الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦١ - السبت ٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

العرض البحريني يخطف الأنظار ويفتح الباب لمنافسة قوية

طلبة البحرين يستحضرون «شيكسبير» وشخصياته في الصالة الثقافية





«جولييت»، «ديدزمونه»، «ليدي مكبث» شخصيات حكت أساطير حب وعشق تغنى بها العالم أجمع على مر السنين وإن مر على انقضائها زمن طويل، وها قد أعادت علينا الطالبة أمينة عبدالله جزءا منها لترسم على محيانا ابتسامة صادقة ومتعة حقيقية بمشاهدتها وهي تتقمص شخصياتهن العظيمة في مسرحية استوحاها المؤلف الأستاذ يوسف الحمدان من الكاتب الشهير شكسبير والتي أطلق عليها عنوان «لا وقت للحب».

وُفّقت أمينة في تجسيدها شخصية جولييت وعبرت بصدق يعكس ملامحها الطفولية عن براءة ديدزمونه وتقمصت مكر ليدي مكبث، فأي موهبة تلك التي تجاوزت بها كل الصعاب لتلعب جميع هذه الأدوار بإجادة وبراعة على الرغم من أنها تلقت عرض المشاركة في هذه المسرحية في فترة حرجة تزامنت مع امتحانات منتصف الفصل الدراسي، وجاء بعد توقف تجاوز السنوات الخمس من وقوفها على خشبة المسرح.

ثقتها العالية بنفسها وبالمخرج عبدالله سويد جعلها تقبل العرض من دون تردد بسبب حبها الشديد للمسرح والفن؛ ففيه تستطيع - على حد قولها - أن تلعب وتمرح وتغني وترقص وتؤدي أدوارا وتتقمص مشاعر لا تمارسها في حياتها الطبيعية.

عبرت أمينة عن خالص شكرها للمخرج القدير والمخرج المساعد الأستاذة سميرة أحمد التي كانت كأم لهم أثناء فترة التدريب، والمؤلف الذي كتب النص بذكاء يدمج بين شخصيات عدة بصورة رائعة، وجميع القائمين على المهرجان الذي سمح لها بالعودة إلى مواجهة الجمهور على الخشبة التي تعشقها.

محمد الوزان، شخصية جسدت عدة معان للفن في المسرحية الكوميدية، فقد كان عازفا ومغنيا وممثلا بارعا لم ترهبه الخشبة لأنه اعتاد التعبير عما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس فنية في مختلف البرامج والأنشطة منذ بضعة أعوام وإن كان وقوفه على مسرح بهذا الحجم هو للمرة الأولى.

الخائن الحقيقي

«الخائن الحقيقي للوطن هو الذي يقتل الفن» عبارة بدأ بها المخرج القدير الأستاذ عبدالله السعداوي حديثه ليعبر بها عن مدى أهمية الفن في حياة الإنسان وفي حضارة الشعوب والأوطان، فالفن في نظره أحد أبرز مقومات الحضارة، وإن منع فلا قيمة للتربية والتعليم، حيث يجد فيه الشخص حريته الحقيقية. وحول «لا وقت للحب» قال «استمتعت جدا بالمسرحية، وفاجأني أداء الطلبة المتميز والتداخل الرائع بين مسرحيات شكسبير الذي أمتعنا طوال فترة العرض، وأتمنى أن تعمل وزارة التربية والتعليم على مزيد من الدعم والتشجيع للطلبة الموهوبين ولمجال الفن بشكل خاص حيث يستطيع الطالب من خلالها أن يبني علاقات يتعرف فيها على نفسه وعلى الناس».

عرض كنسمة الهواء

من جانبه عبر المخرج الأستاذ خالد بن ناصر الضوياني من سلطنة عمان الشقيقة عن سعادته البالغة بوجوده في مملكة الحب والإخاء مملكة البحرين، وقال حول العرض البحريني «هذه العروض وهذه المهرجانات كنسمات الهواء التي تنقل البذور من مكان لتنبت في مكان آخر، ومشاهدتها دائما تجدد الروح والطاقات والنشاط والتنافس الشريف بين الوفود». وأضاف «سعدت بمشاهدة صديقي العزيز المخرج عبدالله سويد الذي لطالما أمتعني بتمثيله كما أمتعني اليوم بإخراجه، وأرفع قبعتي تقديرا له وللمؤلف يوسف الحمدان الذي أشبع شغفي وحبي للعبة «المسرح داخل المسرح» من خلال نص جميل يتميز بشاعرية شكسبير مزج مع أداء راق وأنيق لطلبة موهوبين، وأحييهم على هذا العرض الممتع وأقول لهم ابذلوا كل ما بوسعكم، فالجمهور الحاضر يستحق منكم كل الجهد».

وختاما أبدى الأستاذ أحمد حسين أحد متابعي المسرحية إعجابه بأداء الطلبة وبالعرض المقدم الذي جمع بين المتعة والفرجة والفكرة ولون معاني الحزن بالفرح بشكل كوميدي مثير، ووجه شكره وتقديره لجميع القائمين على العرض وعلى المهرجان.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة