تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى عن الحيرة التي أصابت الكثير من أبناء المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها وأسباب التيه الذي عرى الأمة وتخبطها، مؤكدا ضرورة وأهمية دور العلماء الربانيين في توجيه الأمة ولملمتها ورص صفوفها رغم التحديات والصعوبات والأخطاء المتراكمة التي تصعّب من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا فضيلته أن الحكومات الإسلامية وإعلامها يتحملان دورا كبيرا فيما وصلت إليه الأمة من غربة ومن حيرة ورضوخ للأمر الواقع المأساوي الذي أصبح فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا، مبينا فضيلته أن ذلك من علامات الساعة وأن الوقت الذي تعيشه الأمة سبق أن أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم والواجب على المسلم في هذا العصر التمسك بالكتاب والسنة والالتفاف حول العلماء العاملين الربانيين الذين لا يخشون في الله لومة لائم السائرين على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

واستطرد فضيلته «إن إعلامنا في الدول الإسلامية يتحمل جزءا كبيرا مما تمر به الأمة اليوم وسيحاسب المسئولون عنه أمام الله تبارك وتعالى، فالمشاهد لقنوات المسلمين اليوم يجدها مليئة بالأغاني والمسلسلات الهابطة والأفلام الماجنة والراقصات ورسائل عدة تصل إلى أبناء المسلمين عبر هذه القنوات وهي رسائل هدامة هابطة أسهمت بشكل كبير جدا فيما وصلت إليه الأمة، فاليوم أصبحت الأسرة تجتمع على قناة الأغاني أو المسلسلات الغرامية أو البرامج التغريبية بل حتى على قنوات الطقوس الشركية وكأن شيئا لم يكن ولا ينكر ذلك البتة بل على العكس فإن من ينكر ذلك يصبح هو المتشدد وهو المخطئ وهو الرجعي، وصدق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباَ كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يَصلُحون إذا فسد الناس ).