بوزنان - د ب أ: في مجموعة تضم المنتخب الإسباني بطل أوروبا والعالم ونظيره الإيطالي بطل كأس العالم ٢٠٠٦، يكون من السهل التغاضي عن ادعاءات المنتخبين الكرواتي والأيرلندي بشأن طموحات كل منهما في العبور بنجاح من هذه المجموعة إلى دور الثمانية في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو ٢٠١٢) المقامة حالياً ببولندا وأوكرانيا. وقد يكون مصير كل من الفريقين معلقاً بأيدي مدربيهما حيث تشهد المباراة بين المنتخبين الأيرلندي والكرواتي اليوم في مدينة بوزنان البولندية معركة ذات طابع خاص بين المدرب القدير جيوفاني تراباتوني (٧٣ عاماً) المدير الفني لأيرلندا والمدرب سلافين بيليتش (٤٣ عاما) المدير الفني لكرواتيا.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال بيليتش مبتسماً: «إن المنتخب الإسباني هو الأفضل في العالم ولكن المنتخب الكرواتي عليه أن يتقدم خطوتين ويفوز على أيرلندا ثم إيطاليا قبل مواجهة الماتادور الإسباني». وقال ايضا: «إذا تغلبنا على أيرلندا، ستكون لدينا فرصة جيدة ولكنهم يفكرون في الشيء نفسه... إنه فريق منظم للغاية وخاصة في الوقت الحالي بقيادة تراباتوني».

ولم يعد المنتخب الإيطالي يتسم بالصبغة الدفاعية البحتة تحت قيادة مديره الفني الحالي تشيزاري برانديللي ولكن الفريق: «يقدم حالياً كرة قدم رائعة ويجيد الاستحواذ على الكرة ويلعب بحدة وسرعة ويقدم أداء هجومياً قوياً إضافة إلى الدفاع بشكل جيد». وخرج المنتخب الكرواتي من يورو ٢٠٠٨ بالهزيمة أمام تركيا في دور الثمانية للبطولة بضربات الترجيح وذلك بعدما تقدم الفريق بهدف في الدقيقة ١١٩ واستقبلت شباكه هدف التعادل في الدقيقة ١٢٢.

وأوضح بيليتش: «لم نكن محظوظين، ولكننا نضجنا»، مشيراً إلى أن السنوات القليلة الماضية تؤكد أن المنتخب الكرواتي يقدم أفضل مبارياته أمام أفضل الفرق. وقال بيليتش: «نتميز بقوة ذهنية كبيرة، لدينا نفس الفريق ونفس الطاقم التدريبي.. في يورو ٢٠٠٨ بالنمسا وسويسرا، خضنا أربع مباريات ففزنا في ثلاث وتعادلنا في واحدة... نعلم ما يتعين علينا فعله لتكون لنا فرصة العبور من هذه المجموعة ونتمنى الوصول للنهائي».

ولكن بيليتش يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه بعدما حرمته الإصابات من لاعبيه البارزين ديجان لوفرين وإيفيكا أوليتش وإيفو إيليسيفيتش. ويعلق المنتخب الكرواتي بعض آماله على مهارات لوكا مودريتش نجم خط وسط توتنهام الإنجليزي. وقال موندريتش: «من الصعب الفوز على أيرلندا بقيادة تراباتوني... لن تسنح لنا الكثير من الفرص أمام هذا الفريق. أعرف العديد من لاعبي هذا الفريق عن طريق الدوري الإنجليزي». ويترك بيليتش تدريب المنتخب الكرواتي بعد انتهاء مشاركة الفريق في يورو ٢٠١٢ وذلك بعد ست سنوات قضاها معه. ولا يحتاج بيليتش إلى من يذكره بأنه يواجه مدربا يكبره بثلاثين عاما يمتلك خبرة هائلة.

وكان بيليتش لاعباً في الدوري الألماني (البوندسليغا) ضمن صفوف فريق كارلسروه عندما كان تراباتوني مديراً فنياً لبايرن ميونيخ. وأصبح تراباتوني واحدا من أنجح المدربين على مستوى الأندية عبر التاريخ كما نجح في تحقيق طفرة في أداء المنتخب الأيرلندي وحافظ على سجل الفريق خالياً من الهزائم على مدار ١٤ مباراة متتالية كما قاده إلى نهائيات كأس أوروبا للمرة الأولى منذ عام ١٩٨٨ علماً بأن الفريق فقدَ فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم ٢٠١٠ بسبب هدف مثير للجدل جاء من لمسة يد للمهاجم الفرنسي تييري هنري. ويبدو أن تراباتوني لم يفقد طاقته وحماسته تجاه كرة القدم حيث يأمل المدرب العجوز في التقدم مع المنتخب الأيرلندي بيورو ٢٠١٢ أكثر مما تقدم مع المنتخب الإيطالي في كأس العالم ٢٠٠٢ بكوريا الجنوبية واليابان عندما خرج فريقه من دور الثمانية للبطولة أمام كوريا الجنوبية أو في يورو ٢٠٠٤ عندما أخفق المنتخب الإيطالي في عبور الدور الأول.