كانت مباراة انجلترا والسويد رقم (١٦) في ترتيب مباريات بطولة يورو ٢٠١٢ الجارية اليوم في أوكرانيا وبولندا هي في الحقيقة – حسب وجهة نظري – من أجمل المباريات التي شاهدتها منذ انطلاق هذه البطولة التي تستمر حتى الأول من شهر يوليو القادم، في المباراة أشياء فنية كثيرة تتعلق بفنون كرة القدم من الناحيتين البدنية والتكتيكية والأهم أن عنصر التهديف كان متساوياً بين المنتخبين لكن التفوق صار في نهاية المطاف إلى المنتخب الانجليزي الذي تقدم في البداية ثم تعادل السويد والمثير أن المنتخب السويدي تقدم بالنتيجة ٢/١ ثم تعادل الانجليز وأخيراً تفوقوا وخرج المنتخب السويدي من البطولة والمفترض أن يكون وصل إلى بلده.

هنا تكمن كرة القدم الحقيقية والتي تتوزع فيها السيطرة والاستحواذ على الكرة بالتساوي بين المنتخبين ولا يجوز في كرة القدم أن يتفوق فريقاً على آخر إلاّ باشتراطات فنية مسبقة من ضمنها التفوق المهاري والخططي وفي المنتخبات الأوروبية المشاركة في مثل هذه البطولة لا تتفوق المنتخبات بنسب عالية على بعضها البعض بل النسب تكون ضئيلة أو متقاربة ولو تباعدت النسب لا نشاهد كرة القدم الحقيقية والدليل على ذلك مباراة إسبانيا وأيرلندا (٤/صفر) فالاستحواذ قتل المباراة وقلل من قدرات اللاعبين في التخيل والإبداع عكس ما حدث في لقاء انجلترا والسويد حتى أن المهاجم الانجليزي (ويلباك) لاعب مانشستر يونايتد أحرز هدف منتخب بلاده الثالث بطريقة إبداعية بالكعب وظهره مواجه إلى المرمى وهي أمور يعجز عن عملها أي لاعب إسباني لأنهم يمررون بالمواجهة ولهذا يتفوقون بالاستحواذ واستخدام أكعب الرجل أو أي جزء من أجزاء الجسم صعب عليهم وكل مشاهد لمبارياتهم يتوقع الاستحواذ من قبلهم ثم تنعدم إثارة كرة القدم في أدائهم.

لقد شاهدنا كل شيء في مباراة انجلترا والسويد وبعيد عن الكرة رأينا الحماسة والقتالية والتنافس ومحاولة التشبث بالحياة والابتعاد عن الخروج وتم تتويج كل هذه الأمور بالأداء الكروي عالي المستوى تهديفياً ودفاعياً وإجبار الخصم على الوقوع في الأخطاء واستغلالها، نأمل أن نشاهد مباراة قادمة أقوى فيها كل نكهة الكرة الأوروبية التي افتقدناها منذ سنين وعليكم أن تراقبوا مباراة اليوم بين الدانمرك وألمانيا والبرتغال وهولندا ففي المباراتين شيء من الشبهات لكننا نستبعد الأمر لكن الملاحظات أمر مطلوب.