العلوم الإنسانية٢٠ لكلية آداب البحرين: آفاقٌ جديدةٌ وطموحاتٌ كبيرة
 تاريخ النشر : السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
بقلم: فيصل عبدالحسن
حمل العدد الـ٢٠ من مجلة العلوم الإنسانية لكلية الآداب بجامعة البحرين كل جديد، والمهم في كل هذا التجديد الذي رافق هذا العدد من حيث التبويب والمادة المنشورة، وليس بعيداً عن هذا الرفد الجديد للمادة الثقافية، ما نوهت به د.هيا بنت علي النعيمي رئيس التحرير، وعميدة كلية الآداب في افتتاحيتها للعدد الجديد، فقد أجملت فيها خطة سنوية وافية للمجلة الدورية، بنيت على أسس علمية، ودراسات ميدانية لما تحتاج إليه مجلة مثل العلوم الإنسانية لتطوير عملها، والأخذ بيد قارئيها العادي والأكاديمي.
فهي مجلة يقف أمامها الباحث الأكاديمي موقف المشيد بها كونها مجلة محكمة، ويتناولها القارئ العادي كونها قريبة من اهتماماته في موضوعاتها، وسهلة المنال من حيث لغتها وجدة مباحثها بالرغم مما عُرف عن كليات الآداب من بحوث قديمة، ودراسات لا علاقة لها بما يعيشه الأدب أو تتبناه ثقافة اليوم من تغيرات سريعة، وهموم متجددة، وقد جاء في كلمة د. النعيمي، مجملة أهداف المجلة، التي حددتها النعيمي بدقة، وعلمية إذ كتبت: »ان مجلة العلوم الإنسانية تمثل لسان الجامعة الناطق بها في ميادين العلم والمعرفة والثقافة، وكذلك هي المرآة العاكسة للمجتمع الذي توجد فيه«، وقالت عن ماهية خطها التحريري »إنها مجلة تقول وليس لها فيما تقول إلا ابتغاء الحقيقة.. بعيدا عن التعصب، وإعلاء العقل.. بعيداً عن الخرافة ودحر الظلمات.. في وقت أحوج ما تكون فيه المجتمعات إلى أنوار المعرفة«. وقالت مدافعة عن اختيارات مواد كل عدد جديد: »فهي في نشرها لموادها لا تتحزب لفكرة ضد فكرة ولا لميدان علمي ضد ميدان، ولا لشخص ضد شخص، ولكنها تتحزب لكل الأفكار، ولكل ميادين العلم، ولكل الأشخاص«.
وكتبت حول تطوير أبواب المجلة لتواكب كل جديد »كما غيرت المجلة من غلافها وأسلوب نشر المواد وتبويبها، وهذه كلها علامات دالة على رغبتها في تجديد دمائها وتسع الحياة والحيوية فيها. وهي أيضاً دعوة لقرائها وكتابها من الباحثين الأفاضل لمواكبة التطور الحاصل فيها والتقدم الذي تسعى إليه«. وللعدد الجديد بحق آفاق جديدة وطموحات كبيرة.
وجاء في محور الأبحاث »سلطة الفقهاء على الشعر الأندلسي في عصر المرابطين« بقلم د. عيسى الوادعي وينهل هذا البحث من تتبع تأثير الفقهاء في دولة المرابطين ٤٨٤-٥٤١ هجرية في الشعر والشعراء من خلال استقراء الشعر الأندلسي، معتمدا على ثلاثة شعراء من تلك الفترة هم الأعمى التطيلي، وابن خفاجة، وابن قزمان، والمعروف أن المرابطين اهتموا بالجانب العقدي في الدين الإسلامي مما اضعف الشعر، فالشعر والعقيدة الدينية في حالة تضاد، وكلما ضعف الجانب العقدي في المجتمع، وصار الدين مجرد أداة للسلطة قوي الشعر فيها، وهذا ما حصل بعد نزول الدعوة الإسلامية على صدر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إذ ضعف الشعر فترة نصف قرن تقريبا بعد نزول القرآن الكريم بسبب اهتمام الناس بالجانب العقدي في الدين وانشغالهم بالجهاد وقد ترك الكثير من الشعراء في تلك الفترة قول الشعر لأنهم وجدوا أن ما قاله القرآن الكريم أكثر بلاغة وأكثر جمالا من أي شعر يمكن أن يقولوه، وبالرغم من أن الاسلام استخدم أول مرة في التاريخ الشعر كوسيلة تحريض أيديولوجي ضد الكفار والمكذبين بالرسالة السماوية، فان الشعر لم يزدهر خلال فجر الدعوة الإسلامية، مدة نصف قرن، ولم ينهض الشعر مجددا إلا بعد أن تحول الدين إلى وسيلة الحاكم للحكم، كما حدث في العهدين الأموي والعباسي، والباحثون عللوا تأخر الشعر في عهد المرابطين بعدم معرفة أمراء المرابطين للغة العربية، بينما أولى الباحث عنايته لأمر آخر هو تسلط الفقهاء وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة في الحياة، مما أخاف الشعراء وحدَّ من إبداعهم، وإصابة الباحث تقترب من الصحة في مفهومها السببي الشخصي، ولكن السبب الفكري الحقيقي كما أزعم هو اهتمام المرابطين بالعقيدة الإسلامية، وجعلها مادة للحكم، وليست مجرد أداة لحكم الناس بالباطل، فعهد المرابطين في وجه من وجوهه محاولة للعودة إلى عهد الرسالة الأولى، وعهد الخلفاء الراشدين مما أضعف الشعر وحد من دور الشعراء في المجتمع المرابطي.
وجاء بحث »كندة الأصل والمستقر: معطيات من النقوش والآثار« بقلم د. عبدالله كرامة التميمي، وقد حاول التميمي أن يحدد موقع قبيلة كندة في منطقة »قرية الفاو« إلى الشمال الشرقي من نجران جنوب المملكة العربية السعودية، مصححا ما جاء في التأريخ، الذي أشار إلى أن موقعها هي منطقة حضرموت، والحقيقة أنهم نزحوا إلى حضرموت بعد هزيمتهم، وتآخوا في السكن مع الحضارمة الأصليين، وفي محور دراسات في الجغرافيا نقرأ »النفط الخام في دول إقليم الخليج العربي بين التصدير والتصنيع- تحليل جغرافي« بقلم: د. نظام بن عبدالكريم الشافعي وبحث بعنوان »تملك الأرض ومشكلة الديون وأثرهما في التحول في الأراضي في فلسطين العثمانية« للباحث د. زهير غنايم عبداللطيف ونقرأ بحث د.صبري محمد التوم »التحليل الجيومورفولوجي للخصائص الموفومترية للجزء الأعلى من حوض وادي الرميمين وحوض نهر تكالا« ونقرأ »العلاقة بين درجات حرارة فلسطين وذبذبة الدورة الجوية في الأطلنطي الشمالي« للدكتور أحمد خليل القاضي.
ونقرأ في قراءات »دلالة النحو ونحو الدلالة: هل تدور اللغة على ذاتها؟« بقلم د. صابر الحباشة و»لماذا يستهوينا الرعب؟« بقلم د. موسى الحالول.
ـ مجلة العلوم الإنسانية العدد ٢٠ ـ مجلة دورية تصدر عن كلية الاداب - جامعة البحرين.ئ
.
مقالات أخرى...
- قضايا ثقافية الــوقـــــــــــــــت - (26 مايو 2012)
- الموتُ أقصرُ رحلةٍ للوأد مذكراتُ الحلم في (درسِ السعادة) للقاص محمد عبدالملك (٢- ٣) - (26 مايو 2012)
- قصة قصيرة تطهير الشرف (٢) - (26 مايو 2012)
- الأرضُ تحت الأنقاضِ مشاهدٌ روائيةٌ من غزو (١٨) - (26 مايو 2012)
- لآلئ متناثرة..من آلام البحرين - (26 مايو 2012)
- المؤذن يقرأ «خاتون والنسوة وما يشتهين» في مركز جدحفص الثقافي (١-٢) - (26 مايو 2012)
- طبعة جديدة من رواية رأس الحسين - (19 مايو 2012)
- المكانُ المَعذور - (19 مايو 2012)
- المؤذن يقرأ »خاتون والنسوة وما يشتهين« في مركز جدحفص الثقافي (١-٢) - (19 مايو 2012)