عالم
 تاريخ النشر : الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢
طفله الخليفة
يكاد أي متابع للأحداث ألا يصدق عينيه مما جرى ويجري في سوريا، لا يصدق عينيه ولا يصدق عقله، فهل يعقل أننا في عالم قطع شوطا طويلا لإقرار حقوق الانسان وعقد آلاف المؤتمرات على مدى عقود من السنين من المؤتمرات والمناقشات والاتفاقيات الدولية لمجرد حرمان إنسان من جنسيته أو التهاون في الحصول على حقه في العمل أو التعليم، فماذا يقول كل أولئك الخبراء والمنظرين والمحامين عن كل ما جرى ويجري في سوريا؟ ماذا يقولون عن ذبح شعب كامل أمام أسماعهم وأبصارهم وتدمير بلدان كاملة؟ ماذا يقولون عن حرب تشنها خمس دول بكل ما تمتلكه من أسلحة الدمار على شعب أعزل إلا من أسلحة خفيفة يحاول أن يدافع بها عن نفسه أمام آلة الحرب القاصفة التي يشنها كل من النظام السوري وروسيا وإيران والعراق ولبنان. وبالطبع فلن يعدموا الحيلة لتبرير موقفهم المتخاذل، ففي مجلس الأمن هناك الفيتو الروسي المدافع عن مصالحه، ولا تهمه حياة البشر أو إبادتهم، سواء كانوا مشاركين في الثورة أو أطفالا أبرياء في أسرتهم أو كبارا في السن لا حول لهم ولا طول، وطبعا، فإن العزيزة أمريكا لا ترى ولا تسمع، ولم نرَ منها إلا التصريحات الرنانة على مدى شهور طويلة، قتل فيها من قتل وعذب فيها من عذب. ويا من تتحدثون عن حقوق الإنسان: إن أحاديثكم كلها كذب في كذب في كذب.
.