الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٤ - السبت ٢٨ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

في الصميم


لكن.. إلى متى؟!





يريح المواطنين.. ويريح كل رجال الأمن وذويهم أن يسارع سمو رئيس الوزراء إلى البواسل من الساهرين على أمن الوطن كلما تعرضوا لسوء, أو لغدر الغادرين وعبث العابثين.

ينهض سموه إلى حيث يرقدون في المستشفيات.. يداوي جراحهم بكلماته وعباراته الطيبة.. وخاصة عندما يحيي شجاعتهم وإقدامهم وصبرهم وتضحياتهم بالغالي والنفيس من أجل حماية وطنهم وكل المواطنين, والعمل على ضمان استتباب الأمن والاستقرار.. وعندما يقول سموه لهم ويحدثهم من القلب مباشرة: «إن كلمة «شكرا» لا توفيكم حقكم.. فعلينا جميعا أن نظهر هذا الحب وهذا التقدير لكم ونترجمه إلى أفعال».

صحيح أن سموه قال لهم من خلال زيارته الأخيرة بالمستشفى إنه يرفض بشدة هذه الممارسات الطائشة والعدوانية بحقهم, وأنه سيتم التصدي للعنف والإرهاب وستتم محاسبة مرتكبيه والعمل على وقفه في إطار القانون.. وطيب جدا أن يأمر سموه بعلاجهم في الداخل أو في الخارج وتقديم كل ما يحتاجون إليه مهما كانت التكاليف.. وصحيح أيضا أن سموه قد أعلن من قبل أن كل هذه التضحيات من قبل رجال الأمن الأبطال لن تضيع سُدى.. فسوف يكون هناك حتما التقدير الذي سوف يجيء على مستوى هذه التضحيات, ويوازي هذه الروح والمشاعر الوطنية... وكلها مصدر فخر واعتزاز.

كل هذا صحيح ومقدر ومثمّن عاليا من لدن سموه, ولكن إلى متى سيظل هذا العبث مستمرا.. وهذا التمادي متواصلا.. فقد تجاوز العابثون المدى.. فالكل يتساءل في نفس واحد.. إلى متى؟

يدرك الجميع أنه ليس صحيحا أن هؤلاء يعبرون عن نصف المجتمع كما يدعي الواهمون.. أو أنهم يعبرون عما في قلوب أو نفوس نصف المجتمع.. هذا غير صحيح ذلك لأنهم - أي العابثين – هم القلة القليلة الذين لا يمثلون إلا أنفسهم والشيطان.

الصحيح أن السلطات المختصة يمكن أن تفتك بهم وتشل حركتهم أو إيذائهم كما يؤذون الآمنين.. ولكنها – أي السلطات المختصة – لا تنسى أنهم أبناء الوطن, ولم تفقد في لحظة من اللحظات الأمل في أن يعودوا إلى رشدهم, وأن تصحو ضمائرهم في لحظة من لحظات اليقظة الوطنية.

ويخطئ من يعتقد أن بيانات المعارضة وادعاءاتهم أصبحت تنطلي على أحد.. أو أنه قد بقي هناك من يقرأها أو يلتفت إليها.. بعد أن لمس الجميع أن كمّاً هائلا من الكذب والزيف يطفح من بين سطورها.. وبعدما عرفوا أن هذه أصبحت مهمتهم التي يشتغلون بها.. وأنهم مأجورون عليها.. وأنهم ينشدون الزعامات الوهمية من خلال الضحك على ذوق الشباب وحقنهم بالأوهام والتأثير سلبيا على مستقبلهم, والعمل على شل أو إماتة ضمائرهم تجاه الدين الواحد والوطن الواحد.. فالحقيقة المؤكدة أن شباب البحرين من أبناء الطائفتين الكريمتين حرّ أبيّ.. لا يمكن الضحك عليه أو خداعه طويلا.. ومما يثلج الصدر أنه قد بدأ يستيقظ من جديد, وسنرى ذلك ماثلا على الأرض قريبا بإذن الله.

}}}

الإحصائية التي أصدرتها الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية مؤخرا والتي بعثت بها إلى مجلس النواب حول عدد المتقاعدين أو المستحقين عنهم من موظفي القطاع المدني الحكومي قد كشفت عن أن عدد من تتجاوز معاشاتهم التقاعدية الشهرية (٤٠٠٠) دينار شهريا هم (٢٢) متقاعدا فقط.

هذه الإحصائية تشهد لمن أعدها بالذكاء الخارق.. حيث إن عدد من تتجاوز معاشاتهم التقاعدية (٢٢) شخصا فقط.. أي أنه قد يكون ما يحصل عليه كل منهم أضعاف هذا المبلغ.. أي أن قانون الحد الأقصى للمعاشات التقاعدية مخترق وبجدارة!

وكنا نتمنى أن تشير الإحصائية إلى من يحصلون على ٤ آلاف دينار شهريا.. أي إلى الذين يقفون عند الحد الأقصى وهؤلاء عددهم كبير.. ولكن الهيئة رأت ألا تأتي بهذه الإحصائية حتى لا تكون المفارقة صارخة بين من يحصلون على الحد الأقصى وبين من يحصلون على الحد الأدنى من العاملين السابقين في الحكومة.. أو في القطاع الخاص, ويا ليت أن من يحصلون على الحد الأدنى (٢٠٠) دينار يحصلون عليه فعلا.. بل لا يزال هناك وحتى هذه اللحظة من لا يحصلون عليه.. أليس هذا عيبا كبيرا؟!

نحن لا نطعن في صدقية الإحصائيات المرسلة إلى مجلس النواب فهي صحيحة ١٠٠% ولكننا أردنا أن نقول إنها أعدت في ذكاء.

فنحن نصدق أن عدد أصحاب المعاشات التقاعدية من العاملين السابقين بالحكومة ١٣١٦٧ متقاعدا وأن عدد المستحقين عن المتوفين ٦٩٢٣, وأن معاشات أصحاب المعاشات التقاعدية الأحياء أكثر من ٩٤ مليونا سنويا, وأن معاشات المستحقين عنهم أكثر من ١٣ مليونا سنويا وأن مجموع هذه المعاشات يزيد على ١٠٧ ملايين دينار سنويا.. لكن يبقى أن ذوي المعاشات التقاعدية الضئيلة لا يزالون يحتاجون إلى الإنصاف العاجل.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة