الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٩ - الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


مذلّة علاوة الغلاء ما هذا الهراء؟!





الصورة المؤلمة للرجل المسنّ الذي كان ينتظر دوره في تحديث بيانات الغلاء، والتي نشرتها إحدى الصحف يوم أمس، وتمّ تداولها بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمر لا يمكن السكوت عنه.

كيف تقبل الدولة على نفسها أن يهان كبار السنّ بهذه الطريقة، فيما سمّي «تحديث بيانات الغلاء»؟!

بإمكاني أن أسمّيه قلّة توقير واحترام لكبار السنّ، والجهة المعنيّة تصرّ على هذا الإجراء التعسّفي في صرف علاوة لن أقول عنها «تافهة»، مقابل ما يقدّم لمواطني الدول الأخرى من زيادات وعلاوات وتقدير.

لن أصبّ جامّ غضبي على الوزارة المعنيّة، لأنّ الخطأ تتحملّه الدولة بأسرها، وهاهي تقدّم نماذج سيّئة في إعطاء الحقوق للمتقاعدين وكبار السنّ وأصحاب الرواتب المتدنيّة.

زيادات وعلاوات يستحي المرء من ذكرها، نرى الدولة تقدّم خطوة واحدة لتنفيذها وتؤخّر عشر خطوات!

النّاس تطالب بزيادات حقيقية، يضطر مجلس النوّاب إلى تقديمها بنسبة بسيطة حتى تقبلها الحكومة. ترفع إلى الشورى، فيطالب بتقليصها، ثمّ تصل إلى الحكومة وترفضها، ثمّ تحوّر إلى علاوة غلاء لا تسمن ولا تغني من جوع، يُستثنى منها عشرات الآلاف من المواطنين، وها نحن نشاهد الإمعان في مذلّة من تصرف له، حيث يضطرّ كبار السن إلى الذهاب ولو كانوا على سرير الموت، لم يخرجهم سوى العوز والحاجة، ومع ذلك يُطلب منهم تجديد بياناتهم، ما هذا الهراء؟!

منذ مدّة والجميع يكتب وما من أحد يسمع، كيف نقبل على أنفسنا أن يهان كبار السن والمتقاعدون بهذه الصورة؟! يُحرمون من الزيادات وتعقّد عليهم إجراءات تسلم العلاوات، وكأنّنا في لحظة؛ نسينا أنّ البحرين قامت على أكتافهم، ومن يفقد الخير في (شيبانه) فلا خير فيه.

صورة الرّجل (السبعيني) أو (الثمانيني) الجالس على الأرض، وهو ينتظر دوره في تجديد بياناته كما تلزمه بذلك الوزارة المعنية، نشّفت حبر القلم، وأضاعت بوصلة المفردات!

لا يمكن القبول بأن يكون هذا حالنا مع كل زيادة أو علاوة، حيث يتمّ تقليصها و«تنشيفها»، حتى تصل إلى المواطن (بطلعة الروح)، وفوق ذلك تجدها مصابة بالمجاعة!

لا نريد زيادات يطلبها النوّاب، نريدها من الدولة عن طيب نفس وخاطر، فالتوزيع العادل للثروة حقّ لا يقبل المساومة، ولا يمكن أن تكون السيارات والخيول والطائرات أكثر أهمية من المواطن المطحون، الذي يشاهد مئات الملايين وهي تتطاير على مشاريع خاسرة وفاشلة، بينما يعاني مذلّة الحصول على علاوة قدرها خمسون دينارا!!

سؤال على الطاير: هل تشاهدون أو تسمعون ما يحدث في الدول الجارة؟! زادهم الله من خيره.

برودكاست: بابكو قدّمت ٦,٥ ملايين دينار منذ ٢٠٠٣ دعما لكل من: أندية الروتاري، الإرسالية الأمريكية، برتش كونسل، الفورمولا، بعثة ولي العهد! المؤسسات نفسها تقريباً تمّ دعمها في ٢٠٠٩ و٢٠١٠ و.٢٠١٢

آخر الكلام: بدون تعليق!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة