الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٩ - السبت ٢ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


دل بوسكي يحمل عبء «الانجاز التاريخي» على كاهله





نيقوسيا - أ ف ب: يدخل مدرب إسبانيا «الهادئ» فيسنتي دل بوسكي إلى نهائيات كأس أوروبا ٢٠١٢ وهو يحمل عبء انه يشرف على أفضل منتخب في العالم وعبء السعي لقيادة «لا فوريا روخا» إلى انجاز تاريخي لم يسبق لأي منتخب أن حققه في السابق. ويخوض دل بوسكي نهائيات بولندا وأوكرانيا وهو يبحث عن قيادة منتخب بلاده إلى إنجاز تاريخي جديد يضيفه إلى ذلك الذي سطره في يوليو ٢٠١٠ عندما أضاف لقب بطل العالم إلى اللقب القاري الذي أحرزه عام ٢٠٠٨.

ويسعى دل بوسكي إلى منح بلده انجازا لم يحققه أي منتخب في السابق وهو الاحتفاظ باللقب القاري، وقد أصبحت الانجازات متلازمة المسار مع «لا فوريا روخا» الذي تصدر تصنيف الفيفا للمرة الأولى في تاريخه عام ٢٠٠٨ ثم عادل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة (٣٥)، بينها ١٥ انتصاراً على التوالي (رقم قياسي). كما اصبحت إسبانيا بقيادة دل بوسكي صاحبة الرقم القياسي من حيث عدد الانتصارات مع المنتخب (٤٣ في ٥١ مباراة مقابل ٣٨ فوزاً مع سلفه لويس اراغونيس)، أول منتخب يتوج بلقب كأس العالم بعد خسارته المباراة الأولى في النهائيات، ونجح الرجل الهادئ الذي يعمل تحت الرادار ومن دون الضجة الإعلامية التي تحيط بالمدربين الآخرين، في أن يجعل منتخب بلاده ثاني بلد فقط يتوج باللقب الأوروبي ثم يضيف إليه اللقب العالمي بعد عامين، وكان سبقه إلى ذلك منتخب ألمانيا الغربية (كأس أوروبا ١٩٧٢ وكأس العالم ١٩٧٤).

من المؤكد أن دل بوسكي دخل تاريخ بلاده من الباب العريض بعدما قاد المنتخب الوطني إلى لقب بطل كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه وذلك اثر فوزه على نظيره الهولندي ١- صفر بعد التمديد في المباراة النهائية لمونديال جنوب إفريقيا ٢٠١٠. وارتقى دل بوسكي بامتياز إلى مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه بعد خلافة اراغونيس الذي قاد المنتخب إلى لقبه الأول منذ عام ١٩٦٤ بعدما توج بطلاً لكأس أوروبا عام ٢٠٠٨ على حساب نظيره الألماني (١- صفر)، وأصبح الرجل «الخالد» في أذهان شعب بأكمله. نجح رهان الاتحاد الإسباني على مدرب ريال مدريد السابق وتربع «لا فوريا روخا» على العرش العالمي وانضم إلى النادي الحصري للإبطال، رافعاً عدد المنتخبات التي حملت الكأس المرموقة إلى ثمانية. من المؤكد أن دل بوسكي يملك الأسلحة اللازمة التي تمكنه من تحقيق آمال الشعب الإسباني بالصعود إلى منصة التتويج لأن «لا فوريا روخا» يتميز بلعبه الجماعي الرائع والقدرات الفنية المذهلة للاعبيه، وهو يتحدث عن فلسفته قائلا: «إن كرة القدم رياضة جماعية بامتياز، لكنك تحتاج للفرديات أحياناً من أجل صنع الفارق واختراق الدفاعات. نحن نملك مهارات فردية متميزة في كل خطوطنا، بدءا بالحارس ومرورا بالوسط وانتهاء بالهجوم، إذ تضم صفوفنا لاعبين مهاريين بارزين». سيبقى دل بوسكي دائماً في الأذهان بأنه المدرب الذي نجح في فك عقدة بلد بأكمله في العرس الكروي العالمي ونجح في قيادة «لا فوريا روخا» إلى أبعد ما نجح فيه أي من المدربين الـ٤٩ الذين تناوبوا على رأس الهرم الفني للمنتخب الوطني. منذ أن تسلم مهامه مع المنتخب بعد كأس أوروبا مباشرة، نجح دل بوسكي في قيادة منتخب بلاده لمواصلة عروضه الرائعة ومسلسل نتائجه المميزة، ولم يلق أبطال أوروبا طعم الهزيمة بقيادته سوى ٦ مرات في ٥١ مباراة، الأولى على يد الولايات المتحدة في نصف نهائي كأس القارات عام ٢٠٠٩ عندما وضع منتخب «بلاد العم السام» حينها حداً لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند ١٥ على التوالي والحق به هزيمته الأولى منذ سقوطه أمام رومانيا صفر-١ في نوفمبر عام ٢٠٠٦، فحرمه من تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة، ليبقى شريكا للمنتخب البرازيلي في هذا الرقم (٣٥ مباراة من دون هزيمة)، علماً بأن الأخير سجله بين عامي ١٩٩٣ و١٩٩٦.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة