الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٤ - الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير


وتبقى البحرين وحدها هي الرقم الأصعب





{ شاء من شاء وأبى من أبى، البحرين ماضية في سيرها وتقدمها وإصلاحها ومنجزاتها، كما عهدت نفسها منذ ما قبل التاريخ وبعده.

وفي ذلك لن يوقفها شيء، لا نعيق ناعق ولا أجندات دول ولا فئة خانت وطنها واستقوت بالخارج ومخططاته.

الوطن تجاوز الأدوات الداخلية، التي اختطفت عنوان المعارضة لنفسها، فلم يعد يصدقها أحد، لأن كل سلوكاتها لا تنم عن أداء معارضة وطنية حقيقية وصحيحة، فنبذها الناس ونبذها الوطن، ولم يعد لها من سند إلا أبواق الخارج، وممارسو العنف والارهاب في الداخل، وبضع جمعيات أضاعت بوصلتها فتاهت في ساحة هوية أخرى غير هويتها.

{ الوطن الذي تجاوز هؤلاء في الداخل سيتجاوز بعدهم داعميهم الرئيسيين، من قوى الدعم الاقليمية والغربية، لأن البحرين وحدها هي الرقم الصعب في مواجهة أبنائها الضالين والجاحدين وفي مواجهة النيات الخبيثة، التي يعتقد أصحابها انهم فوق الوطن وفوق ارادته، وفي هذا لا أحد ولا شيء سيعلو فوقها مهما اجتهد الحاقدون وتآمر المتآمرون، لأن معادلة أي وطن تقول: من يقف معه قلبا وقالبا هو المنتصر به، ومن يرد ان يعوق مساره الوطني، أو يعرقل مشاريعه الاصلاحية أو منجزاته، أو يسرق هويته الوطنية والعروبية، أو تعدديته أو توافقه الوطني أو سلمه الاهلي، فهو الخاسر الاوحد، مهما تعددت جهات دعمه الخارجية، ومهما بلغت قوة تلك الجهات. لا أحد ينتصر على وطنه أو على ارادة شعب يريد ان يحميه من كل تلك الشرور، والخيانة للوطن ليس بامكانها أن تنتصر مادام هناك شرفاء ينافحون ويدافعون عنه.

{ الكل تعلم من درس الوطن إلا هؤلاء، لأن مدارسهم «الايرانية والامريكية» التي تدربوا فيها غطت على مدرسة الوطن بالنسبة اليهم، فلم تتح لهم فرصة ان يروه كما هو، لا كما يعملون على تشويهه وخيانته، ولأن غسل الدماغ العقدي، الذي مورس على عقولهم في مدرسة المرويات الصفوية، جعلهم يتخلقون بأخلاق أهلها لا بأخلاق أهل هذا الوطن، وتعصبهم لمعلمي تلك المدرسة، جعلهم قادرين على ايذاء شعبهم ونشر الفرقة والطائفية والعنف والارهاب في شوارع بلادهم، ولأن خطابات (الانتقام التاريخي) سممت أرواحهم، فلم يعودوا يرون المكونات الاخرى الا أعداء، ومن يخالفهم حتى من طائفتهم فهو عدو أيضا، ويتم وصمه بكل الصفات، لكأنهم خرجوا من عالم آخر لا قيمة للوطن أو الوطنية أو الهوية أو الانتماء لديهم، الا بما يتيحه هذا الوطن من تسهيلات للاستيلاء عليه (بالعلم والعدد ناخذ البلد)، هي فلسفة الاخذ والتحايل والاستيلاء لا فلسفة البذل والعطاء، وبمثل هذه الفلسفة المريضة يعتقدون انهم سينتصرون على وطنهم، وينقلونه من حالة الصحة إلى حالة العقد والامراض السياسية والفكرية والعقدية التي غطت عقولهم.

{ البحرين انتفضت في وجههم وفي وجه معلميهم وأسيادهم، ومدرسة الوطن رغم كل البشاعات والتشويهات، التي أرادوا لصقها بها وبترابها وبأهلها الاوفياء، تجاوزت عبث ونفاق المسوخ المتخرجة في المدارس غير الوطنية، أمريكية كانت أو ايرانية، لذلك رسبوا بامتياز في امتحاناتها الوطنية الصعبة (بالمناسبة كانوا يعتقدون انها سهلة او انها لقمة سائغة بدعم الصفوية والصهيونية).

أشهرت البحرين في وجوههم صلابتها وقوتها الداخلية، وحنكتها التاريخية وعراكها الحضاري الطويل مع التحديات.

{ أرادوا تقزيمها فقزموا أنفسهم، أرادوا تشويهها فشوهوا أنفسهم، أرادوا تلطيخها بالسواد وأخذها بالكذب فاسودت وجوههم، وبعد ان وجدوا ان كل ما يفعلونه، (ولم يتركوا شيئا لم يفعلوه وصولا إلى الارهاب الممنهج والمنظم) بعد ان وجدوا ان كل ذلك يرتد عليهم سلبا، فوقعوا في فخ توليد الفشل من الفشل، ووجدوا أنفسهم مكللين بالعار، وأقزاما في المسار الوطني والانجاز الاصلاحي والتجربة السياسية الجديدة القادمة، في ظل التطوير والتعديلات بما توافقت عليه الغالبية العظمى من مكونات هذا الشعب، حينها عادوا إلى لغة النعوش فأظهروها وتباكوا عليها، متجاهلين ضحاياهم من رجال الامن والمدنيين والجالية الآسيوية، وجادوا بالولولة والنحيب والتنديد والشجب وهتافات المراهقين (نريد المزيد، نريد المزيد وفورا)، وحركوا بعد مسيرة النعوش أدوات الارهاب لتعبث في الوطن ارهابا وعنفا كالعادة، فيما البحرين الجميلة من دونهم ومن دون غوغائيتهم وخيانتهم لها، بل في ظل كل ذلك، تستعيد ألقها وتحقق في مسيرتها الاصلاحية والديمقراطية انجازا بعد انجاز، وانتصارا بعد انتصار على (الهمجية السياسية) المشفوعة بالعنف والارهاب، وتعلن يوما بعد يوم انها وحدها الرقم الصعب بل الأصعب، ولا احد ولا شيء سيجعلها تتراجع عن رقيها وتاريخها وحضارتها وديمقراطيتها الصحيحة ومدنيتها وأخلاق أهلها الاصيلين، فالاصيل من يحفظ بلاده من أطماع الخارج ومخططاته، ويدافع عنها وعن انجازاتها، ولا يعمل افسادا فيها.

المزيد المزيد هو للوطن ولشعبه المخلص والشريف، الذي ناضل ببطولة ضد كل العابثين.

والمزيد المزيد للبحرين نفسها بكل أطيافها وطوائفها المخلصة وليس لكم خريجي المدارس الامريكية والصفوية، ولا عزاء لكم حين ينتصر الوطن عليكم، فهذا قانون أزلي ألا تنتصر الخيانة على الوطن مادام هناك شرفاء يواجهون.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة