الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٣ - الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


أكثر من ٤٠٠ عنصر..!





نشرت صحيفة «السياسة الكويتية» تقريراً عن البحرين نقلاً عما وصفته بـ«استخبارات ألمانية»، لم يصدر بشأنه تعليق رسمي هنا، لكن البعض سارع إلى تكذيبه، وقال عنه إنه غير معقول ولا يعدو كونه تهويلاً. ولأن الخبر نشر منذ أيام من دون أن يصدر عن الجهات المعنية هنا تعليق يؤكده أو ينفيه، فسوف نقوم ها هنا بمناقشة بعض جوانب التقرير بالنظر إلى الواقع البحريني. التقرير يقول إن ٤٠٠ مقاتل من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» ومليشيات الصدر تسللت إلى البحرين عبر عدة وسائل، وهي مستعدة الآن لتنفيذ سلسلة من الهجمات والتفجيرات في منشآت حيوية وقوات عسكرية. ويذهب التقرير في تفصيل المعلومات التي وصفها بأنها «تقاطعت» مع معلومات أخرى مصدرها «أجهزة استخبارية لبنانية». للوهلة الأولى يبدو التقرير صعب التصديق، لكن هل فحواه، بغض النظر عن دقة المعلومات الواردة فيه، يعتبر مستحيلاً؟ الجواب لا، لأن البحرين شهدت مؤخراً تصعيداً في العمليات التي تقوم بها مجموعات إرهابية تجوب الشوارع. الوضع تجاوز القنابل الحارقة وسد الطرقات عبر إضرام النيران إلى إحداث تفجيرات باستخدام عبوات ناسفة يتم استدراج رجال الأمن إلى أماكنها ثم يتم تفجيرها فيهم. شهدنا حادثتين في العكر والدراز، وقد سقط جراء هذه العمليات عدد من رجال الأمن، وبعض الحالات خطرة وبليغة جداٌّ، وهناك عمليات تفجير تم تنفيذها لكنها لم تسفر عن إصابة أحد، وقبل يومين تم تفجير اسطوانة غاز في منزل مواطنة بحرينية، نتج عنه إصابتها وطفلها، مما استدعى عمليتين جراحيتين لهما معاً.

إذن، فهو تصعيد غير مسبوق منذ بداية عهد الإصلاح، ومن المؤكد أن من ينفذون هذه العمليات لم يتلقوا تدريباً عليها في مدارس وزارة التربية والتعليم..! وإذا كان تقرير «السياسة الكويتية» يتحدث عن ٤٠٠ عنصر من الحرس الثوري و«حزب الله» وغيرهما، فإن الواقع على الأرض في البحرين يقول إن أضعاف هذا العدد من العناصر، ربما أكثر من ٥ آلاف، موجودة على الأرض بشكل حقيقي، والكثير من المناطق القروية تعج بهم، وهم يتحركون كل يوم في مناطق متفرقة، ويتبعون أسلوب حرب العصابات، وصعدوا مؤخراً من عملياتهم فراحوا يستهدفون المواطنين الآمنين في منازلهم. معنى هذا، ان درجة التصعيد التي ارتفعت مؤخراً، مؤهلة الى المزيد من الارتفاع، بحيث تصبح الأهداف المستقبلية هي مرافق الدولة ومنشآتها الحيوية، وثمة مؤشرات على بدء هذه المرحلة، من خلال ما شهدته عدة مناطق في البحرين مؤخراً من حرق لعدد من أفرع البنوك والمؤسسات المصرفية. تقرير «السياسة الكويتية»، ما هو إلا واقع على أرض البحرين بدرجة أو بأخرى، حتى لو لم تكن المعلومات الواردة فيه صحيحة بنسبة معقولة، إلا أننا على أقل تقدير نستطيع أن نؤكد أن عدد العناصر «البحرينية المدربة» التي تنفذ التفجيرات على أرض البحرين يفوق العدد الذي ذكرته «السياسة» بأضعاف المرات. كما أن استهداف منشآت البحرين الحيوية كما ذكر التقرير، ليس شرطاً أن يحدث من قبل عناصر الحرس الثوري أو «حزب الله»، بل هناك أذرع «بحرينية» لهما هنا.



.

نسخة للطباعة

«فهي الشهادة لي بأني كامل»

قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «إني أبغض السبّابين.. لا تعاشروا السبّابين».. والسبّاب هو الشخص ا... [المزيد]

الأعداد السابقة