استهلاك المياه في البحرين ١ـ٢
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٢
زكريا خنجي
نسمع ونقرأ كثيرًا عن حرب المياه والمشاكل التي تصاحب شح المياه في العالم، ونرى صورًا لأطفال ونساء يجلسون ساعات طويلة أمام آبار مياه جافة لعلها تقطر أو ترشح بضع قطرات من مياه ليجمعوها قطرة قطرة حتى تتمكن الأسرة من شرب ولو كأس واحدة من الماء حتى إن كان ملوثًا بالأتربة والطين.
وقصص المياه كثيرة، وسمعنا مؤخرًا عن أن حرب القرن القادم ستكون حرب توفير المياه العذبة في الكثير من دول العالم، وربما هنا يحق لنا أن نتساءل: هل المياه شحيحة في العالم ؟ يأتينا الجواب بالنفي فالماء يمثل موردًا من أكثر الموارد انتشارًا فوق كوكبنا الأرضي، فبالإضافة إلى أنه يشكل غلافًا يحيط بالكرة الأرضية يعرف بالغلاف المائي (الهيدروسفير) الذي يشمل كل المياه الحرة الموجودة على سطح الأرض فإن الماء يغطي حوالي ٧٠% من مجموع مساحة الأرض، كما يغطي الجليد الموجود في أعالي الجبال وفي القارة القطبية الجنوبية وفي غرينلاندا وكذلك القطب الشمالي حوالي ١١% من مساحة الكرة الأرضية، فلا عجب إذًا أن يتساءل البعض عن امكانية إطلاق تعبير الكرة المائية على الأرض بدلاً من الكرة الأرضية. ويقدر حجم الماء من حول الكرة الأرضية بنحو ٢٩٦ مليون ميل مكعب، وإذا ما وزع هذا القدر بالتساوي على سطح الأرض لغطاها بسمك قرابة ٨٥٠٠ قدم.
ولكن كل هذه المياه تختبئ تحت عباءة المحيطات والبحار، إذ وجد أن المحيطات والبحار تشكل نحو ٩٧% من كمية الماء على سطح الكرة الأرضية وأما الباقي (٣%) فإنها مياه عذبة، والنسبة الكبيرة (٩٧%) من هذه المياه العذبة توجد على هيئة جليد في القطبين وفي أعالي الجبال، ولو ذاب هذا الجليد لارتفع سطح الماء في البحار والمحيطات بمعدل ٥١ قدمًا ولغمرت معظم المدن والأراضي الزراعية الساحلية والقريبة من السواحل، ومن الثلاثة بالمائة الباقية فإن ١% منها متوافر على سطح الأرض والباقي مياه جوفية دفين تحت سطح الأرض، ومن الصعب الحصول عليها بالإضافة إلى قرابة ٠,٠٠٠٠٥٣ من المياه متناثرة في الجو على هيئة بخار ماء.
إذًا يمكن القول إن المياه العذبة المتوافرة من أنهار ومطر وبحيرات عذبة وما إلى ذلك لا تشكل أكثر من ١% من كمية المياه المتاحة للبشر. ولكن جلت قدرته أن هذه الكمية يمكن أن تكفي البشر كلهم في جميع الأقطار لو كانت هناك عدالة في التوزيع ولكن المشكلة أن على الكرة الأرضية شعوبا تشرب حتى يفيض ماؤها ويذهب إلى البحر من غير حساب وشعوبا لا تجد الماء إلا لمامًا.
وفي دراسة حول الاستهلاك المنزلي اليومي للمياه العذبة في لندن تبين التالي:
١ـ الاستحمام بالبانيو يستهلك نحو ٨٠ ليترا.
٢ـ الاستحمام تحت الدش يستهلك قرابة ٣٥ ليترا.
٣ـ السيفون يستهلك ما يعادل ١٠ ليترات.
٤ـ ري الحديقة بطريقة الرش يستهلك نحو ١٠٢٠ ليترا في الساعة.
٥ـ غسالة الملابس تستهلك قرابة ٨٠ ليترا.
٦ـ غسالة الأواني تستهلك نحو ٣٥ ليترا.
٧ـ الشرب والطبخ يستهلكان نحو ١٠ ليترات.
طبعًا هذه الاحصائية لا يمكن اعتمادها بهذه الصورة لأن الموضوع يتوقف على أمور كثيرة، منها نوع الأجهزة المستخدمة وعدد الأفراد وعاداتهم وسلوكاتهم، إلا أن هذه الأرقام تعد مؤشرات لنوعية استهلاك المياه العذبة في واحدة من أكبر مدن العالم.
ترى ماذا يجري في واقعنا في البحرين ودول الخليج العربي؟ سنكتب عن هذا لاحقًا في الأسابيع القادمة.
.