إذا كان هناك الكثير ممن شاهدوا اللقاء النهائي لدوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة من صالة الحدث أو من خلف الشّاشة الفضية وخرجوا بانطباع أحادي اقتصر على إعجابهم بالمستوى الفني الذي تبارى النصر والمحرّق معا على تقديمه فإنّ هناك القلة القليلة التي رأت في المواجهة البطولية دروسا ينبغي أن يستفاد وتأخذ منها العبرة ويأتي ضمن هؤلاء المحاضر الدولي والمستشار الفني لاتحاد الطائرة جعفر نصيب الذي رأى أنّ النهائي المعني قد احتوى على سبع لوحات تطرّق إلى تفاصيلها في الأسطر البالية.

البطل الحقيقي

وصف نصيب الجمهور الذي ملأ أغلب مقاعد صالة اتحاد الكرة الطائرة بمدينة عيسى الرياضية بأنه البطل الحقيقي للنهائي رغم بعد صالة اللعب عن المناطق التي يقطنها جمهور الناديين إلا أنّ الجماهير أصرّت على التواجد لثقتها في الفريقين المتقابلين بأنهما لن يخذلاها حيث بدا الحضور وكأنهم من المعرّفين للعبة حسب قوله خاصة جمهور المحرّق وأسلوبه المعهود في التشجيع لكلا الفريقين وخاصة الهتافات التي بدأها بالمناداة على اللاعبين بأسمائهم الخاصة إذا ما وضع بعين الاعتبار بأنّ الكثافة الجماهيرية التي سجّلت حضورها في تلك المباراة هي الأولى من نوعها خلال المنافسات المحلية باستثناء بطولة الألعاب الخليجية التي استضافتها المملكة في وقت سابق.

الأداء الرّائع

أبدى المحاضر الدولي نصيب سعادته للمستوى الرّائع الذي قدمه لاعبو الفريقين وأنّ ما يحسب للاعبين هنا أنهم لم يتأثروا بحساسيّة المقابلة وهذا مردّه إلى تأهل الفريقين معا للتواجد في بطولة الأندية الخليجية القادمة والمقرّر أن تستضيفها الإمارات العربية المتحدة خلال شهر مارس القادم ٢٠١٣ وعطفا على ما قدمه اللاعبون من لوحات فنية تخللها بعض ألعاب الحماسة كل ذلك قد فرض على الجمهور الحاضر التفاعل لافتا إلى حكمة اتحاد اللعبة ممثلة في أمين سره فراس الحلواجي عضو اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجية للكرة الطائرة الذي قدّم اقتراحا يقضي بأن يكون عدد الأندية ثمانية وقد لاقى اقتراحه قبول وإعجاب الأعضاء على حدّ قول نصيب.

روح قتالية

ولفت نصيب الانتباه إلى الروح القتالية والمعنوية العالية التي أدّى بها النصر المباراة متوّجا نفسه بلقب البطولة رغم أنّ صفوفه هي الوحيدة بمكان التي تفتقر إلى خدمات اللاعب المحترف قياسا ببقية الأندية إذ عكسوا روحهم العالية التي فرضت الإعجاب مما أثار استغراب المحرقاوية أنفسهم.

ثقة مسبقة

وقال نصيب أنه من ضمن أسباب الخسارة التي مني بها المحرّق دخول لاعبيه المباراة وهم واثقون من الفوز جراء امتلاكهم لمجموعة من اللاعبين الكبار وأصحاب الخبرة أمثال الكوبي بيدرو والجوكر فاضل عباس والحماسي إبراهيم نصيف ويرون في أنفسهم أنهم الأجدر بالفوز في ظل وجود هذه الأسماء وغيرها بيد أنهم اصطدموا بمعنويات عالية من قبل عناصر الفريق النصراوي بوجود المخضرم الكابتن رضا علي الذي شكّل تواجده ضمن الجهاز الفني لفريقه النصر أكبر مفاجأة للحضور بما فيهم المحرقاوية إذ منح تواجد المدرب النصراوي زادا معنويا كبيرا وهو ليس بالغريب عليهم وتجلّى ذلك من خلال الأداء الراقي الذي قدموه إذ أنّ الانتصار لا يأتي دائما بالألعاب الفردية ولكن بالألعاب المعنوية والتكتيكية وهذا ما أعطاه رضا للاعبيه وسببوا به إرباكا للاعبي المحرّق.

تحكيم في مستوى الحدث

وأشاد المحاضر الدولي بالحكمين الدوليين سامي سويد وراشد جابر وقال بأنّ مستوى التحكيم كان أكثر من رائع وفي درجة المباراة لافتا إلى التوفيق الذي صاحب رئيس لجنة الحكام محمد جاسم في اختياره لطاقم تحكيم المباراة الذي جمع بين العنصر الصاعد ممثلا في سويّد ووجه الخبرة ممثلا في راشد إذ قدما الثنائي لوحة تحكيمية رائعة برفقة مراقبي الخطوط أوصلوا المباراة من خلالها بحياديتهم إلى ساحل الأمان.

تحيّة خاصة

ووجّه المستشار الفني لاتحاد الطائرة تحيته للاعبي الفريقين لما أظهروه من روح عالية وتعاون مع طاقم التحكيم إذ انعكس هذا التعاون على مردود طاقم التحكيم وكم رأينا أكثر من لاعب يرفع يده للحكم مقرّا بالخطأ الذي ارتكبه وهذه الثقافة التي نسعى إلى نشرها في ملاعبنا الرياضية بصفة عامة وملاعب الكرة الطائرة على وجه التحديد.

نجاح اللجان

وفي ختام تصريحه أشاد المحاضر الدولي نصيب باتحاد اللعبة ممثلا في أعضائه ولجانه التي يرى فيها أنها وراء نجاح هذا التّجمع الرياضي في ظلّ نقل مقرّه السابق بصالة مركز الشباب بالجفير إلى صالة الاتحاد الحالية بمدينة عيسى الرياضية بالرفاع دون أن ننسى وجود الرعاية من قبل شركتي الخليج لصناعة البتروكيماويات ممثلة في مديرها المهندس عبد الرحمن جواهري وشركة شيفرون ممثلة في مديرها مجيد شفيع إذ أعطت هذه الرعاية رونقا للمباراة يتمنى من بقية الشركات والجهات الأخرى أن تحذو هذا الحذو لدعم الألعاب الرياضية المختلفة.

وأشاد نصيب بوسائل الإعلام على المختلفة المقروء منه والمرئي وتواجده المستمر في مثل هذه المنازلات الرياضية وهذا ما عوّدنا عليه دائما مبديا سعادته الغامرة بالروح الأخلاقية التي كان عليها جمهور المباراة وهذا ليس غريبا عليها ونتمناها أن تصرّ على الخطّ نفسه وما ذهاب لاعبي النصر لجمهور المحرق الذين بادلوهم التحية نفسها وكأنّ فريقهم هو نفسه الفائز بالمباراة إلا دليل على رقيّ هذه الجماهير وتحضرها حسب وصفه.