الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٩ - الخميس ٣ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير


لمدعي المعارضة: مطالبكم فقدت مصداقيتها ومشروعيتها (٣ - ٣)





} حين تعلن جماعة تدّعي انها معارضة سلمية اصلاحية انها بريئة من دعم العنف والارهاب، ثم تجدها على أرض الواقع، وعلى مستوى السلوك متناغمة معهما، بل تتاجر وتبتز الدولة والشعب بهما، بل تدافع عن القائمين عليهما في كل المستويات، فانها بالفعل جماعة أو جمعيات (سيان) منافقة، كاذبة، ماكرة، خبيثة، متآمرة على الوطن في ظل ما سردناه في المقالين السابقين من أسس لكل ذلك.

وحين تلعب احدى الجمعيات السياسية الولائية (الوفاق) دور المتناغم والمتناسق وموزع الأدوار مع فئات أو اطراف أخرى تدعي بدورها انها معارضة، وتعلن بشكل يومي انها تريد اسقاط النظام، ومحاكمة اطرافه، والانتقام منهم، ثم يعمل الجميع بعد ذلك مع بعضهم بعضا، وكل جهة بطريقتها واسلوبها، على تعميم ذلك المطلب النشاز في البحرين باعتباره مطلبا شعبيا، فانها تكون قد جرؤت على الشعب وكامل مكوناته، واختطفت صوته وتمثيله، بل اختطفت مصالحه الحقيقية ورخاءه وأمنه واستقراره، ومارست اكبر انواع الخداع، وأردأ أنواع الكذب، مما يجعل من مطالبها الفئوية التابعة للأجندة الاقليمية والدولية، مطالب فاقدة أي مشروعية سياسية أو قانونية، بعد أن فقدت مصداقيتها على ارض الواقع جراء ما تسببت به تحت غطاء تلك المطالب من محن وأزمات ومصائب لهذا الوطن ولشعبه مجانا كانا في غنى عنها، ولاتزال تعمل على المزيد منها، كأنها لن تكتفي أو تهدأ الا حين ترى هذا الوطن محترقا بالكامل على رؤوس الجميع.

} قبل ازمة هذه الجمعيات مع الوطن، فهي بكل المقاييس ازمتها في داخله، وليست ازمة البحرين التي من دون هذه الجمعيات كانت ستكون في سلام وأمن قبل ذلك عملت بكل الطرائق بذاتها على نشر الفساد والافقار في المؤسسات الحكومية والخاصة، التي اخترقتها بعملائها والتابعين بها، من اجل رسم الصورة المشوهة للبحرين، ومن اجل عرقلة المشروع الاصلاحي وتصويره بأنه لم ينجز شيئا، ومن اجل المتاجرة في ملفات الفساد والفقر، وتصوير البحرين كأنها صومال آخر، أو أحد البلاد الآسيوية المنكوبة بالكوارث، ومن اجل ذلك عمل (عملاؤها) حتى على تزوير التقارير المتعلقة بالنقابات وبالصحة وبالتعليم وبالاقتصاد، حتى يتم رفعها إلى المنظمات الدولية لجلب الادانات والحملات على هذا الوطن المنكوب بجماعات كهذه تدعي انها معارضة، وفي هذا شهادات لأطباء وتربويين اكتشفوا بعد الازمة حجم التزوير في التقارير حين كان عملاء (الوفاق) في المناصب القيادية في كل مؤسسات الدولة قبل ازمتهم مع الوطن في فبراير ١٤(وسنترك الحديث في هذا إلى وقت آخر).

} من كل ما سبق في المقالين السابقين وقبلهما من مقالات وفي هذا المقال وغيره كثير من الوقائع مما لم يتم كشفه بعد، نقول لهؤلاء الذين مارسوا ولايزالون يمارسون (أبشع انواع الخيانة للوطن) تحت غطاء المطالب السياسية، لمجرد وصولهم إلى سلطة يعملون ان تكون في اطارها الاخير حكومة تابعة لمجانين الحكم في طهران او في واشنطن وحسب الاجندات المتداخلة نقول اليوم مجددا كما قلنا سابقا:

لستم معارضة، واجندتكم ليست (اصلاحية) وليست سياسية وطنية وبالتالي لستم وطنيين، ولستم سلميين، وانما انتم أدوات الخارج في الوطن، تحت مسمى المعارضة ومسمى مطالبها، تستغلون المسميات السياسية المتعارف عليها في دول العالم الأخرى للتغطية على اجندتكم، وتمارسون أبشع انواع الكذب والافتراء والتزوير لتشويه وجه هذا الوطن.

أنتم ممولون من الخارج، ومدعومون ومدربون على ما يحقق اجندتهم ومطامعهم، في هذا الوطن، وبالتالي فوجودكم نفسه اليوم غير مشروع هنا، فما بالكم بمطالبكم التي فقدت كل مصداقية لها بعد سقوط اقنعتكم؟ ولأن سلوكاتكم في الوطن عبر العنف والإرهاب غير مشروعة، فما ينبني عليها من مطالب وشعارات وخطابات فكلها باطل، وما ينبني على الباطل فهو باطل.

انظروا إلى ما تسببتم به في هذا الوطن لتعرفوا حقيقة انفسكم.

} نقول للدولة ولشرفاء هذا الوطن:

كفانا خداعا للنفس، والوقوف موقف الدفاع بدل اجتثاث الارهاب ومن يمثله في وطننا من جذوره، فللأسف هؤلاء اصبحوا اليوم عنوانا لأشكال الارهاب الاخرى كافة وليس فقط (الارهاب الميداني)، هم عنوان الارهاب السياسي والفكري والطائفي، ويعملون على اساس المثل الشائع (ورمتني بدائها وانسلت)، وهكذا هم يلقون بكل عناوين الارهاب لديهم والسلوكات اللاأخلاقية على الدولة وعلى الشرفاء.

ونقول بكلام لا لبس فيه:

اذا ارادت الدولة ان تحمي هذا الوطن من جنون الارهاب والارهابيين ومن جنون الادوات المستخدمة لتنفيذ ذلك، وان تحسم وضع الجمعيات السياسية في البحرين، فعليها ان تكف عن التعامل مع الجمعيات التأزيمية والانقلابية والمدافعة عن الارهابيين باعتبارها (جمعيات معارضة سياسية اصلاحية)، وباعتبار ان ما تطالب به هي مطالب مشروعة، فهي ليست كذلك في ظل كل ما اتضح، وعلى الدولة والشعب بكل طوائفه وأطيافه حسم الأمور مع هذه الجمعيات وبشكل لا رجعة فيه، وان تخرج (بضم التاء) الطائفة الشيعية من يمثلها تمثيلا وطنيا اصلاحيا وديمقراطيا حقيقيا بجمعية سياسية جديدة، تعمل من اجل البناء في الوطن وليس الهدم فيه، ومن اجل الوحدة الوطنية وليس تقسيم الشعب طائفيا، وان يتم تقنين دور الحسينيات ومنابر الخطابة الدينية.

وعلينا جميعا (دولة وشعبا) ان نكف عن موقف الدفاع عن النفس امام شرذمة ارهابية وتخريبية، وألا نستسلم امام (حربهم النفسية) المدعومة اقليميا وامريكيا وغيرهما من خلال المنظمات والمراكز الدولية المسيسة التي تدربوا فيها على ذلك، ولنضع النقاط على الحروف، مرة واحدة واخيرة ولننظر في عيونهم التي اختفى منها كل حياء بقوة، ونعلن حقيقتهم امام اعينهم، فهؤلاء قد بلغوا مستوى من الكذب والتلفيق والتسبب في المظلومية ثم المتاجرة فيها، بما لم يعد الوضع في البحرين يحتمل معه اي زيادة اكثر مما حدث.

} البحرين من دون هذه الرؤوس الفاسدة والمفسدة التي تقود جمعيات او قطعانا ارهابية، ستسير في اصلاحها ونهوضها وتنميتها بشكل صحي من دون امراض وعقد واستغلال لمظلومية تاريخية. هؤلاء بقعة سوداء في بياض تجربتنا الاصلاحية والديمقراطية.

وهنا نناشد وزارة العدل أن تستند في اتخاذ الاجراءات الضرورية، إلى القوانين التي لم ولا يحترمها هؤلاء، والتي تنظم عمل الجمعيات ودوافعها واهدافها ومصادر دعمها وتمويلها، وارتباطها بسفارات معادية لدول ذات اجندات.

لا مفر في النهاية من حل هذه التشكيلات الطفيلية على جلد الوطن ووجهه، التي اختطفت بخبث الشعارات السياسية، وشرعية وجودها السياسي، لتنقل إلى وطننا وشعبنا كل امراضها وعقدها واحقادها وتبعيتها للخارج.

اما نصائح او ضغوط المنافقين افرادا أو دولا، فلتذهب جميعها إلى الجحيم، لأنهم كشفوا في اللحظات العصيبة عن حقيقة وجوههم ومدى قبحها وفجورها وانتهازيتها، فلا يستحقون من بلدنا اي اعتبار او احترام أو مجاملة، وانما الفضح والكشف والاحراج، فلهذا البلد رب حفظه وحماه مرارا وسيحفظه إن شاء الله تعالى، وشرفاء دافعوا عنه، وقيادة حكيمة عبرت به من فم الحيتان الشرسة وقوة خليجية ضاربة.

لقد لعبوا بكل أوراقهم واليوم يعيدون اللعب بالأوراق القديمة مجددا وآن للدولة أن تلعب بأوراقها التي لم تلعب بها حتى اللحظة وبقوة ومن دون تراجع.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة