الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠١ - الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


«بوسنر» في البحرين... الله يستر!





}} أول السطر:

هذه الأيام ينشغل بعض البحرينيين بتصفح ملحق المتفوقين في الجرائد المحلية من أجل التركيز على الصور الحلوة والتعليق على الصور الأخرى أكثر من كلام المتفوق وأمنياته وطموحاته ودعواته.. والمصيبة أن البعض يصنف المتفوقين بحسب الطائفة... وكل يغني على ليلاه.

}} «بوسنر» في البحرين:

لا أتفاءل مطلقا بزيارة أي مسئول أجنبي (بريطاني أو أمريكي) للبحرين، وخاصة إذا كان الزائر من الشخصيات التي مارست دورا سيئا في الأزمة والأحداث الماضية أمثال «مايكل بوسنر» مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، فالشعب المخلص يرفض زيارة أمثال «بوسنر» حتى وإن حظي باستقبال رسمي لزوم البروتوكول والعلاقات التاريخية، رغم أن الأيام أثبتت أن بريطانيا وأمريكا لا تهتمان بالتاريخ قدر اهتمامهما بالمستقبل وإن كان على حساب التاريخ ذاته.

كلما علمت بزيارة «بوسنر» وأشكاله للبحرين ترددت على لساني مقولة: «الله يستر...!!» ليقين ثابت في نفسي أن الحل البحريني الخالص لن يأتي إلا بمشاركة أبناء الوطن، وكلما لاحت في الأفق بوادر انفراجة وحلحلة طالعنا مسئول أجنبي بزيارة البلاد ليحاول فرض أجندة ومصالح بلاده في الحل البحريني الداخلي.

«بوسنر» وأقرانه حينما يأتون الى البلاد يمارسون دور الوصي الذي يعيش في عهد الاستعمار، ويقابل كل الأطراف والجماعات والجمعيات، وفي كل لقاء مع كل مجموعة لديهم خطاب وكلام يختلف عما يقولونه في لقائهم مع الجماعة الأخرى، والمصيبة أن الجميع يصدقهم ويؤمن بحسن نواياهم، رغم أن السياسة لا تؤمن بحسن النوايا.

في العام الماضي قبل بدء حوار التوافق الوطني كان «بوسنر» في البحرين، وعقد اجتماعات ولقاءات مع كل الأطراف، وقال ما قاله من كلام، بعضه تم نشره وبعضه لم ينشر، ولكنه حتما سيخرج ذات يوم كما خرجت وثائق ويكيليكس، وبالطبع فإن قلب «بوسنر» ليس على البحرين ومصلحتها، بقدر ما ان قلبه على مصالح أمريكا وأجندتها.

لعلي هنا أشير الى مقال سابق كتبه الأستاذ الفاضل سيد زهرة في «أخبار الخليج» عن زيارة «بوسنر» السابقة للبحرين حيث كتب سيد زهرة: ولعله من المهم هنا ان نلفت الأنظار إلى ان مايكل بوسنر هذا نفسه سبق له ان قدم شهادة مطولة امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي في ٥ مايو الماضي عن المواقف الامريكية من التحولات في العالم العربي في الوقت الحاضر. وفي الفقرات المتعلقة بالبحرين في شهادته، لم يقل بوسنر كلمة طيبة واحدة عن البحرين وحكومتها. كل ما جاء في شهادته لم يتعدّ انتقاد الاجراءات التي تتخذها الحكومة، والاعتقالات، واستهداف قادة الانقلاب.. إلى آخر تفاصيل هذا الموقف الامريكي، الذي يعكس كما قلت انحيازا وظلما للبحرين.

فيا سيد «بوسنر» ارحل عن البحرين وهذه بضاعتكم ردت إليكم... والبحرين ليست بحاجة اليك ولا الى أمثالك.

}} آخر السطر:

«شبعونا طراقات، وشبعناهم شتايم»... هذا المثل ينطبق على «علي سلمان» في تطاوله مؤخرا على القيادات البحرينية المخلصة بعد فشل المؤامرة الطائفية الخبيثة التي تم التصدي لها بكل حزم... وقديما قيل: «وش على الذيب من... النعجة»..!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة