على الدولة أن تبادر.. حتى لا تخسر
 تاريخ النشر : الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
آخر الأسبوع تتجمّع بقايا الأمطار في الذاكرة، فأوجاعنا لا تنتهي، وآلام الوطن مستمرة.
مواصلة لحديث أمس، والذي اعتبره البعض مؤلماً مبكيا، واعتبره آخرون حقيقة يجب أن تُسمع، أبدأ بما ختمنا به مصارحة الأمس.
على الدولة أن تنسى مبادرات المجلس النيابي، وعليها أن تُصلح علاقتها بالمواطنين عبر توزيع عادل لثروة الوطن.
دول خليجية قريبة تنثر الخير على مواطنيها من دون انتظار لمطالبات أحد، بينما عندنا على المواطن أن يتابع مسلسلاً مكسيكساً مملاًّ ينتهي بحرق أعصابه، وفي الأخير «يخرج من المولد بلا حمّص»!
لتبادر الدولة بقرارات شجاعة وجريئة وفورية، ترفع بها من قدر المواطن، وتحقّق له حياة رغيدة توقف الاستنزاف الذي يواجهه في صراع لا يتوقّف مع تكاليف الحياة.
لعبة القط والفأر بين مقترحات متطايرة بين المجلس النيابي ومجلس الشورى من جهة، والحكومة من جهة أخرى، أصبحت لعبة مملّة، بات الجميع يعرف نتائجها مسبقا!
كم هو جميل أن تشكّل الحكومة فريق عمل لإقرار وتنفيذ رزمة قوانين متعلّقة بزيادة الرواتب لجميع الفئات، تضمن تنفيذ تلك الحقوق لجميع المواطنين، من دون إبطاء ولا تعقيد ولا رفض!
وفي سياق المبادرات، أنتقل الى قضية أخرى وهي قضيّة مناقشة ملف البحرين الحقوقي في جنيف.
أغلب ملاحظات الدول التي سمعناها وقرأناها، هي نقاط قديمة ومكرّرة، أنهت البحرين التزاماتها بشأنها أو كادت، ومع ذلك مازالت بعض الدول تصرّ على ترديدها مثل «الببغاوات» تجاه البحرين! فهل هذا تقصير من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني في توصيل الحقائق كاملة الى تلك الدول، أم ماذا بالضّبط؟!
يبدو أنّ ضعف خطابنا الإعلامي والخارجي الموجّه والمركّز مازال يعاني، وفي ظنّي علينا محاسبة سفرائنا في تلك الدول، والتأكّد من حقيقة جهودهم الدبلوماسية، وهل أدّوا ما عليهم من واجبات أم لا؟!
إذا كان سفراؤنا وقنصلياتنا الدبلوماسية الموجودون في تلك الدول، لم يقوموا بالدّور المنوط بهم في تبيان حقيقة أحداث البحرين، وشرح ما حقّقته الدولة خلال عام من جهود تسبّبت حتى في غضب الدّاخل بسبب ما قدّمته من تنازلات، فعلى وزارة الخارجية أن تعيد النّظر في حساباتها كثيرا!
برودكاست: أثناء زيارته لجامعة البحرين يوم أمس وفي معرض ردّه على أحد الأسئلة قال السفير: نحن نريد الأمن في فلسطين ونريد دولة فلسطينية مستقلة، ولكن مع وجود (اسرائيل)!! وتلك الإرادة الأمريكية ويجب أن تتعايشوا معها!!
فردّ عليه أحد الطلبة: نعلم أنّ أمريكا لن تغيّر سياستها بسبب رأي طالب بحريني، ولسنا مهتمين بذلك، ولكن كما أوصلت صوتهم بأنّ وجود (اسرائيل) ضرورة يجب التعايش معها، فأوصل اليهم أننا مع الشّعب الفلسطيني ولن نتخلّى عنه، وأنّ (اسرائيل) إلى فناء، والإرادة الأمريكية لا تلزمنا!!
آخر السّطر: مع عميق شكرنا للطالب الأصيل «قيس محمد البواب»، نوجّه سؤالنا الى إدارة الجامعة: ما حكاية اللقاءات المتكرّرة للسفير الأمريكي ومسئولي السفارة مع طلبة الجامعة؟!
أما يكفي تلويث أمريكا لأجواء أمّتنا، حتى تلوّثوا بهم عقول أبنائنا وبناتنا؟!
.
مقالات أخرى...
- مذلّة علاوة الغلاء ما هذا الهراء؟! - (23 مايو 2012)
- فريقان.. - (22 مايو 2012)
- هذه مصر.. لمن لا يعرفها! - (21 مايو 2012)
- أقسمتُ أن يَفنى الأسد.. - (20 مايو 2012)
- الفاضحة.. - (17 مايو 2012)
- من يعوق استقلال السلالطة القضائية؟! - (16 مايو 2012)
- اتّحاد دول الخليج العربي - (15 مايو 2012)
- الانهيار الأمريكي البشع! - (14 مايو 2012)
- أعيت من يداويها! - (13 مايو 2012)