الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦١ - السبت ٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في الندوة التطبيقية المقامة بعد مسرحية «لا وقت للحب»:

مناقشات عميقة تنوّه باستخدام «تيمة» الحبّ بفنية عالية





وعلى هامش العرض المسرحي لطلبة مملكة البحرين عُقدت ندوة تطبيقية، كان على منصّتها الأستاذ يوسف الحمدان مؤلّف النص المسرحي، والأستاذ عبدالله سويّد مخرج العمل، والأستاذ زكريا رضي الناقد المسرحي، وقد شهدت الندوة التي أقيمت في مركز الفنون القريب من الصالة الثقافية حضوراً كبيراً من الجمهور الذي استمعوا إلى المنتدين وشاركوا بالأسئلة والمناقشات والتعقيبات.

وقال الأستاذ زكريا رضي إنّ العمل المسرحي «لا وقت للحبّ» استخدم لعبة المسرح داخل المسرح، وهي لعبة جميلة جدّاً، وقد تمّ تنفيذها بشكل مميّز. فالنص يحمل عمقاً إنسانياً كبيراً واستبطاناً للمشاعر الإنسانية، حيث إن مازن كان يحمل الكراهية وسط مجموعة من الأفراد الذين يخالفونه في هذه المشاعر. ولقد حوّلت الأحداث حزنه وكراهيته إلى حبّ جديد وحياة جديدة.

وعن الطلبة الممثلين للعمل قال رضي: أما جوقة الممثلين الذين تسربلوا بالسواد بأجمعهم، فبدا أنهم متحدون في بناء مشروعهم الفرائحي، في مقابل شخصية واحدة هي مازن التي بقيت تأبى أن تفارق الحزن حتى حصل لها التحول في المشهد الأخير. لبس الأسود لمسة المخرج ففي النص لم يكن هناك ما يشي بأن الممثلين يرتدون السواد، فكانت المفارقة أنهم بسوادهم هذا ينشدون الحب والفرح.

بقي أن تكنيك العرض باختيار لعبة المسرح داخل المسرح كسر حاجزا بين المتفرج والعرض، وأعطى للمتفرج فرصة أن يتعاطى مع العرض بحميمية أكثر، وهو ما عيّشنا الفرح مع لحظات العرض.

وأضاف: إنّ عرض «لا وقت للحب» على بساطته يحمل عمقا إنسانيا واستبطانا لمشاعر النفس وتقلباتها، لاحظنا كيف ان الجوقة كلها كانت تنشد الفرح بإزاء شخصية واحدة هي «مازن»، ولعل حيلة النص في لماذا لا نطلب الفرح بإيقاع الحزن ونقلب المعادلة؟ هي حيلة من أجل امتصاص حزن مازن وإذابته في الفرح والحب فهل نجح؟ وهل نجح المخرج؟ المعنى في باطن «المتفرج».

لا يوجد أستاذ في المسرح

مؤلف العمل المسرحي الأستاذ يوسف الحمدان عبّر عن سروره بالتعليقات والانطباعات التي سمعها بعد المسرحية وفضّل أن يكون مستمعاً أكثر مما يكون متحدّثاً، وقال: المسرح لا يوجد فيه أستاذ. كلنا متعلّمون في المسرح، فالمسرح كبير ومخيف ومروع، ونحن نستشعر المسئولية كبيرة حين نمثّل أو نخرج أو نكتب نصّاً مسرحياً. النص يحتمل التأويل سواء من ناحية عنوانه أو من ناحية أحداثه. ما أحوجنا في هذا الوقت أن نشعر ونستشعر ونحب ونُحَبّ، والمسرح من خلاله نستطيع أن نتواصل ونعيد تشكيل حياتنا وذواتنا. الكوميديا هي عنصر أساسي من عناصر الحبّ، لدينا حواس لا نتلمسها ولا نستوعبها، نحتاج إلى أن نشعر بها ونستوعبها. والمطلوب أن نسأل ونسأل، وقد نحصل على بعض الإجابات ولا نحصل على إجابات لأسئلة أخرى ولكن المطلوب من الإنسان أن يبحث دوماً عن الإجابات.

مزيج الفصحى والعامية

استعرض الأستاذ عبدالله سويد مخرج العمل تجربته الجديدة مع المسرح المدرسي، وقال: أجمل ما في العرض هو الحضور الكبير والتفاعل الجميل، وتشرّفنا بحضور الإخوة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن. والممثلون كانوا مجموعة من الهواة استحسنوا فكرة تمثيل النص، واستطاعوا خلال فترة قياسية أن يستوعبوا النص ويدخلوا في أجوائه وأن يتنقلوا فيه من حالة إلى حالة ومن موقف إلى موقف، وهم لا يملكون تلك الخبرة الكبيرة في هذا المجال.

وأشاد سويّد بمستوى الطلبة الذين وقفوا على خشبة المسرح للمرة الأولى، وقد تمكّنوا من أداء المشاهد بإتقان كبير وتفاعلوا مع النص واستطاعوا استخدام المزيج بين اللغة العربية الفصحى والعامية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة