الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٨ - الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


ليست حديقة المحرّق الكبرى فقط





وصلتني أمس نسخة من وثيقة وخرائط صدرت في عام ١٩٩١، تقضي، بأمر سموّ الأمير الرّاحل عيسى بن سلمان طيّب الله ثراه، بهبة الأرض الواقعة قرب مطار البحرين الدولي لأهل المحرّق، وذلك لتنفيذ حديقة عامّة عليها، يستفيد منها أهالي المنطقة.

تلك الحديقة، تعرّضت للإهمال من قبل وزارة البلديات منذ عام ٢٠٠٨ تقريبا، وتوالت الوعود بتطويرها، ولكن من دون ميزانية، وهو ما يعني أنّ الوعود ذهبت أدراج الرياح!

تابع الجميع الفاصل الإعلاني عندما دخل أحد المستثمرين الخليجيين على الخط، وانتهت حكايته، لتتحوّل الحديقة بعدها إلى ما يشبه المقبرة.

يُقال إنّه قبل فترة، تقدّم أحد المهندسين البحرينيين المعروفين، بمقترح جميل إلى مجلس المحرق البلدي لتطوير الحديقة، وبما يتناسب مع فكرتها، والمشروع كان مشابهاً لدوحة عراد، يتضمّن مساحات عامة للألعاب والمطاعم وغيرها، ولكن المشروع رُفض من الوزارة بسبب عدم توفّر الميزانية، رغم إصرار المجلس البلدي عليه!

فجأة، قرأنا عن مؤتمر صحفي تعقده وزارة البلديات حول تنفيذ مشروع استثماري في الحديقة بقيمة ٢٤ مليون دينار! وتحت الخبر، بيان اعتراض من أعضاء مجلس المحرّق البلدي! وما لا يعلمه البعض، أنّ هناك عريضة تجاوز موقّعوها الـ ٢٠٠ شخص من أهالي المنطقة، سوف تُرفع إلى عاهل البلاد، اعتراضاً على تغيير الفكرة، من مشروع مجاني يخدم الأهالي، إلى مشروع استثماري، مرفق به مذكرة تفاهم، لم يطّلع عليها مجلس المنطقة البلدي، ممّا زادت التوجّسات من وجود نيّة لتنفيذ تفاصيل استثمارية في المشروع، لا تتناسب مع موقعه، والهدف الذي وُهبت الأرض من أجله، ولا تتوافق مع رغبات الأهالي!!

الأسئلة التي تتناطح في ذهن المواطن، هو الغَبش في تنفيذ أمثال تلك المشاريع، وتحويل بعضها إلى مشاريع استثمارية بدل أن تكون مجانيّة للمواطنين!!

هناك خلل فاضح في تنفيذ المشاريع التي تُسعد المواطن، كمشاريع الحدائق العامّة والسواحل المفتوحة التي تمتصّ هموم النّاس وتعبهم.

في بريطانيا مثلا، لكل مواطن الحق في الحصول على حديقة منزلية خاصّة، هذا غير المناطق الخضراء الكثيرة التي يتم تطويرها والاهتمام بها من أجل الشعب.

في البحرين، ما إن تبرز منطقة خضراء جميلة، أو حديقة غنّاء واسعة، أو ساحل جميل ممتد، حتى نفاجأ بتسويرها بعد فترة، ويُكتب عليها «أملاك خاصّة»!!

بعض مناطق الصّخير، الجسرة، البديّع، السواحل الممتدّة حتى جسر الملك فهد، ناهيك عن المناطق العمرانية الساحلية الجديدة المُغلقة، جميعها أصبحت تسوّر وتحوّط، ويُفرض فيها الأمر الواقع!

شرعا وقانونا، تلك الأملاك حقٌ متاح للجميع، ولا يجوز الاستيلاء عليها للمنافع الخاصّة، وحرمان النّاس من الاستمتاع بها.

برودكاست: حقيقة؛ بدأت أشكّ في معلّمي الجغرافيا الذين كانوا يعرضون خرائط البحرين علينا في المرحلة الإعدادية والثانوية!

قالوا لنا إن البحرين أرخبيل يتكوّن من عشرات الجزر، وقالوا لنا إنّ البحرين بلد يحيط به البحر من جميع الجهات!

اليوم، وبعد أن أصبحنا نستوعب حقيقة الجغرافيا وحقيقة التاريخ، بات لزاماً على وزارة التربية والتعليم النّظر بجديّة في حقيقة تلك الخرائط، على الأقل؛ حتى لا ينصدم الجيل القادم بالواقع مستقبلاً كما حدث لنا!

آخر السّطر: فضيحة التصفية الطائفية والانتقام غير السويّ، والتي تدور في غرفة تجارة وصناعة البحرين، موجودة على الطاولة بالأسماء والشواهد، ويبدو أنّها ستنفجر قريبا!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة