الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٨ - السبت ١٢ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

بـدعـــوة مـــــن رئيس الوزراء
ينجلوك شيناواترا تصل إلى البلاد غدا





تلبية لدعوة رسمية من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، تصل إلى البلاد يوم غد «الأحد»، السيدة «ينجلوك شيناواترا» رئيسة وزراء مملكة تايلند، في أول زيارة تقوم بها لمملكة البحرين منذ توليها منصبها، وذلك تلبية لدعوة رسمية من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.

وتأتي زيارة رئيسة وزراء مملكة تايلند وسط برنامج حافل لتمنح علاقات التعاون بين البلدين الصديقين دفعة جديدة من شأنها أن تسهم في تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، بالشكل الذي يلبي تطلعاتهما المشتركة، حيث من المنتظر أن تشهد الزيارة التوقيع على مذكرات تفاهم جديدة لتنمية وتطوير مجالات التعاون بين الجانبين في مجالات التعليم والصحة والسياحة.

كما تشكل الزيارة مناسبة مهمة لتدارس جميع المواضيع والسبل الكفيلة بتوسيع دائرة التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية، فضلا عن أنها فرصة مواتية لتبادل وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الاقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، وتأكيد مواقف البلدين الداعمة للسلام والاستقرار في العالم أجمع.

وتشهد العلاقات بين مملكة البحرين ومملكة تايلند تطورًا ملحوظًا ونشاطًا كبيرًا على الأصعدة كافة ، وتسعى قيادة البلدين بشكل متواصل نحو تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، والانطلاق بها قدمًا إلى مجالات أوسع، مرتكزة إلى ما يجمع بينهما من أسس متينة وراسخة، تقوم على الود والاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

كما شهدت العلاقات البحرينية ـ التايلندية، تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بفضل الدور المحوري المهم الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في ترسيخ أسس متينة وقوية للعلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين والدفع بها إلى مستويات متقدمة، من خلال حرص سموه المتواصل على مد جسور التواصل بين البلدين، والبحث باستمرار عن أفضل السبل والآليات الجديدة التي تصب في صالح دعم أواصر التعاون المشترك بينهما وتعظيم الاستفادة من جميع الفرص المتاحة، الأمر الذي أثمر نموذجا متميزا للعلاقات المتوازنة بينهما.

وتتميز العلاقات بين البلدين الصديقين، بتشعب مجالاتها سياسيا واقتصاديا وتجاريا، الأمر الذي تؤكده الاتصالات المستمرة بين قيادات البلدين، وكذلك التواصل والتنسيق السياسي بينهما في إطار حوار التعاون الآسيوي، علما بأن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء يعود إلى عام ١٩٧٧، فيما تم افتتاح سفارة تايلاند بالمنامة في ١٥/٢/٢٠٠٤ كما تم افتتاح سفارة للبحرين في بانكوك عام ٢٠٠٧.

ويكشف واقع اللقاءات والزيارات بين قيادتي ومسئولي البلدين عن تواصل مستمر وإيجابي في مختلف المجالات، وفيما يتعلق بالزيارات من الجانب البحريني لمملكة تايلند، فقد ركزت الزيارة الأخيرة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى مملكة تايلند في إبريل ٢٠١٢، على تشجيع التعاون الثنائي بين البلدين والجهود الرامية لإبرام اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وكذلك بين دول مجلس التعاون الخليجي وتايلاند، وتطوير حركة التجارة والاستثمار وإزالة جميع المعوقات والقيود التجارية وسبل الاستفادة من اتفاقية البحرين والولايات المتحدة للتجارة الحرة، فضلا عن بحث إنشاء آليات لتبادل الخبرات الفنية في الاستثمار الصناعي والتكنولوجي والمشروعات، وبشكل خاص على مستوى الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المناطق الصناعية، والعمل على تنمية معدلات التبادل التجاري والصناعي وزيادة التعاون في المجالين المالي والمصرفي، وتعزيز ما تم متابعته بين الجهات المعنية في كلا البلدين في المجال الثقافي والسياحي، والترويج والتنسيق لتطوير المشروعات السياحية، والمشاركة في استثمارات سياحية رائدة بين البلدين، وكذلك بحث موضوع تبادل الخبرات في تدريب العمالة في المجالات الزراعية والفندقية والصناعية والصحية.

أما الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لتايلند في مارس ٢٠١٢، فقد جرى خلالها استعراض مسار العلاقات البحرينية التايلندية، وسبل دعم التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والاستفادة من السمات المشتركة ومقومات التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي والتعليمي في البلدين.

كما بحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال زيارته لتايلند في سبتمبر ٢٠١١، المراحل المتطورة التي وصلت اليها العلاقات البحرينية التايلندية، وضرورة الاستفادة من الخبرات التايلندية في المجالات المختلفة ولاسيما الصحية منها، فضلا عن سبل التعاون بين البلدين الصديقين في قطاعات الاستثمار والأمن الغذائي، بالاضافة إلى زيارات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر لتايلند، والتي بحث سموه خلالها تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

وفيما يتعلق بالزيارات من الجانب التايلندي إلى مملكة البحرين، فقد قام رئيس وزراء تايلند السابق ابيسيت فيججاجيوا بزيارة لمملكة البحرين في مارس ٢٠١٠، تم خلالها التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال المشترك، ومذكرة التفاهم لإنشاء المركز التجاري التايلندي في البحرين، كما قام رئيس الوزراء التايلندي الأسبق السيد سواريود تشولانوت بزيارة للبحرين في الفترة من ١٠-١٢ ديسمبر ٢٠٠٧، فضلا عن العديد من الزيارات المتبادلة لوزراء ورجال أعمال من البلدين تم خلالها التأكيد على سبل تطوير العلاقات الثنائية وتنميتها في المجالات كافة.

وإذا استعرضنا العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد الاقتصادي، فإن حجم التجارة البحرينية مع مملكة تايلند خلال عام ٢٠١١ بلغ نحو ٣٥٠,٨ مليون دينار، وقد بلغت قيمة الواردات من تايلند خلال عام ٢٠١١ حوالي ١٨,٦ مليون دينار، وتعد مملكة تايلند هي الشريك التجاري رقم ١٨ لمملكة البحرين وتشكل تجارتها مع البحرين ٢,١% بالنسبة لواردات مملكة البحرين من العالم البالغة ٣,٩ مليارات دولار. وهناك توجه الى زيادة وتيرة التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي ورفع الميزان التجاري بينهما.

أما قيمة الصادرات البحرينية إلى تايلند «شامل إعادة التصدير» خلال عام ٢٠١١ فوصلت إلى ٣٣٢,٢ مليون دينار، وتمثل تايلند الشريك التجاري رقم ٢٢ للمملكة، وتشكل تجارتها مع البحرين ٠,٨% بالنسبة لصادرات مملكة البحرين إلى العالم البالغة ١,٥ مليار دينار بحريني.

وترتبط مملكة البحرين ومملكة تايلاند بمجموعة من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم، منها مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة البحرين ومجلس الأعمال التايلندي لإنشاء مخزون احتياطي من الأغذية التايلندية ومركز للتوزيع في البحرين والتي وقعت في البحرين في ٣١ مارس ٢٠١٠، ومذكرة تفاهم بين الغرفة ومجلس الأعمال التايلندي لإنشاء مجلس الأعمال البحريني التايلندي المشرك، والتي وقعت في البحرين في ٣١ مارس ٢٠١٠.

وهناك كذلك الاتفاقية الفنية المشتركة بين شركة نفط البحرين الوطنية «بابكو» وشركة النفط التابعة لحكومة مملكة تايلاند «بي تي تي بي» والتي تهدف إلى تحديد البرامج الاستكشافية المستقبلية لبابكو في البحرين، واتفاقية أخرى في مجال النقل الجوى والمبنية على سياسة الأجواء المفتوحة، تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في مارس ٢٠٠٥، إضافة إلى اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب بالنسبة للضرائب على الدخل الموقعة بين البلدين في ديسمبر ٢٠٠٣.

وعلى صعيد السياحة، فقد زار تايلاند خلال العام ٢٠١١ نحو ٢١,٠٩٣بحريني، كما يوجد في المملكة حوالي ٦,٦١٢عاملا تايلانديا، فضلا عن ٦ وكالات تايلندية تعمل في البحرين، وهناك ١٠ شركات بها مساهمين تايلنديين، كما يوجد فرع واحد لشركة تايلندية مسجلة في البحرين تعمل في مجال التنقيب عن النفط.

إن زيارة رئيسة وزراء مملكة تايلند لمملكة البحرين، تفتح آفاقًا جديدة للمستقبل أكثر تميزا في علاقات الصداقة بين البلدين، ومن شأنها الدفع باتجاه المزيد من التعاون بينهما، ووضع الآليات التي تكفل تسريع وتيرة هذا التعاون، وتعظيم مكاسب الجانبين لتحقيق التطلعات المشتركة في مزيد من النمو والرخاء.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة