الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٤ - الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ رجب ١٤٢٢ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


البحرين والقارة الإفريقية





رحم الله الفقيد الكبير الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود.. فقد كان رجلا من أعز الرجال في المنطقة، وكلنا ثقة بأن نهج وسياسة الأمير نايف ستستمر وسيتم تطويرها من أجل أمن واستقرار المنطقة تحقيقا لأهداف الإصلاح والنماء.

**البحرين والقارة الإفريقية:

ربما لا نعلم عن طبيعة ومستوى علاقات مملكة البحرين مع دول إفريقيا غير العربية إلا ما نقرأه من برقيات رسمية خلال المناسبات أو الكوارث، ولربما كان لبعض الجهود الخيرية والإنسانية في بعض الدول الافريقية دور جيد في التواصل مع تلك الدول، ولكنه يبقى دورا محدودا جدا ومقتصرا على جانب التبرعات والصدقات والأضاحي.

في الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة الخارجية هناك دول إفريقية عديدة لديها علاقات مع مملكة البحرين منذ عقود، وهناك سفارات لدول إفريقية في البحرين كثيرة، ولكن سفارات البحرين في دول إفريقيا نادرة جدا، ولعل هذا الأمر قد يرتبط بتوجه الدولة وسياستها، أو لعدم وجود الميزانية المناسبة لدى وزارة الخارجية لفتح مكاتب وقنصليات وسفارات، وبالتالي استمر الاعتماد على سفارات ومكاتب الدول الخليجية والعربية لتخليص المعاملات ومراجعة البحرينيين في دول إفريقيا لها، وهذا أمر لا بد أن يشمله التغيير والإصلاح والتطوير.

بالتأكيد طبيعة العلاقات البحرينية الافريقية تحكمها وتقررها المصالح المشتركة ومجالات التعاون والاستفادة، وخاصة في مجال التعاون الزراعي والحيواني والثروة المعدنية، ولربما كانت هناك مجالات عديدة للتعاون والعمل المشترك، بحسب الامكانيات والمقدرات، وبحسب مصالح كل دولة.

القارة الإفريقية اليوم محل نزاع بين الصين وأمريكا، وخاصة بعدما غزا الصينييون الأسواق الافريقية بشدة، الأمر الذي دعا السياسة الأمريكية الى أن تنتبه وتلتفت مرة أخرى لإفريقيا، إن لم يكن من باب الاقتصاد فمن باب نشر الديمقراطية على التفصيل الأمريكي، والهدف المصالح الأمريكية في القارة السوداء.

الجميع يعلم أن المد الإيراني تغلغل في دول إفريقيا وخاصة بعد انحسار الدور المصري الرائد، وبعض دول المنطقة لها علاقات متطورة وتبادل اقتصادي وصناعي وزراعي مع دول إفريقيا، وهذا النوع من التعاون يخدم تلك الدول في المواقف السياسية، ولربما كان لبعض دول المنطقة تعاون وتواصل وانفتاح حتى على دول أمريكا اللاتينية، وذلك ملف سياسي ودبلوماسي لا بد أن يناله الحراك والنشاط لصالح مملكة البحرين، حتى لو كان من خلال وجود ممثل تجاري أو قنصل فخري من ذات الدولة الإفريقية أو الأمريكية يخدم مصالح البحرين.

القيادة السياسية في مملكة البحرين كانت حاضرة وفاعلة في تعاونها مع دول آسيا، وتلك علاقات جاءت بالنفع والفائدة على البحرين، ولربما حان الوقت لأن تتجه البحرين نحو التحرك المحسوب والمدروس نحو دول إفريقيا، من خلال استثمار دعوة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي سمو رئيس الوزراء لزيارة المفوضية في أديس أبابا من أجل دعم التعاون مع دول إفريقيا، واستثمار الفرص المتاحة في العديد من المجالات الزراعية والصناعية والتجارية.

**آخر السطر:

جميل جدا أن يتناول البرنامج التلفزيوني «أنا البحرين» أوجه القصور والملاحظات على وزارات ومؤسسات الدولة.. ولكن نتمنى أن يتناول البرنامج بعض أوجه القصور والملاحظات والمقترحات لهيئة شئون الإعلام كذلك ما دام الكل يعمل من أجل البحرين ومصلحتها ومستقبلها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة