الوليد بن طلال
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢
أحمد عبدالله
كلما ورد خبر يتعلق بأصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال عادت بي الذاكرة إلى عام ١٩٩٧. حينها هبطت أسهم شركة أبل إلى أقل من ٤ دولارات وهو أدنى مستوى لها. قررت جهتان الاستثمار في الشركة بعد عودة مؤسسها ستيف جوبز إليها: مايكروسوفت بمائة وخمسين مليون دولار والوليد بن طلال الذي اشترى ٥% من أسهم الشركة لحصافة في التفكير المستقبلي. ومنذ ذلك الحين ارتفعت أسهمها ليصل سعر السهم إلى ٦٠٠ دولار.
ولربما كان لمايكروسوفت أهداف أخرى. كانت أبل هي منافستها الأولى وإن تلاشت من السوق فستتركز الأنظار على مايكروسوفت. حينها كانت ستصبح الشركة محتكراً للسوق ولربما ألزمتها القوانين الأمريكية التقسيم لانعدام المنافسة.
وعودة الى قرار الأمير الوليد اختيار البحرين مقراً لمجموعة روتانا ولقناة العرب الإخبارية فقد أكد أن القرار قد اتخذ لاعتبارات اقتصادية بحتة وبعد مقارنات عديدة مع دول عربية أخرى، أعطيت الأفضلية للبحرين.
يأتي القرار في وقت تجتاز فيه البحرين إحدى أصعب مراحلها ويوضع كل شيء بها محل اختبار: الاقتصاد كما السياسة وجاذبيتها الاستثمارية كما أجواء الحريات بها. على أن «ضربة لا تقتلك، تقويك!» ومنذ تفجر الأحداث بالبحرين قبل سنة ونصف، وهي بحاجة الى جهد كل ذي حصافة ورؤية لأن يقول فيها وعنها كلمة حق، وأن يرى فيها الدائم ويتجاوز المؤقت، ويعتني بالجوهري بها ويتجاهل العرضي.
لقد أدرك بحرينيون كثر أنهم إنما «أُتِيوا» من الإعلام وبالإعلام. وعلى عكس مجريات سابقة حين كان الإعلام عاكساً لأمور وتطورات وأحداث، اكتشف كثيرون، أن للإعلام دوراً ذاتيا مؤثراً فيكاد أن تؤخذ أنباؤه على أنها حقيقة، وعلى الأقل ليوم أو ليومين والسابق فيها بنشر خبر يستحوذ على اهتمام الناس محلياً ودولياً ويستولي على الساحة.
ولذلك فأي توسيع لمجالات الإعلام سيعطي البحرين أفضلية وسيبدد صورا خاطئة عنها.
أدت الأحداث الأخيرة بأناس عاديين كما مسؤولين كبار الى إدراك ذلك والوعي بأن عدداً كبيراً من معارك الشهور الماضية قد خيضت بالفضائيات والمدونات ومواقع الإنترنت. أدرك كثيرون أنه لا بد من شحذ مهارات، وتعلّم أخرى جديدة إن تطلب الأمر. وانطلاق محطة إخبارية بمستوى عالمي ذات علاقات مع جهات مثل نيوزكورب وبلومبيرغ، سيتيح فرصاً إعلامية هائلة ليتملك إعلاميو البحرين خبرات وأن يحسّنوا استخدام أسلحة ضرورية لخوض معارك المستقبل، والطريق في أوله.
وعرْض الأمير الاستثمار بالبحرين في هذا التوقيت مهم للطرفين، وهو يفتح فرصاً أمام البحرينيين، ويبث صورة عن أن البحرين لا تزال جاذبة للاستثمار من منظور اقتصادي بحت. وستتأكد صورتها كبلد به قدر من الحريات يستجيب لشروط استقلال تتطلبه أي مؤسسة إعلامية تنشد المصداقية والجودة. وهو ما أكده الوليد بن طلال، ونبّه إلى أنه حتى البي بي سي تتلقى دعماً حكومياً. والمنامة تضمن له الاستقلالية المنشودة. وإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى. والأيام حبالى.
.