الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


«يوم قُتلَ بن لادن».. والحقيقة التي دُفنت!





قبل أيام بثّت قناة البي بي سي البريطانية، البرنامج الوثائقي الأمريكي الجديد «يوم قُتِل بن لادن».

مدة الفيلم قاربت الساعتين تقريبا، خرجتُ بعدها بمجموعة انطباعات وقراءات، وجدت أنه من الجيّد توثيقها في هذه الزاوية.

للأسف مخرجو الفيلم حاولوا كثيرا، لكن لم يستطيعوا هذه المرّة إبراز البطولة الأمريكية الوهمية، ولا إبراز الرجل الأمريكي الخارق، الذي بإمكانه أن يقاتل جيشاً كاملاً لوحده، ثمّ يخرج منتصراً مع جروج بسيطة!

الفيلم أراد أن يبرز الرئيس الأمريكي أوباما بصورة الرجل العسكري، الذي قرّر اتخاذ القرار وتحمّل تبعاته رغم خطورته، بناء على حدسِه بصفته رجل أمريكا الأوّل! يؤكّد الفيلم أنّ القيادة الأمريكية لم تكن متيقنّة من أنّ الشخص المستهدف هو نفسه بن لادن، ومع ذلك هاجمت وقتلت!

كان واضحاً محاولة إبراز دور أوباما وتلميعه، لكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب.

أبرز الفيلم التطوّر الأمريكي في مراقبة المشتَبه بهم حول العالم، كما أبرز دقة التدريب الذي تلقّاه من نفّذ العملية بسرية على الأراضي الباكستانية.

سقطات الفيلم كبيرة، ولكنّها لا تخفى على أي متابع، حيث أظهر الفيلم رجل القاعدة الأوّل بن لادن، وكأنّه كان ينتظر الموت، بالضبط مثل صورة استخراج الرئيس العراقي السابق صدام حسين من الحفرة، حيث أُخرج بطريقة معينة لإظهار أنّ الرجل كان خائفاً ومختبئا!! في هذا الفيلم، لم تكن رواية اغتيال بن لادن مقنعة أبدا، حيث من الواضح أنّ الفيلم جاء لرسم صورة معيّنة في خيال النّاس، تختلف عمّا حدث بالفعل، وهذا ما يفعله الإعلام الأمريكي دائما!

السقطة الأخرى الكبيرة للفيلم، الذي كان يحتوي على مقابلات خاصة مع أوباما حول عملية الاغتيال، فضيحة كبرى أثبتت هشاشة القوّة الأمريكية وعدم نجاحها في العملية بالصورة المخطّط لها.

أمريكا خسرت في العملية أكثر من ١٦ مليون دولار، وهي قيمة طائرة الهيلوكبتر الجديدة والمتطورة، التي سقطت أثناء العملية في الباحة الخلفية للمنزل الذي كان يسكن فيه بن لادن!

صمتوا عن الموضوع، ثمّ قالوا مشاكل فنيّة في الطائرة، والحقيقة أنّه فشل عسكري مركّب!

الجنود الذين نفّذوا العملية اضطروا بعد سقوط تلك الطائرة إلى نسف كابينة القيادة، وذلك لتفادي الحصول على ما فيها من أجهزة تقنية بالغة التطور، تؤدي إلى كشف الكثير من المعلومات ومنها «شفرات وموجات الاتصال المباشر مع البيت الأبيض ومركز قيادة العملية والتوجيه»، إضافة إلى معلومات أخرى حول الطائرة، حيث ذكر أحد الخبراء العسكريين في مقابلة له مع الـ NNC أنّ تلك الطائرة كانت تعتبر من «الأسرار العسكرية» في التسليح الأمريكي!

خسارة تلك الطائرة بسبب فشل منفّذي العملية في تنفيذها بالصورة الصحيحة، أدّى إلى تنافس الروس والصينيين وغيرهم للحصول على أسرار تلك الطائرة، وهو بلا شك خسارة أمريكية فادحة لم يتحدثوا عنها كثيرا!

في الختام تبقى رواية إلقائه في البحر، ونشر مجموعة من الوثائق التي حصلوا عليها في موقع العملية روايات أمريكية، والجميع يعلم مصداقية الروايات الأمريكية، وكيف تروى من الإعلام الأمريكي!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة