الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٦ - الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


بعد الفورميلا.. إعادة النظر





خلال الأيام الماضية، كان واضحاً أن قنوات إعلامية فضائية محددة قامت بتسخين حملتها ضد البحرين وتحميتها إلى درجات عالية، واللافت أن تلك القنوات مع كل ما كانت تعرضه من تغطيات واسعة، اتفقت في الهدف والنتيجة المرجوة، أي المطالبة بإلغاء سباق سيارات «إف ون» والتشبث بأمل إمكان إلغائه حتى الرمق الأخير. الآلية الإعلامية التي تم من خلالها تسخين الحملة ضد البحرين انقسمت إلى قسمين، الأول محاولات مستميتة لإقناع فرق السيارات المشاركة وطاقمها بأن المشاركة في سباق البحرين هو عار عليهم وذنب لا يغتفر، وقد رافق هذه الآلية حملة على وسائل التواصل الاجتماعية تخاطب سائقي سيارات السباق وتدعوهم إلى عدم المشاركة مع رسوم كاريكاتيرية موجهة الى أشخاص بعينهم. حينما لم ينجح هذا الأسلوب في تحقيق أي شيء تم الانتقال إلى الآلية الثانية وهي التركيز في الوضع الأمني، فتارة يقال إن البحرين لم تعد آمنة وأن عشاق الرياضة لن يهنئوا بالبقاء في البحرين بسبب الاضطرابات الأمنية «الخطيرة»، وتارة أخرى يتم تحذير أطقم الفرق نفسها من أن مشاركتهم في السباق تمثل خطراً على حياتهم.

المهم أن الحملة كانت ساخنة جداٌّ، والبحرين «المسكينة» ليس لديها أي وسائل إعلام عالمية تقوم من خلالها بعملية تسخين أو تبريد مضاد..! المضحك في الأمر أن هناك من وصل إلى مرحلة من الهيستيريا لمنع سباق السيارات جعلته يقتنص أي فرصة وينفخ فيها الهواء. على سبيل المثال، أجرت إحدى الصحف البريطانية حواراً مع «جون ييتس» مستشار الشرطة الأمنية في البحرين، وسألته عن مدى سلامة الأوضاع الأمنية في البحرين في ظل إجراء السباق، فقال الرجل إننا سنفعل كل ما بوسعنا لتأمين سلامة الحدث، ولا أعتقد أن أمراً كبيراً سيحصل، لكن من الطبيعي أننا لا نستطيع أن نضمن عدم قيام شخص مجنون بالدخول إلى الحلبة كما يحدث دائماً. هنا كان «جون ييتس» يعني أنه في الكثير من الرياضات حول العالم يتمكن «متسللون» من اقتحام أرضية الملاعب، ثم قال: لكننا مستعدون. الصحيفة التي أجرت اللقاء اقتنصت هذه الفرصة وجعلت من العنوان «الأمن غير مضمون في البحرين»..! فقط لأن الرجل قال لا نضمن تسلل شخص مجنون إلى أرضية الحلبة. وهذا يبين مدى الهوس والرغبة العارمة بإلغاء السباق من أرض البحرين لدى دول معينة تخوض معارك إعلامية وسياسية واقتصادية وأمنية من أجل لي ذراع البحرين.

على أي حال، ومع تمنياتي القلبية لهذا السباق بكل التوفيق والنجاح، فإنه من المهم بعد نهايته أن تغير البحرين من سياستها في انتقاء الفعاليات الضخمة، بشكل لا يضع مصيرها في يد دول أخرى وصحف ووسائل إعلام. بإمكان البحرين تنظيم أحداث عالمية ضخمة وتاريخية من دون أن تكون لأحد القدرة على الابتزاز والتهديد، ولهذا مقال آخر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة