متى احترمتم إرادة الشعب أو سيادة الوطن؟!
 تاريخ النشر : الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢
السيد زهره
قبل كل شيء، لا شك ان من حق أي قوة أو أي احد من حيث المبدأ ان يكون له رأي في مسألة الاتحاد بين البحرين والسعودية والاتحاد الخليجي العربي عامة. من حق أي احد مثلا ان تكون له تحفظات على الاتحاد ان كان يرى صادقا ان هناك ما يبرر تحفظه من وجهة نظر المصلحة الوطنية العامة كما يراها أو يفهمها.
لكن هذا شيء، وما فعلته الجماعات الطائفية في البحرين شيء آخر.
هذه الجماعات كما نعلم جن جنونها بمجرد إعلان احتمال قيام اتحاد بين البحرين والسعودية، واثارت ضجيجا لا أول له ولا آخر حول رفضها المطلق لقيام الاتحاد .
الشيء العجيب والمستفز حقا ان هذه الجماعات في معرض تبريرها لرفض الاتحاد بررت ذلك بأمرين: انه يجب من وجهة نظرهم احترام إرادة الشعب ورفض الإقدام على أي خطوة اتحادية مع السعودية من دون استطلاع هذه الإرادة. والزعم ان هذا الاتحاد ينال من السيادة الوطنية ومن استقلال البحرين.
طبعا, الكل يعلم حقيقة الأسباب التي تدعو هذه القوى الطائفية إلى رفض الاتحاد، وهي أسباب لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذه المبررات التي يقدمونها.
الأمر المستفز هنا هو أن يتحدث هؤلاء بالذات عن إرادة الشعب أو عن السيادة الوطنية.
السؤال الذي يجب أن يوجه إليهم هو: متى احترمتم ارادة الشعب؟.. متى احترمتم سيادة الوطن حتى تتحدثون عنها الآن؟
نعم .. متى احترمتم إرادة شعب البحرين؟
أردتم اغتصاب إرادة الشعب. نصَّبتم أنفسكم متحدثين باسم الشعب، وزعمتم زورا وبهتانا ان مشروعكم الطائفي يعبر عن الشعب. هذا في حين ان الشعب منكم بريء ومن مشروعكم الطائفي. انتم لا تعبرون الا عن أنفسكم وعن أجندتكم الطائفية المدمرة، وتريدون فرضها على الشعب.
وانتم رفضتم كل مبادرات الحوار الوطني الرامية إلى إخراج البلاد من الأزمة والى التوافق حول خطوات إصلاحية تدفع البلاد الى الأمام. لماذا؟.. لأنكم لا تعترفون بالآخر، ولا تعترفون بإرادة أي قوى شعبية أخرى غيركم، ولا تعترفون بان من حق الشعب عامة ان تكون له إرادة غير ارادتكم الطائفية.
وانتم اغرقتم البلاد في العنف والتخريب والترويع وتهددون المجتمع بمزيد من العنف ومزيد من الخراب وبالاستمرار في تدمير اقتصاد الوطن وشل عملية التنمية. لماذا؟.. لأنكم تتوهمون ان بمقدوركم عن هذا الطريق إرهاب المجتمع وفرض إرادتكم عليه بالقسر والإكراه، ولأنكم تتصورون ان من الممكن ان تجبروا المجتمع كله على التخلي عن إرادته والرضوخ لكم.
عن أي إرادة شعبية إذن تتحدثون أو تزعمون انكم حريصون عليها؟
أمّا تذرعكم بالحرص على السيادة الوطنية تبريرا لرفضكم للاتحاد، فهي مهزلة كبرى ومن المضحكات المبكيات .
ألستم انتم الذين ظللتم لسنوات طويلة زوارا دائمين للسفارة الأمريكية تنقلون إليها إسرار الدولة وتحرضون الإدارة الأمريكية على التدخل السافر في شئون الوطن الداخلية وانتهاك سيادته؟.. ألستم انتم الذين وضعتم للسفارة خرائط طريق للتدخل في شئون البحرين ولممارسة الضغوط على النظام الوطني في دعوة صريحة لانتهاك ابسط مبادئ وأسس السيادة الوطنية؟
ألستم انتم الذين لا تكفون يوما عن تحريض القوى الأجنبية سواء كانت دولا او منظمات على التدخل السافر في شئون البحرين، وتطلبون من هذه القوى انتهاك السيادة الوطنية فقط لأن في هذا دعم لمشروعكم الطائفي؟
وماذا يمكن ان تقولوا عن هذا؟
في الأيام الماضية، وفي غمرة جنون إيران ورعبها بعد إعلان دخول الاتحاد الخليجي العربي حيز التنفيذ وقرب قيامه، أطلق المسئولون الإيرانيون التهديدات ضد البحرين، وأعادوا مزاعمهم العدوانية القبيحة التي تشكك في سيادة البحرين واستقلالها وعروبتها.
نسألكم.
لماذا لم تصدر عنكم ولو كلمة واحدة تدين او حتى تنتقد هذا العدوان السياسي الإيراني السافر على استقلال البحرين والتشكيك في عروبتها واستقلالها؟
لماذا لم تقولوا كلمة واحدة دفاعا عن سيادة البحرين واستقلالها؟
هل بالنسبة لكم، ستكون سيادة البحرين مهددة فقط إذا اتحدت مع السعودية، لكنها ليست مهددة بالتهديدات العدوانية الإيرانية السافرة؟
هل بالنسبة لكم سيادة البحرين ستكون مهددة بالعروبة وبالاتحاد مع دول وشعوب عربية شقيقة، لكنها ليست مهددة من العنصرية الفارسية الاستعمارية القبيحة؟
عفوا.. عفوا.
انتم آخر من يحق له الحديث عن إرادة الشعب، وآخر من يحق له الحديث عن سيادة البحرين.
أنتم بمواقفكم هذه أثبتم انكم أكبر خطر يتهدد الشعب ويتهدد سيادة البحرين واستقلالها وعروبتها.
أنتم بمواقفكم هذه من قضية الاتحاد دخلتم التاريخ بالفعل من أوسع أبواب العار.
.
مقالات أخرى...
- في مواجهة الخطر الإيراني - (20 مايو 2012)
- إيران والاتحاد: الجنون والرعب - (19 مايو 2012)
- الخائفون من الاتحاد الخليجي العربي - (16 مايو 2012)
- الدولة المدنية المؤجلة - (14 مايو 2012)
- رئيس مصر من يجب ان يكون؟ - (13 مايو 2012)
- عن المناظرة الأولى - (12 مايو 2012)
- على الأقل.. احترموا عقول الناس وذكاءهم - (7 مايو 2012)
- رؤية غربية منصفة للبحرين - (6 مايو 2012)
- لصوص الثورات العربية: أمريكا - (5 مايو 2012)