً محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومساعدوه من صفوة البشر،وهم صحابته الكرام(رضوان الله تعالى عليهم) الذين وقروه وعظموه واتبعوا النور الذي أنزل معه، وساروا على نهجه، واتبعوا طريقته، والتزموا سنته، وصاروا بحق نجوماً يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ) رواه البزار في جامع بيان العلم، وقال إسناده صحيح.

لقد أدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة الخلفاء الراشدين (رضوان الله تعالى عليهم) في سنته (صلى الله عليه وسلم) وأمر المسلمين ليس فقط أن يتبعوها، بل أمرهم أن يعضوا عليها بنواجذهم زيادة في الحرص، ومبالغة في الاتباع، وذلك لأن هؤلاء الصحابة الأطهار كانوا أحرص الناس على اتباع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتجسيد معالم الإسلام في حياتهم واضحة جلية.

والهداية هنا هي الوسيلة التي يستقلها المؤمن للوصول إلى الفلاح كغاية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة