بعد نشر مقال الماضي اتصل بي الأخ الفاضل عبدالله علي عبدالله رئيس قسم ترشيد المياه بهيئة الكهرباء والماء ودار بيننا حديث طويل وذو شجون، وأرسل لي مطوية رائعة أصدرها قسم ترشيد استهلاك المياه حول مدى الاستهلاك المنزلي للمياه في البحرين، سأحاول أن استعرض جزءا منها، ولكن قبل ذلك أتقدم بالشكر الجزيل للسيد عبدالله على هذه المبادرة.

تذكر المطوية التالي:

١- الاستحمام: خذ دشًا قصيرًا، أغلق الصنبور أثناء فرك جسمك بالصابون، ثم أعد فتحه لشطف الصابون، وبذلك تكون قد استهلكت ٣٠ لترًا من الماء، فإذا استغرق الدش ١٠ دقائق فإن الماء المستعمل يصل إلى ٨٠ لترا. أما إن استعملت البانيو فإنك تكون قد استهلكت ١١٠ لترات. بالمقارنة فإن الماء المهدور من الاستحمام بالبانيو يقدر بحوالي ٨٠ لترا.

٢- لغسل الوجه واليدين: إن استخدمنا مغسلة نصف مملوءة بالماء، فإن استهلاكنا يساوي ٢ لتر، أما إن تركنا الصنبور مفتوحًا مدة دقيقتين طوال فترة الغسل فإن الكمية المستهلكة تصل إلى ١٨ لتر ماء، وبالمقارنة فإن الماء المهدور في كلتا الحالتين يعادل حوالي ١٦ لترا.

٣- لفرك الأسنان والحلاقة: عند فرك أسنانك أو عند الحلاقة باستخدام كوب كبير من الماء فإنك تستهلك نصف لتر من الماء، أما بترك الصنبور مفتوحا فإن الكمية المستخدمة ترتفع إلى ٢٧ لترا في ٣ دقائق، وبالتالي إهدار ٢٦ لترا ونصف اللتر من الماء، وهذا يعني أن الماء المهدور حوالي ٢٦ لترا.

لو فكرنا بهذه الجزئية فقط فإننا لا نستغرب الكم الذي نستهلكه من الماء فحسب وإنما نذهل عن كميات المياه التي نهدرها من غير إدراك منا.

حسناً، دعونا نفكر كالتالي:

ماذا لو كان لدينا حنفية تسرب كل خمس ثوان نقطة ماء (حجمها ١ سم مكعب)، فكم كمية الماء المستنزفة من هذه الحنفية في اليوم؟

- وكم تقدر الكمية المستنزفة بالدنانير؟

علمًا أن:

- الليتر = ١٠٠٠ سم مكعب.

- ١٠٠٠ ليتر = ١ متر مكعب.

- ١ متر مكعب يكلف الدولة حوالي ٤٠٠ فلس.

هل يمكننا أن نقر بأننا نهدر كميات من الماء أكثر مما نستهلك؟ أرجو ذلك.